مقاطعة الغلاء تنتصر.. غرفة بورسعيد التجارية: أسعار الأسماك انخفضت من 50 إلى 70%    هالة السعيد: خطة التنمية الجديدة تحقق مستهدفات رؤية مصر 2030 المُحدّثة    الخميس ولا الجمعة؟.. الموعد المحدد لضبط التوقيت الصيفي على هاتفك    المندوب الفلسطيني لدى الجامعة العربية: إسرائيل ماضية بحربها وإبادتها رغم القرارات الدولية والمظاهرات العالمية    إدخال 215 شاحنة مساعدات من خلال معبري رفح البري وكرم أبو سالم لقطاع غزة    بدء أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية بشأن غزة على مستوى المندوبين الدائمين    الإسماعيلي يحل أزمة فخر الدين بن يوسف وينجح في إعادة فتح باب القيد للاعبين    لويس إنريكي: هدفنا الفوز بجميع البطولات الممكنة    بمناسبة العيد القومي لسيناء.. وزير الرياضة يشارك مع فتيات العريش مهرجان 100 بنت ألف حلم    السيطرة على حريق حظيرتي مواشي ببني سويف    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    وزير العدل يختتم مؤتمر الذكاء الاصطناعي التوليدي وأثره على حقوق الملكية الفكرية    غدا.. أمسية فلكية في متحف الطفل    الجمعة.. قصور الثقافة تقيم احتفالية فنية لأغاني عبد الحليم حافظ بمسرح السامر    رئيس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: منع التصوير داخل المقابر.. وإذن مسبق لتصوير العزاء    مصرف قطر المركزي يصدر تعليمات شركات التأمين الرقمي    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    لاشين: الدولة دحرت الإرهاب من سيناء بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة    ضمن احتفالات العيد القومي...محافظ شمال سيناء يفتتح معرض منتجات مدارس التعليم الفني بالعريش(صور)    عضو بالشيوخ: مصر قدمت ملحمة وطنية كبيرة في سبيل استقلال الوطن    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    بكين ترفض الاتهامات الأمريكية بشأن تبادلاتها التجارية مع موسكو    الصين تعلن انضمام شركاء جدد لبناء وتشغيل محطة أبحاث القمر الدولية    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    هنا الزاهد تروج لفيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بردود أفعال الجمهور    نصيحة الفلك لمواليد 24 إبريل 2024 من برج الثور    الكشف على 117 مريضا ضمن قافلة مجانية في المنوفية    «الصحة»: فحص 1.4 مليون طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي    «الأطفال والحوامل وكبار السن الأكثر عرضة».. 3 نصائح لتجنب الإصابة بضربة شمس    «الرعاية الصحية في الإسماعيلية»: تدريب أطقم التمريض على مكافحة العدوى والطوارئ    المرصد الأورومتوسطي: اكتشاف مقابر جماعية داخل مستشفيين بغزة إحدى جرائم الحرب الإسرائيلية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    5 كلمات.. دار الإفتاء: أكثروا من هذا الدعاء اليوم تدخل الجنة    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    خبراء استراتيجيون: الدولة وضعت خططا استراتيجية لتنطلق بسيناء من التطهير إلى التعمير    11 يومًا مدفوعة الأجر.. مفاجأة سارة للموظفين والطلاب بشأن الإجازات في مايو    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    أيمن الشريعى: لم أحدد مبلغ بيع "اوفا".. وفريق أنبى بطل دورى 2003    جديد من الحكومة عن أسعار السلع.. تنخفض للنصف تقريبا    رئيس "التخطيط الاستراتيجي": الهيدروجين الأخضر عامل مسرع رئيسي للتحول بمجال الطاقة السنوات المقبلة    المستشار أحمد خليل: مصر تحرص على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    أسوشيتيد برس: احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين تستهدف وقف العلاقات المالية للكليات الأمريكية مع إسرائيل    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    بعد أن وزّع دعوات فرحه.. وفاة شاب قبل زفافه بأيام في قنا    قبطان سفينة عملاقة يبلغ عن إنفجار بالقرب من موقعه في جنوب جيبوتي    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    برشلونة يعيد التفكير في بيع دي يونج، اعرف الأسباب    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    ضبط 16965 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    أبومسلم: وسام أبو علي الأفضل لقيادة هجوم الأهلي أمام مازيمبي    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طغاة المحافظات..رؤساء جمهوريات بدون قرار جمهورى
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 10 - 2008

تحقيق يكتبه:عبد الفتاح عبد المنعم بمشاركة: حسن مشالى - حسن عبدالغفار - سوزان مرمر - شعبان فتحى - جاكلين منير - إبراهيم عبداللطيف - هند عادل - ضحا صالح - هند المغربى - كريم حسين.
◄«فرج عامر» ورث تركة «رشاد عثمان» بالإسكندرية
◄«مجاور» و«أبو نازل» صراع دائم على عمال السويس و«عشماوى» يتحدى المحافظ بجنوب سيناء
من منا لا يتذكر المشهد الذى جمع الرئيس مبارك مع أحد الفلاحين الفقراء فى إحدى محافظات الصعيد أثناء جولته عقب السيول الذى ضربت مصر فى التسعينيات عندما سأله الرئيس «بتشتكى من حاجة؟ «فرد عليه الرجل «لا يافندم بس عايز كارت توصية للبيه رئيس المباحث» المواطن شعر أن الرجل القوى فى المكان هو البيه رئيس المباحث.
غيره من المواطنين يرون أن الرجل القوى هو أمين الحزب الوطنى أو رئيس مجلس المدينة أو رئيس الجامعة أو نائب برلمانى أو رجل أعمال وربما المحافظ إذا كان بقوة المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية.
الرجل القوى أو الخفى أو الطاغية من المؤكد أنه يمتلك نفوذا يجعله الأقوى يأمر فيطاع، يعزل من يشاء وقتما يشاء، وصفه البعض بالطاغوت أو الرجل الصفر الذى يحكم بدون قرار جمهورى، ولكنه مستمد قوته من أحد الكبار فى هذه القيادة.
التاريخ حفر فى سجلات فرض السيطرة والنفوذ أسماء كثيرة ربما الأشهر منهم فى عهد السادات هو رشاد عثمان الذى حكم الإسكندرية بوعد شفوى من السادات له «الإسكندرية أمانة فى رقبتك يا رشاد»، بعدها تصرف رشاد فيها باعتبارها إقطاعية ورثها له الرئيس، ولم تسقط دولة عثمان إلا بعد عامين من رحيل الرئيس السادات، ولم يتم القضاء على هذا النموذج فى عهد الرئيس مبارك، بل على العكس تماما تفشى وظهر العشرات من أمثال رشاد عثمان مكونين دولة نفوذ داخل كل محافظة، بل على العكس تم توريثها إما سياسيا أو عائليا أو ماليا وحزبيا.
فرج الله فقط
الإسكندرية عاصمة مصر الثانية، يسيطر عليها محمد فرج عامر رجل الأعمال الشهير وعضو الشورى بالتزكية ورئيس مجلس إدارة نادى سموحة الرياضى الذى يمتلك الثغر بنفوذه وأمواله، مستغلا فى ذلك قربه الحزب الوطنى من عامر ورث الجزء الأكبرمن دوله رشاد عثمان، فهو رجل المال القوى فى الإسكندرية بمجموعة شركاته «فرج الله»، والذى ظهر تأثيره الخفى والطاغى من خلال إخلاء دائرته الانتخابية «باب شرق واللبان والعطارين» من أى منافس بمساعدة د.سعيد الدقاق أمين الحزب الوطنى بالإسكندرية.
عامر يرعى مصالح النخبة الحاكمة من موقعه بالإسكندرية بنفوذه الواسع، وبمناصبه المؤثرة على صناع القرار، وفى المقابل يحصل على ما يشاء من تسهيلات، ولعل صراع محافظة الإسكندرية مع أهالى طوسون بسبب أراضيهم التى انتزعتها منهم المحافظة، لتخصص الأرض فى النهاية لنادى سموحة خير دليل على نفوذ عامر.
الشامى.. غربية
عبد السميع الشامى هو الرجل الأول فى الغربية بلا منازع نظراً لتأثيره الكبير على الرجال الأشداء هنا فى العاصمة، وبما يملك من امكانيات مالية تجعل دوائر الحزب الحاكم ورجال المحافظة فى حاجة إلى مسانده على الدوام.
الشامى يستغل كل ما سبق فى فرض نفوذه الذى يمكن أن يوصف ب «الطاغى» أيضا، والذى يمتد داخل الإدارات الحكومية والحزبية، والذى شهد أوجه فى عهد محافظى الغربية السابقين الدكتور أحمد عبدالغفار واللواء الشافعى الدكرورى، فكان الشافعى يتدخل فى اختيار مرشحى الحزب للمحليات من الموالين له، وكان يقوم بفرض أسماء بعينها على جميع المسئولين، وكان يتدخل فى تعيين رؤساء الأحياء والإدارات الزراعية ومديرى المستشفيات، مثلما حدث مع رئيس حى أول المحلة.
تقلبات عتمان البحيرة
الحزب الوطنى يظل ورجاله هم الأكثر تأثيرا فى المحافظات، ويظل أحمد عتمان أمين الحزب الوطنى بمحافظة البحيرة هو الرجل الأقوى فى المحافظة، رغم فشله فى انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شبراخيت فى 1990. لم ييأس أحمد عتمان ورشح نفسه لعضوية مجلس محلى المحافظة عن مركز شبراخيت بتزكية من الدكتور عبدالسلام بلال رئيس المجلس وقتها. وعندما دخل المجلس استغل أول فرصة وقفز على مقعد رئاسة المجلس، ثم أمانة الوطنى بالبحيرة؛ ليجمع بين رئاسة المجلس المحلى وأمانة الحزب الوطنى بالمحافظة..
نفوذ أحمد عتمان اتسع بعد تقلده أمانة الوطنى بالبحيرة، لدرجة مكنته من أن يكون أحد أسباب الإطاحة بالدكتور عثمان عسل محافظ البحيرة السابق، حيث كان ولاء عتمان الأساسى للمهندس أحمد الليثى الذى كان فى ذلك الوقت وزيرا للزراعة لذلك كان هناك خلاف دائم بين أحمد الليثى وعثمان عسل، واستطاع عتمان أن يشوه صورة عسل لدى القيادة السياسية من خلال نقل الأخبار السلبية عنه والإيعاز لنواب مجلس الشعب والشورى التابعين لنفوذه بتشويه صورته لدى القيادات السياسية فى الدولة. كما استطاع عتمان من خلال منصبه الحزبى تدعيم مركزه المالى ليحصل على توكيل أسمدة من شركة «أبو قير للأسمدة» بمساعدة المهندس أحمد الليثى محافظ البحيرة السابق.
الجوجرى ومحليات المنصورة
إبراهيم سعد الجوجرى عضو مجلس الشعب عن دائرة المنصورة، ووكيل اللجنة التشريعية بالمجلس هو الرجل الأقوى بمحافظة الدقهلية، فرض العديد من رجاله على المجالس المحلية لأحياء شرق وغرب المنصورة، وفى مواصلة لسلسلة التجاوزات لعائلة الجوجرى، قام النائب وعائلته بالاستيلاء على أرض «بيت الطالبات» التابعة لجامعة المنصورة وهدم جزء من السور المقام عليها ومنع المقاول التابع للجامعة من القيام بالتجديدات المطلوبة، مما أدى إلى إرسال إنذار على يد محضر لمحافظ الدقهلية لوقف الاعتداءات التى تقوم بها عائلة الجوجرى استنادا إلى منصب النائب فى المجلس والحزب الحاكم.
المحافظ هو المحافظ فى المنيا
اللواء أحمد ضياء الدين، ومنذ تقلده منصب محافظ المنيا هو الرجل الأقوى بها، محافظ المنيا لم ينس أنه رجل أمن سابق، وتعامل مع محافظته على هذا الأساس، ليصبح الرجل الأول والأوحد فيها.
ضياء الدين استغل صرف أحد رؤساء المدن مكافأة مالية لنفسه دون علم السكرتير العام؛ ليفرض سيطرته على رئاسة مجلس إدارة جميع صناديق ومشروعات المحافظة مثل «مشروع السوق» و«الخبز» ومشروع «المراسى النيلية»، وكلها مشاريع ناجحة. وكان السكرتير العام للمحافظة يرأس مجالس إدارتها قبل قرار المحافظ الذى سبب احتقانا بين القيادات المحلية والتنفيذية، زاد على ذلك قرار وضع جميع الشئون المالية والإدارية بالوحدات المحلية من اختصاص المحافظ؛ ليصبح طلب موظف الوحدة المحلية العادى لإجازة أو علاوة رهن بالرجوع للمحافظة.
ضياء الدين عين نفسه رئيسا لمجلس إدارة مخبز المنطقة الصناعية الذى يعمل دون رقابة وبحصة مفتوحة ولا يستطيع أى مسئول مهما كانت صفته فى التموين أو الوحدة المحلية الرقابة عليه، ويبيع العاملون فيه الخبز بأسعار مضاعفة حتى وصل سعر الرغيف إلى 25 قرشا.ولم يترك محافظ المنيا مجالا إلا وقرر التدخل فيه - حتى الصحافة؛ فقد استولى على عمود رئيس التحرير بجريدة «صوت المنيا» ليكتب فيه ما يحلو له.
أبو نازل رجل السويس
فى السويس يشتد الصراع بين حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لعمال مصر والمهندس أحمد أبونازل وكلاهما يستمد نفوذه من علاقته بالطبقة العاملة ذات الأغلبية فى هذه المحافظة، وإذا كان النصر حليف أبونازل بسبب التواجد الدائم له، فإن مجاور مازال يتمتع ببعض النفوذ.
ونفوذ أبونازل بدأ مع رحلة نجاحه على قائمه الحزب الوطنى فى انتخابات المحليات عام 1992. وسعى بعدها لرئاسة المجلس مستغلا وجود خلافات سياسية بين الأعضاء، بالفعل نجح فى ذلك لتتسع دائرة نفوذه، قبل أن يتصدى له وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان وينجح فى تقليص نفوذه.
ولم ييأس أحمد أبونازل وقرر العودة للأضواء مرة أخرى بعد إقصاء سليمان وتقلص نفوذه، فعاد مرة أخرى إلى ملعب السياسة فى انتخابات الشعب الأخيرة، وأشاع أنه مرشح أمانة الحزب الوطنى وجند رجاله لإشاعة ذلك فى المدينة، وبدأ اتصالاته بقيادات الوطنى خاصة د.محمد كمال عضو الأمانة العامة للحزب، وأحد المقربين من جمال مبارك، مؤكدا أنه يساند التيار الجديد للحزب، وبمرور الوقت انحصرت المنافسة بينه وبين حسين العشى عضو مجلس الشورى السابق الذى حظى بمساندة المحافظ والنواب، لكن علاقة أبونازل القوية بمحمد كمال كانت الفيصل فى اختياره أمينا للحزب الوطنى بالسويس.
فى انتخابات المحليات الأخيرة لعب أبونازل أفضل جولاته السياسية، بعد أن استبعد كل من يفكر فى تحديه، وكل رجال المحافظ محمد سيف الدين جلال، وأقصى إبراهيم أبوهاشم رئيس المجلس المحلى للمحافظة وفصل 17 عضوا، وأسند رئاسة المجلس لذراعه اليمنى محمد سعد أمين التنظيم، وضم 116 عضوا جديدا بالمجالس المحلية، وهو ما جعل نواب الحزب يلتفون حوله حتى يستمروا فى مناصبهم؛ لتصبح كل مقاليد الأمور فى يده.
السيوى واحتلال مطروح
النائب بلال السيوى هو الوحيد الذى يمكن أن يطلق عليه لقب الرجل القوى خلال السنوات الماضية بمحافظة مطروح؛ لما لديه من علاقات وثروة كبيرة وحصانة برلمانية ساعده فى الوصول إليها الفريق الشحات قبل أن ينقلبا على بعضهما بسبب الأزمة الشهيرة بينهما.. ويرجح كثيرون أن السيوى وراء استبعاد الشحات بشكل مباشر من خلال علاقاته القوية بقيادات سيادية، قوة السيوى تمتاز بأنها قوة ناعمة وليست خشنة أو تصادمية. وقد بدأ تكوين ثروته الكبيرة فى الثمانينيات من خلال أعمال المقاولات وتجارة الأراضى الذى توسع فيها، وتوسعت معها علاقاته لتشمل شخصيات كبيرة وقيادات سيادية، وظل بعيدا عن العمل العام حتى دفعه الشحات لخوض انتخابات مجلس الشعب ليكون أول نائب من أبناء سيوه، وخلال فترة تولى الشحات سطع نجم السيوى وكثر ظهوره فى العمل العام والمناسبات، ومع ذلك لم تظهر قوته حتى أثناء اشتداد الأزمة بينه وبين الشحات عندما اتهمه بالاستيلاء على آلاف الأفدنة من أملاك الدولة وبيعها وتسهيل استيلاء الغير عليها.
كان السيوى يتصرف بثقة تؤكد أن الشحات لن يتمكن من النيل منه وظهرت قوة السيوى رغم مظهره الهادئ وملامحه الطيبة عندما رفض مجلس الشعب مناقشة قضايا الفساد التى اتهمه بها الشحات.
وعقب إغلاق الملف لصالح السيوى جاء استبعاد الشحات فى حركة المحافظين الأخيرة رغم كل التوقعات ببقائه أو توليه منصب آخر بسبب إنجازاته غير المسبوقة فى مطروح، مما رسخ فكرة أنه الرجل القوى فى مطروح وخاصة مع استقباله للواء سعد خليل عند استلامه منصبه محافظا لمطروح، وكان يقدم له قيادات مطروح وكان واضحا الانسجام بينهما، ما أوحى بوجود معرفة سابقة بينهما وبدء مرحلة جديدة استعاد خلالها السيوى أرض شاطئ كليوباترا التى سحبها منه الشحات وأصبح أكثر المقربين والمؤثرين فى المحافظة.
السلطة والمال فى أسوان
تتزاوج السلطة بالمال فى مصر عموما وتتزاوج أيضا فى محافظة أسوان. أسئلة كثيرة تدور فى ذهن المواطن الأسوانى حول رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى محمد عبدالمنعم الشهير بأحمد الكاجوجى الحاصل على شهادة محو الأمية، نجح فى مجلس الشورى بخدماته وأمواله، فهو معروف فى أسوان كلها ب«رجل المجاملات»، تبرع ب2 مليون لإنشاء المسجد الجامع فى أسوان، بالإضافة إلى إنشاء مستوصف كبير ومعهد أزهرى، بل وصل الأمر إلى أنه تقمص دور الدولة عندما أنشا وحدة محلية، إلى جانب دفع مبالغ إلى أهالى الضمان الاجتماعى وشهادات استثمار للعديد من الموظفين المثاليين فى المحافظة على رأسهم المعلمين.
الكاجوجى أصبح «الإمبراطور» فى أسوان.. أولا: عندما أقنع المحافظ السابق اللواء سمير يوسف بأن ينزل على قائمة الحزب الوطنى فى انتخابات مجلس الشورى 2007 رغم أنف ومعارضة الأمين العام للحزب فى أسوان الأستاذ أحمد عبدالعال، وثانيا عندما أجرى الكاجوجى اتصالاته وبنفوذه فى القاهرة وأتى بالمهندس خلف السعيد أمينا عاما للحزب الوطنى فى أسوان ضد رغبة كل أبناء المحافظة.
عبدالمحسن إمبراطور أسيوط
محمد عبدالمحسن صالح أمين عام المجالس المحلية على مستوى الجمهورية ونائب أمانة المجالس المحلية بالحزب الوطنى يعد الرجل القوى صاحب النفوذ فى محافظة أسيوط منذ أن كان رئيسا للمجلس المحلى لمدينة أسيوط لأكثر من 15 عاما وأمين الحزب الوطنى فى أسيوط.
صالح رغم تصعيده وإبعاده عن أسيوط بتعيين أحمد عبدالعزيز خلفا له فى أمانه الحزب بالمحافظة فإنه مازال يملك نفوذا بسبب التشكيلات التى وضعها فى المجالس المحلية على مستوى المحافظة أو على مستوى مدينة أسيوط والتى كانت سببا فى الضغط على الكثير من المحافظين ووصلت إلى نقل بعض المحافظين مثل رجائى الطحلاوى، ومن قبله ممدوح ذكى.
صالح كان يملك نفوذا قويا خاصة فى القطاع الأمنى نظرا لتشابك علاقاته لأكثر من عقد ونصف فى مجلس محلى المحافظة ونتيجة لأنه من رجال الحزب القدامى وكان أحد رجال كمال الشاذلى أمين التنظيم السابق، ومع هذا تبدل صالح للمصلحة ليكون أحد أهم رجال أحمد عز فى الصعيد، وفى أمانة المجالس المحلية بل إن البعض يدعى أنه له يد كبيرة فى التغييرات التى حدثت العام السابق فى أعضاء الأمانات، بداية من الوحدة المحلية حتى المحافظة.
عمدة الشرقية
العمدة هذا هو الوصف الذى أطلقه أهالى محافظه الشرقية على الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد السابق ورئيس اللجنة الاقتصادية الحالى بمجلس الشعب، فعلى الرغم أنه ليس فى السلطة التنفيذية فإن تاريخ الرجل حوّله إلى الرجل الأول بالمحافظة يلجأ إليه الجميع بعد أن ظهرت قدرته على قهر الفساد وكذلك دوره المعروف فى اختيار أسماء محافظى الشرقية مثل د. حسين رمزى كاظم، وأيضا ساهم فى إقالة بعض الرموز الفاسدين فى المحافظة.
قدرى والقرار الفردى
قدرى أبوحسين أمين الحزب الوطنى الجديد شكل بمفرده أحد أهم مراكز القوى فى سوهاج، مستخدما أسلوبه اللين المتميز وطريقته الصارمة واتصالاته المتشعبة مع صناع القرار بالقاهرة وتأثيره القوى ودبلوماسيته الملموسة واتصالاته بأعلى المناصب القيادية والسيطرة الكاملة على أمناء الأحزاب بالقرى والمراكز والأحياء لاستقطاب أوجه جديدة بالمجالس المحلية، وكانت تلك محاولة واضحة المعالم لتحديد الانتماء والتخلص من الانتماءات القديمة، وتغيير دماء المحليات واستبدالها بدماء جديدة مؤثرة شكلاً وموضوعاً فى المجتمع السياسى، رافضا أى تدخل للمحافظ فى عمله، حتى إن البعض يرى أن كل قراراته فرديه، وتمكن من استبعاد المخالفين له سواء حزبيا، أو فى المناصب التنفيذية.
مختار حاكم قنا
زعماء القبائل والعائلات هم الذين لهم اليد الطولى فى محافظة قنا وتحديدا زعماء ثلاث قبائل رئيسية هى الهوارة والأشراف والعرب، ولا يخرج أى منصب رسمى أو شرفى بعيدا عن أبناء هذه القبائل الثلاث بداية من شيخ البلد وحتى عضوية البرلمان، ومن بين زعماء الهوارة حاليا أحمد مختار نجل البرلمانى الشهير مختار عثمان الذى سيطر على المقعد البرلمانى طوال 30 عاما كاملة، وهناك نزاع بين ضابطى شرطة؛ الأول حيدر نصرالدين نجل نصر الدين أشهر مشهور بين أبناء هذه القبيلة، وهشام الشعينى الضابط السابق وعضو مجلس الشعب الحالى على زعامة قبيلة العرب.
وأيضا هناك البرلمانى عمر الطاهر من أبناء هوارة وله دور بارز فى تقريب وجهات النظر بين أبناء القبيلة، وعبدالرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان والذى يلعب نفس الدور مع قبيلة العرب.
مقاليد الأمور تماما فى أيدى هذه القبائل ولا يعلو صوت رسمى أو غير رسمى فوق أصوات زعماء هذه القبائل، والمؤسسات الرسمية فى المحافظة تحرص كل الحرص على التشاور والتنسيق مع هؤلاء الزعماء فى كل ما يتعلق بتسيير الأمور بالمحافظة، كما أن البرلمانيين الكبار فى المحافظة لا يتمتعون بالقوة والمكانة التى يتمتع بها هؤلاء الزعماء.
لمعلوماتك...
◄28 محافظة حسب التقسيم الجديد.
◄162دستورية، تشكل على أساسها المجالس المحلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.