يؤسفنى التأكيد على أن مصدر المعلومات الرئيسى الذى اعتمد عليه كثير من الصحف ووكالات الأنباء، فى متابعة ما يجرى ميدانيًا على الحدود فى سيناء، منذ فجر أمس الجمعة وحتى اليوم، هو (إذاعة الجيش الإسرائيلى)، كانت المصادر السياسية والأمنية المصرية دخلت فى مرحلة من الصمت العمدى طوال فترة الاشتباكات، لا أحد يريد أن يتكلم أو يؤكد أو ينفى أو يعلن ردة فعل، إلى ما بعد صلاة الجمعة!! إذاعة الجيش الإسرائيلى هى التى أكدت نبأ سقوط شهداء من الجانب المصرى واعتبرته (قتلاً عن طريق الخطأ)، وهى التى أعلنت عن حقيقة الاختراقات التى جرت على الحدود، وإذاعة الجيش الإسرائيلى هى الوحيدة التى قدمت معلومات منسوبة إلى مصادر موثقة، وليس تحليلات عابرة على الهاتف لبعض الخبراء كما جرى مع التليفزيون المصرى. ولذلك أقترح ضرورة أن تفكر القوات المسلحة المصرية فى إنشاء محطة راديو باسم (إذاعة القوات المسلحة المصرية) تكون جسرا للمعلومات الحقيقية الواردة من المصادر العسكرية، ومصدرا للبيانات الصادرة عن المؤسسة العسكرية، تقدم فيه المعلومات الحقيقية أولاً بأول، وتقطع بها الإشاعات كلما ظهرت على الساحة السياسية أو العسكرية، فإذا كان مستخدمو الإنترنت يتابعون البيانات الواردة على صفحة المجلس العسكرى على الفيس بوك، فإن المنطق نفسه يسمح بأن تكون هناك إذاعة للقوات المسلحة فى هذا الظرف السياسى والأمنى الحرج، سواء داخل مصر أو على حدودنا مع إسرائيل. يقينى أن إدارة الشؤون المعنوية فى الجيش لديها الإمكانيات لهذه الإذاعة، ولديها قدرات الاتصال التى تتواصل بها مع الناس، فى قضايا الداخل، أو فى قضايا الدماء المصرية على الحدود.