"نصلى لله من أجل أن تحفظ وعودك وعهودك، حتى لا تكون هناك وعود منكسرة مرة أخرى فى منطقتنا".. بهذه الكلمات اختتم السفير عبد الرءوف الريدى، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية كلمته فى افتتاح ندوة "الطاقة النووية ومنع الانتشار فى الشرق الأوسط"، مشيرا إلى وعود الرئيس الأمريكى القادم باراك أوباما، خلال حملته الانتخابية، والتى أكد فيها أن أهم ركائز برنامجه الانتخابى جعل العالم خاليا من التهديد النووى، وهو الأمر الذى لا يمكن أن يتحقق إلا بجعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. وناقش المشاركون فى الندوة استخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية والعسكرية، وأثر الأخيرة على أمن منطقة الشرق الأوسط، والوضع الحالى لمشروعات الطاقة النووية فى المنطقة، بحضور د. على الصعيدى، وزير الكهرباء والطاقة السابق، ورئيس لجنة الطاقة بالحزب الوطنى، والسفير وائل الأسد، مدير نزع السلاح والعلاقات متعددة الأطراف بجامعة الدول العربية، والدكتور وهيب الناصر، أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين، ومارك فيستباترك، المسئول عن منع الانتشار بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية بلندن. بينما اعتذر عن الحضور د.حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة. وتحدث السفير عبد الرءوف الريدى عن أزمة الطاقة المقبلة، مع قرب نضوب موارد الطاقة المولدة من البترول والغاز فى مصر، مؤكدا أن ذلك دفع مصر لإعلان أحياء برنامجها النووى السلمى الذى أطلقته فى بداية الثمانينيات، مضيفا أن هذا الإعلان كان سببا فى توليد اهتمام إقليمى فى المنطقة لاستخدامات الطاقة النووية فى توليد الطاقة، وهو ما دفع دول عربية أخرى للسير فى نفس الاتجاه. واستعرض د. على الصعيدى، استراتيجية مصر للطاقة، وخططها المستقبلية لمواجهة الأزمة، مؤكدا أن الطاقة النووية هى أنسب الحلول لمواجهة أزمة الطاقة، خاصة وأن التوسع فى تطبيقات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لن يكون عمليا بالقدر الكافى لمواجهة الأزمة، لأنه لن يغطى أكثر من20% من جملة احتياجات مصر من الطاقة بحلول 2020، مضيفا أن مصر من أوائل الدول التى شرعت فى تنفيذ برنامج نووى للأغراض السلمية، لكن توقف بعد حادث تشيرنوبل، وشدد الصعيدى على لفظ "توقف"، مؤكدا أن المشروع لم يتم إلغاءه، لكنه توقف فقط حتى تم الإعلان عن استئنافه. وأجمع الحضور على حق دول الشرق الأوسط فى استخدام الطاقة النووية فى الأغراض السلمية، ورفض الاستخدام العسكرى لها، مؤكدين أنه يثير قضايا أمنية بالغة الخطورة، خاصة وأنه توجد فى المنطقة دولة مثل إسرائيل تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية، وأخرى تدور حولها الشكوك، فى إشارة إلى إيران. إلى جانب الهند وباكستان شرقى المنطقة.