أنهت قمة شرم الشيخ للسلام، جولة حرب غزة الأخيرة على رأس العام الثالث محققة هدفين رئيسين لكل من فلسطين ومصر، مع إحباط كثير من الأهداف والآمال لكثير من الحالمين والطامحين والطامعين والكارهين والمأزومين، الذين كرهوا مشهد سلام ولو مؤقت، بعد حرب غلب فن الممكن المصري مؤامرات الحرب والدمار والتهجير من غزةالفلسطينية المستحقة للفلسطينيين والمحمية بأهلها إلى الأراضي المصرية العامرة بالمصريين وكل بإرادة الله المعجزة لكل مقاييس الحرب والصانعة لأساليب السلام. وبين كل هذه الكواليس هرب التافهون من خيبات إفشال مشروع وقف الحرب المستهدفين لتغيير جغرافيا مصر وغزةالفلسطينية وديموغرافيا الشقيقتين وتوازنات القوى والقدرة على الفعل وإضعاف الإرادة المصرية ومكامن القوة الفلسطينية كأبرز مفردات التوازن والتفاوض، وخرجوا من حالة ونتيجة وقف الحرب المشروطة عربيا في نتيجة محققة إلى وهم تفسير لغة الجسد وزوايا الفوتوسيشن والابتداع والتقول، هربوا من النتائج المعجزة إلى الأقوال المدعاة. والحق البين في قمة شرم الشيخ للسلام، يتلخص أبرزه في أمرين، أولهما: أن التوقيع على وقف الحرب بروتوكول لسلام اتفق عليه ومشاهده وفعالياته محصلة لأمر حسمه الزعماء الأقوياء ترامب والسيسي. ثانيا: أن السياسات المصرية تقبل بناء المستقبل خطوة بخطوة، فما فعله السادات كرره السيسي، والدول القوية مثل أمريكا تحب زعامات القوة التي يتصدرها الرئيس السيسي رجل القوة وضبط النفس ولاعب فن الممكن بعقل وحكمة. الغريب في مشهد السلام المحسوم قبل التوقيع وقبل القمة لحقن الدماء ووقف تهييج المنطقة هو هروب الهزليين من جد السلام المقرر مسبقا إلى سخافات تفسيرات مدعاة للغات الجسد وخيالات الوهم على طريقة حرق الأرض تحت أقدام صناع السلام. وكان يجب على الرافضين لمشهد السلام أن ينحازوا إلى قوة الحق ونجاح إرادة الشعوب وصناع السلام، والنظر في النتائج، فقادة السلام وزعماء العالم يرغبون من الحضور صناعة زخم عالمي في مشهد السلام وتخليد مشاركتهم في قمة توثيق أتفاق وقف الحرب والتهجير وتصفية قضية حركت شعوب العالم وفرضت على القادة صناعة السلام في مواجهة عناد ومخطط التصفية، وكسر إرادة الشر الذي مكث أعواما في شيطنة المنطقة كأوراق ضغط ذرتها الرياح، فلا قيمة لتحليلات وكواليس محبطة لمشهد واضح النجاح والإيجابية، ولا عجب ممن دعوا لمحاصرة سفارات الإغاثة والدفاع عن فلسطين وصولا للنجاح في وقف الحرب وفتح غزة على مصراعيها بحرية للدخول لا للخروج، أمام أعين المتربصين بالسفارات والمشوهين لسلام صنعته الدولة الأم والرائدة دائما بكل مضامينها ومؤسساتها.