سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى مستشفى العيون الدولى فى الدقى يرقد مصابو التحرير.. أحمد حرارة يودع الميدان قبل سفره لسويسرا.. و"عبد الفتاح" يهرب من المستشفى ليلا لمشاركة رفاقه بالتحرير.. و"مالك" يتابع الأحداث بعين واحدة
فى الدور الخامس بمستشفى العيون الدولى فى الدقى، يرقد عدد من مصابى أحداث 19 نوفمبر، بالتحرير وفى الغرفة 502 يقيم أحمد عبد الفتاح، المصور الصحفى للمصرى اليوم، مع والدته ووالده، ويخبئ عينه اليمنى بغطاء بلاستيكى طبى أسفل نظارته الطبية. قالت والدة أحمد مبتسمة "الحمد لله.. أحمد خضنا عليه بس طلع بيهزر كالعادة"، مشيرة إلى أنها أهدت عين ابنها لميدان التحرير داعية الثوار إلى العودة للتظاهر ولو بعين واحدة. جلس والد أحمد يستقبل الزوار الذين دخلوا حاملين وردا كتب عليه "لا لمحاكمة العسكر للمدنيين من الثوار "ثم غادر هؤلاء الزوار إلى الميدان وكان من بين ما كتبوه على الورود "هنجيب حقك" و"عينك فداء للحرية"، و"هتشوف بعينك مصر الجديدة يا أحمد". جاءت الممرضة وداعبته "أنا مشوفتش مريض عيون يهرب من المستشفى ويسوق عربية" وتضيف "أنا صورتك إمبارح وأنت بتكتب ونزلتها ع الفيس بوك". قال أحمد مبتسما "هربت إمبارح بالليل من المستشفى الساعة 12 إلا ربع لما كانوا مشغولين بالتقرير الطبى بتاع أحمد حرارة والمصيبة إنى نسيت أن معاد الدوا الساعة 12"، والمستشفى كلها قعدت تدور عليا وعرفوا إنى هربت، بس أنا روحت أشوف الدنيا فى التحرير ورجعت". تدخلت زميلته بالجريدة: سننتظر عودتك بعد شهور فيرد "شهور إيه يومين كده بس وتلاقينى فى الميدان، وعلى دماغكم فى الجرنال مش هعرف أقعد فى البيت". التقرير الطبى لأحمد عبد الفتاح أفاد أنه يعانى من إصابة بالرصاص فى العين اليمنى مع وجود إبصار طفيف يحتاج إلى متابعة من 3 إلى 5 شهور وتطهير يومى بالأدوية ومتابعة بالعلاج الطبيعى كى يستعيد الإبصار. من الغرفة المجاورة يدخل مالك مصطفى الناشط والمدون والمصاب فى عينيه مع زوجته فاطمة، التى تنقل له الأحداث بينما يواصل هو نشاطه على التويتر بالموبايل ويقول ضاحكا "عزل سياسى إيه اللى بيتكلموا فيه، ده متأخر جدا، نقولهم إنقاذ وطنى يقولولنا عزل سياسى". التقرير الطبى لمالك أفاد أنه يحتاج إلى 5 أشهر لاستعادة الإبصار بالعين اليمنى التى تعانى أيضا انخفاضا فى الضغط، بعد إصابتها بالرصاص المطاطى الذى تم استخراجه بعملية جراحية أمس، وسيخرج هو من المستشفى مساء اليوم. أمام الباب الخارجى للمستشفى التف مجموعة من طلاب المدارس الثانوية حول زميلهم محمد عادل (16 سنة) الذى أصيب بانفجار فى العين اليسرى، وقال التقرير الطبى، إنه لن يتمكن من استعادة الإبصار، وبينما رفض محمد الحديث وقال أخوه الأكبر "هو مخضوض من إمبارح ومش عارف يتكلم عشان لسه صغير وطبعا هو ميعرفش إن عينه انفجرت". أما أحمد حرارة، الذى أصيب فى العين اليسرى فى ثورة يناير وأصيب فى اليمنى فى أحداث نوفمبر، فعاد للميدان أمس لتوديع أصدقائه قبل أن يسافر لسويسرا لمباشرة العلاج على أمل محاولة أخيرة فى رؤية مصر الثورة.