قدم الكاتب الصحفي مايكل فارس، ورشة تدريبة عن "الهوية وتحليل النزاع"، لعدد من اللاجئين والوافدين بمصر، في مقر المطرانية المارونية، في إطار مبادرة "ألوان مصر"، التي نسقتها المطرانية بالتعاون مع المركز العالمي للحوار. وقال فارس، خلال التدريب الذى ضم عدد من الجنسيات مثل سوريا واليمن والسودان وإريتريا وتشاد وجنوب السودان، إن الهوية هي مجمل السمات التي تميز شيئًا عن غيره أو شخصًا عن غيره أو مجموعة عن غيرها؛ كل منها يحمل عناصر ديناميكية يمكن أن يبرز أحدها أو بعضها في مرحلة معينة وبعضها الآخر في مرحلة أخرى، وهو كمصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته مع الجماعات كالهوية الدينية أو الإثنية أو الوطنية أو العرقية وغيرها. وشرح فارس شقي الهوية "الفردي والمجتمعي"، قائلا إن الجانب الفردى هو الصفات الشخصية للفرد مثل كونه اجتماعي أو انطوائي وهكذا، و"المجتمعي"، وهي مجمل الصفات التي تميز فئة أو جماعة معينة عن غيرها، قد تكون الطائفة أو الدين أو البلد ككل، مؤكدا أن الخلل في تعريف الهوية لدى الفرد أو المجتمع أو الخلل في ترتيب عناصرها، هو من أبرز الأسباب التي أدت للنزاعات في المجتمعات خاصة في المنطقة العربية. وضرب فارس مثلا بتصنيف الفرد لذاته داخل الوطن مثل أن يرتب هويته الجماعية مثل الدين قبيل الوطن فيقول "مسيحي يمني" أو "مسلم يمني"، مؤكدا أن الترتيب الأفضل أن يرى الشخص وطنه قبل طائفته ودينه. وتطرق فارس، في الجزء الثاني من الورشة التدريبية، إلى مفهوم النزاعات وكيفية تحليلها، مشيرا إلى الفروق بين "النزاع" و"الصراع"، معتبرا أن النزاع يعد شكلا من أشكال الخلاف أو الاختلاف في الإرادات أو الرغبات أو المصالح أو المواقف أو القيم أو التقييم بين طرفين أو أكثر، ويتسم بأنه قصير الأمد وقد لا يتطور لحالة عنف، بينما الصراع طويل الأمد والعنف من سماته، ويؤدى لإلحاق الضرر المتبادل بين الأطراف ويسعى كل طرف لإخضاع الأخر، كما شرح نموذج "البصلة" لتحليل النزاع، مستشهدا بأمثلة عملية وتطبيقية من واقع المجتمعات. ويذكر أن الكاتب الصحفي مايكل فارس، قد صدر له كتاب "إعلام الكراهية.. آليات تغطية نزاعات الهوية"، وقد حصل على ماجستير الإعلام الرقمي والأمن المعلوماتي من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وزمالة الصحافة للحوار بين اتباع الديانات والثقافات من المركز العالمي للحوار كايسيد، وزمالة التنشئة على الأديان من معهد المواطنة وإدارة التنوع.