خيانة

فلول النظام لا تيأس كلما استقر الوضع وبدأت بوادر الانفراجة فى أزمات المجتمع المصرى، يطل علينا مثيرو الشغب والفوضى بوجههم القبيح بأحداث تعود بنا إلى الرقم صفر وشبح التوتر والانفلات الأمنى الذى من شأنه دفع المجتمع إلى لعن الثورة، ونسوا أن مؤسسة البلطجة قد أسسها النظام السياسى السابق لحماية رموزه ومساعدته فى إقرار الفساد والظلم بالسلاح والتنكيل بكل من تسول له نفسه إبداء رأيه أو معارضة النظام أو الاعتراض على تزوير الانتخابات فى كافة مؤسسات الدولة، بداية من البرلمان والمحليات والنقابات والأندية الرياضية والاجتماعية واتحادات الطلاب لكى تصبح تلك المؤسسات ذراع الدولة القذر لتطويق مؤسساتها والسيطرة عليها وتكميم أفواه الأحرار.
لم تكن الخيانة تلك المرة سوى انفلات أمنى وفوضى عارمة من خلال مباراة كرة قدم، تخيل معى عزيزى القارئ لم تكن سوى مباراة رياضية، جاءت جماهير النادى الأهلى إلى محافظة بورسعيد لتزين مدرجات إستادها بألوانها الزاهية التى تعلو شباب فى عمر الزهور يعلمون جيداً ماذا تعنى مباراة كرة قدم، ولم يعلموا أنه فخ نصبه الأفاقون والبلطجية وكل رموز الفساد للإجهاز عليهم وقتلهم أمام مرأى ومسمع الجميع.
لم تعد غالبية جماهير الأهلى إلى القاهرة فى حافلاتهم التى أتوا بها بل فى نعوش ملأت قلوب المصريين بالحزن واليأس، وكأن عودتهم كانت من معركة حربية ولكنها لا تحمل صفة الشرف التى تنطلى على المعارك الحربية.
ماذا يحدث لو تطوع حكم المباراة واتخذ قراراً بإلغاء المباراة قبل بداية الشوط الثانى وكل الشواهد تدل على أحداث الكارثة التى شاهدتها ساحة المعركة عفواً إستاد بورسعيد سابقاً، ألم يكن ذلك القرار كفيلاً بحقن الدماء.
نريد من المتخصصين فى مجال الأمن شرح الموقف وكيف يمكن تأمين مباراة كرة قدم وحماية الجماهير العزل، ولن نتحدث عن انفلات أمنى ولا غيره.
إلى متى ندع من يحرك الأصابع الخفية حراً طليقاً يفعل بالشعب ما يريد، فقتل هناك وسرقة بنوك هنا وانهيار فى مؤشرات البورصة المصرية وتعطل لحركة السياحة والإنتاج، واعتصامات معطلة لإمكانية تنفيذ قرارات حكومة الإنقاذ.
فليعلم كل المتربصين بهذا الشعب بأن إرادته هى الأقوى وليعى أفراد الوطن الحر أنهم حراسه، وهم من سيحافظون على ثورتهم المجيدة من عبث الفاسدين الضالين.