اختتمت صناعة "صناديق التحوط" فى العالم أسوأ عام فى تاريخها بسحب المستثمرين لرأس مال هائل بلغ 152 مليار دولار أمريكى فى الربع الأخير لعام 2008، وذلك وفقاً للبيانات التى أصدرتها مؤسسة بحوث صناديق التحوط، وهى إحدى المؤسسات الرائدة فى مجال تقديم بيانات صناديق التحوط. لقد تراجع مؤشر مؤسسة بحوث صناديق التحوط((HFRI المركب الخاص بالصناديق ذات الأهمية والثقل بنسبة 18.3% لعام 2008، وهو العام الثانى فقط الذى انخفض فيه المؤشر منذ 1990. وعانت صناعة التحوط، أثناء عام 2008، من فترة انحدارات وهبوط لمدة ستة أشهر متتالية، فيما بين شهرى يونيو ونوفمبر تخللها ارتفاع بنسبة 0.41% فى شهر ديسمبر فقط، واشتملت على تذبذب مركز لمدة شهرين فى سبتمبر وأكتوبر تراكم فيهما الانخفاض حتى وصلت نسبته إلى 13%. ومع انخفاض الأداء وزيادة تذبذب الأسعار، قام المستثمرون فى أثناء 2008 بسحب 155 مليار دولار أمريكى مشكلاً بذلك رقماً قياسياً، وتعتبر هذه المرة الثانية فقط التى عانت فيها صناعة التحوط من صافى تدفقات رؤوس أموال المستثمرين إلى خارج الصناديق منذ أن بدأت (HFR) فى تتبع تدفقات الأصول فى 1990. جاء خروج رؤوس الأموال عقب عام قياسياً من تدفقات رؤوس الأموال فى عام 2007، والذى ورد خلاله 194 مليار دولار أمريكى إلى داخل الصناعة، وعند ضمه إلى تدفق الأصول القائم على الأداء السلبى، انخفض إجمالى رأس المال، الذى تم استثماره فى صناعة صناديق التحوط إلى 1.4 تريليون دولار أمريكى بنهاية 2008، من 1.93 تريليون دولار أمريكى، الذى سجل أعلى معدل له فى منتصف عام 2008، أى بمقدار انخفاض 525 مليار دولار أمريكى، بعدما انتشرت عمليات استرداد المستثمرين لرؤوس أموالهم دون التفريق بين مختلف صناديق التحوط، واستراتيجياتها، وإحجام أصولها، وديناميكيات أدائها. وصرح كينيث جى هاينز رئيس مؤسسة بحوث صناديق التحوط قائلاً، "ظلت عمليات مخاطرة المستثمرين فى مستويات متطرفة للغاية خلال نهاية العام بالرغم من اعتدال ما انطوت عليه من عمليات تذبذب الأصول المحقق". وأضاف قائلاً، "لقد تراجعت صناعة صناديق التحوط بمعدل 11.8% سنوياً منذ 1990 وبمتوسط 15.9% فى السنة التى أعقبت أهم أكبر خمس عمليات انهيار. وفى الوقت الذى نتوقع فيه استمرار دمج الأصول من المحتمل أن يكون الدمج بين أسواق الائتمان المطورة التى يصاحبها مستويات غير مسبوقة للمحفز المالى العالمى عاملا داعما لأداء الصناعة فى عام 2009". يذكر أن مجموعة بحوث صناديق التحوط ذات المسئولية المحدودة، والتى يقع مقرها فى شيكاغو، هى شركة عالمية رائدة فى مجال تقديم وتوفير البيانات والمعلومات، والبحوث، والمؤشرات الخاصة بصناديق التحوط، وكذا إدارة الأصول، تشتمل شركة إدارة الأصول ذات المسئولية المحدودة. وتقدم قاعدة بيانات صناديق التحوط، التى تعتبر مصدراً ثابتاً لمعرفة أداء الصناديق والحصول على معلومات عنها.