تعرضت مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك لأطول حصار في التاريخ الحديث خلال حرب البوسنة والهرسك، واستمر نحو أربع سنوات من أبريل 1992 إلى فبراير 1996، ما أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف مدني بنيران القناصة والقصف ونقص الإمدادات الأساسية، وفق تقارير منظمات دولية ووثائق المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. ما هو حصار سراييفو؟ وبعد نحو 29 عاماً، منذ حصار سراييفو، فتح الادعاء العام في ميلانو تحقيقاً يزعم أن سياحاً أثرياء من أوروبا دفعوا لأفراد من الجيش الصربي البوسني مقابل فرصة الاستمتاع بإطلاق النار على سكان المدينة المحاصرة، فيما تسمى ب سياحة القنص. وبدأ تداول مزاعم سياحة القنص خلال التسعينيات ثم ظهرت بقوة في تحقيقات صحفية لاحقة، تشير التقارير إلى أن أثرياء من دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، دفعوا قرابة 90 ألف دولار مقابل مرافقة ضباط من قوات صرب البوسنة إلى مواقع قنص مرتفعة حول سراييفو وإطلاق النار على المدنيين. فيلم سفاري سراييفو وفي فيلم وثائقي من إنتاج عام 2022، أذيع في مهرجان الأوثونوموس للأفلام الوثائقية في ليوبليانا – سلوفينيا، في أكتوبر2022 ثم على بعض القنوات الأوروبية مثل RTV Slovenija، ولاحقاً في مهرجانات دولية للأفلام الوثائقية، بعنوان سفاري سراييفوSarajevo Safari، أخرجه المخرج السلوفيني ميران زوبانيتش (Miran Zupanic)، ويروي الفيلم اعترافات صادمة عن جنود صرب يزعمون أن مجموعة من الأجانب من الدول الغربية قد اشترت موقعاً للقنّاصين لدى القوات الصربية البوسنية لإطلاق النار على المدنيين، بما في ذلك الأطفال، مقابل أموال باهظة. وكان القناصة الأثرياء الذي جاؤوا لممارسة مهمة ممتعة بالنسبة إليهم ربما كانوا أكثر رعباً من المقاتلين الحربيين، وفق ما كتبته الجارديان البريطانية، إذ كانوا يختارون ضحاياهم عشوائياً من المارة في الشوارع، بما في ذلك الأطفال، وكأن الأمر لعبة فيديو أو رحلة سفاري. التحقيق في مزاعم سفاري سراييفو وقدم كاتب إيطالي شكوى رسمية إلى نيابة ميلانو في أواخر العام الجاري، قبل أن يُعلن بصورة رسمية هذا الشهر عن فتح التحقيق في القضية المثيرة للجدل، والكاتب الإيطالي هو إتسيو غافاتسيني (Ezio Gavazzeni) وهو صحفي استقصائي من مدينة ميلانو، جمع شهادات ووثائق تتعلق بما سماه سياحة القنص في سراييفو وقدمها للنيابة الإيطالية لتعود القضية التي ترجع لثلاثة عقود إلى الواجهة.