إنها قصة مختلفة من قصص الحصار على سراييفو منذ نحو 20 عاما،هى قصة بشر ابدوا أستعدادا للتضحية بأرواحهم لإنقاذ آلاف الكتب والمخطوطات التى تشكل تراثا عزيزا لايقدر بثمن. ومع أقتراب الذكرى ال20 للحصار الصربى على سراييفو يستعيد سكان عاصمة البوسنة والهرسك، قصة هذه الثلة من الأبطال النبلاء الذين جمعوا مابين حب الوطن وحب الكتب ولم يترددوا فى ركوب مخاطر الموت وسط سيل القنابل ووابل الرصاص، لإنقاذ أكثر من عشرة آلاف كتاب مخطوط ووثيقة تشكل جزءا جوهريا من ذاكرة وتاريخ وثقافة بلادهم.
وكانت اغلب هذه المخطوطات والوثائق وأكثرها اهمية قد أودعت فى مكتبة غازى بك التى أسست فى سراييفو عام 1537.
وأستحق هؤلاء الأبطال فيلما وثائقيا أعدته القناة التلفزيونية الرابعة بهيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" ليحكى القصة الكاملة لنساء ورجال خاطروا بأرواحهم من اجل تراث بلادهم فيما يقول مصطفى جاهيتش مدير مكتبة غازى بك :عندما تعرضت سراييفو للحصار الصربى فى عام 1992 كان قرارنا السريع ضرورة انقاذ نفائس المخطوطات بالمكتبة.
ورأى مصطفى جاهيتش ان انقاذ الكتب بكل ماتعنيه من اهمية للتراث الانسانى ككل لايقل اهمية عن انقاذ الأرواح الانسانية منوها بأن بأن "هذه الكتب تاريخنا.. جذورنا..ودون الماضى لايمكن ان يكون لنا حاضر او مستقبل".