◄تركى: الإخوان شكلوا لجنة لكتابة التاريخ منذ 10 سنوات لتصحيح وقائع التشويه التى تعرضوا لها ◄الدسوقى: الجماعة ستعدل مناهج التاريخ لتحسين صورتها.. وأخشى من العداءات السابقة لها مع الحقبة الناصرية هل يمكن أن يبقى تاريخ مصر بعد حكم محمد مرسى كما كان قبلها؟.. هذه الجماعة التى ترى أنها تعرضت للظلم سنوات طويلة وأن النظام الحاكم يطاردها منذ نشأتها، ويسعى لتشويه تاريخها حينما تصل إلى السلطة، تسعى لإعادة رسم صورتها بشكل يختلف عن الصورة النمطية التى وردت فى كتب التاريخ أو حتى فى الأعمال الدرامية التاريخية. ووفقا للمعلومات الثابتة فإن الإخوان شكلوا منذ نحو 10 سنوات لجنة لإعادة كتابة تاريخ الجماعة وتسويق التاريخ الجديد بين الصف الإخوانى حتى يتمكنوا من مواجهة ما يرون أنه هجوما يتعرضون له، وهو أمر ربما يبدو مستساغا لفصيل سياسى يحاول أن يقنع أعضاءه بأن تاريخه مشرق، ويعبر عن مدرسة فى الوطنية، لكن حينما يتم إسقاط هذا الأمر على تاريخ الوطن بالكامل، فإن الأمر لن يبدو كذلك. خصومة الإخوان مع الرؤساء السابقين والنزوع إلى تصفية الحسابات تضع مصر فى مأزق حقيقى حال وصول الدكتور محمد مرسى إلى السلطة، فمثلا لا يستطيع أحد أن ينكر أن علاقة الجماعة بالحقبة الناصرية، لم تكن على ما يرام، بل إن الثقافة الإخوانية دائما تصف هذه الفترة ب«المحنة»، فى حين أن الدولة المصرية ظلت نحو أكثر من نصف قرن تعتبر أن شرعيتها تستمد فى الأساس من شرعية ثورة يوليو، ومن ثم لا يمكن أن يتقبل المواطن المصرى أن يرى نفس الدولة تهاجم الحقبة الناصرية. وفى هذا السياق فإن الأحداث التاريخية المختلف عليها تثير تساؤلات عميقة حول آلية التعامل معها، فمن يضمن أن يظل يوم 23 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى الثورة؟ ومن يضمن أن يتم التعامل رسميا مع حادث المنشية باعتباره حادثاً دبره الإخوان لقتل عبدالناصر، وربما ينسحب نفس الأمر على عهد الرئيس السادات ولكن بدرجة أقل. الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة حلوان يتوقع أن تتجه الجماعة فى حال وصولها إلى الحكم لتعديل المناهج الدراسية الخاصة بالتاريخ بما يخدم صورتهم، وأضاف: «أثق بأنهم سيعدلون مناهج، وتوظيفها لخدمتهم وإظهارهم فى صورة دعاة الأمر بالمعروف والإصلاح والتقوى والنهى عن المنكر وبسبب هذا ظلموا». وأعرب الدسوقى عن خشيته من اتجاه الدولة لاتخاذ مواقف محددة من حقب تاريخية مختلفة نظرا لوجود عداءات سابقة بينها وبين الإخوان مثل الحقبة الناصرية، وقال: «طالما أن الأحقاد تحرك الناس، فلابد أن تتوقع ما هو أخطر من ذلك، وأضاف: «الإخوان لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا، وطوال الوقت يزيفون وعى الناس ويظهرون أنفسهم أنهم مخلصون للدين والوطن، وهم غير ذلك على الإطلاق». ووصف إسماعيل تركى الباحث الإخوانى ومدير مركز البصائر للدراسات، تاريخ مصر بالمزور، وشدد على أن جميع اللجان التى تخصصت فى كتابة التاريخ لم تتسم بالحياد الكافى، مشيرا إلى أن مناهج التاريخ فى المراحل الدراسية المختلفة تعمدت إغفال ذكر الإخوان فى المراحل التاريخية المختلفة. وأوضح تركى أن الإخوان شكلوا لجنة لكتابة تاريخ الجماعة منذ نحو 10 سنوات لتصحيح الوقائع التى يرى أن الجماعة تعرضت فيها لتشويه بالغ، وأضاف: «مناهج التاريخ فى مصر تبدأ دائما منذ تولى الرئيس جمال عبد الناصر السلطة وتتعرض بشكل عابر لما تصفه بالعهد البائد، دون أن تذكر أى شىء حول الإخوان أو غيرهم، وهذا نوع من تزييف وعى الشعب». وطالب تركى بتشكيل لجان محايدة لإعادة كتابة تاريخ مصر، وأضاف: «التاريخ لا يجب أن يكتبه محمد مرسى أو حسنى مبارك، ولكن يكتبه أساتذة تاريخ محايدون، باعتباره ذاكرة الأمة، ولا يجب أن يتعرض للتشويه «مشيرا إلى أن الحقيقة هى الشىء الوحيد الذى سيبقى فى النهاية. وأوضح تركى أن الأحداث المختلف عليها تاريخيا يمكن التعامل معها من خلال ذكر الملابسات الكاملة للأحداث دون إصدار حكم محدد.