دعا منتدى التعاون العربى الصينى المجتمع الدولى إلى التحرك الفاعل من أجل العمل على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وممارسة الضغوط على إسرائيل لدفع عملية السلام إلى الأمام. ورحب المشاركون فى الدورة الثامنة لاجتماع كبار المسئولين لمنتدى التعاون العربى الصينى فى ختام أعمالها بالدوحة اليوم بإعلان حركتى فتح وحماس التوقيع على اتفاقية الوفاق الوطنى الفلسطينى والتوصل إلى ورقة تفاهمات حول جميع النقاط الخلافية والذى جرى فى القاهرة مؤخرا تحت رعاية جمهورية مصر العربية..وأشادوا "بالجهود المقدرة والمخلصة لمصر فى رعاية هذا الاتفاق وانجازه"، معبرين عن تطلعهم فى أن يساهم ذلك فى رأب الصدع الداخلى الفلسطينى وتعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وفاق وطنى . ووفقا لوكالة الأنباء القطرية، عبر الجانبان العربى والصينى عن دعمهما إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة .. وأبدت الصين فى هذا الصدد تفهمها لتأكيد الجانب الفلسطينى عن اختياره القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وان الدول العربية تدعم ذلك ، وذلك فى إطار حل الدولتين المعترف به دوليا وعلى أساس قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. كما أكد الجانب الصينى -حسبما ورد فى التوصيات دعمه إعادة الحقوق والمصالح المشروعة إلى الدول العربية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى على كافة الاراضى العربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدسالشرقية وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى الشرق الأوسط . ودعا إسرائيل إلى التجاوب مع رغبة الدول العربية فى تحقيق السلام وإجراء المفاوضات مع الدول العربية المعنية على أساس مبادرة السلام العربية والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة . وطالب الجانب الصينى أيضا إسرائيل بوقف فورى للاستيطان فى الاراضى العربية المحتلة بما فيها القدسالشرقية ورفض جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب لتغيير الوضع القائم فى القدس .ودعا المجتمع الدولى إلى مواصلة دعمه السياسى والاقتصادى والانسانى والتنموى لفلسطين والمطالبة برفع الحصار الاسرائيلى عن قطاع غزة وفتح المعابر لتسهيل إعادة إعمار القطاع والدعوة إلى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ، ومطالبة إسرائيل بوقف جميع الخطوات التى من شأنها عرقلة عملية السلام وزيادة الوضع توترا، للحفاظ على استقرار المنطقة وتهيئة الظروف المواتية لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط إلى الأمام . يذكر أن منتدى التعاون العربى الصينى تم تأسيسه عام 2004 بهدف تعزيز العلاقات بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتجاريا وغير ذلك من المجالات التى يرى الطرفان أنها تخدم مصالحهما المشتركة. وتضمنت توصيات الدورة الثامنة لاجتماع كبار المسئولين لمنتدى التعاون العربى الصينى دعم الجانبين استعادة سوريا للجولان المحتل وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة .. وأكدا احترام ودعم سيادة لبنان وسلامة ووحدة أراضيه وحقوقه المشروعة فى استعادة أراضيه المحتلة وطالبا إسرائيل بالانسحاب من بقية الاراضى اللبنانية المحتلة . وأعربت الدول العربية فى البيان الذى شمل التوصيات عن تقديرها لجهود الصين الحميدة الساعية إلى إحلال السلام واستئناف المفاوضات فى قضية الشرق الأوسط ومساهمتها فى عملية حفظ السلام فى الشرق الأوسط فى إطار الأممالمتحدة . وتم فى التوصيات التأكيد على احترام استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه، والحفاظ على هويته العربية والإسلامية وعدم التدخل فى شؤون الداخلية، واحترام إرادة الشعب العراقى فى تقرير مستقبله بنفسه والترحيب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد الانتخابات النيابة التى جرت فى مارس 2010 ، وإدانة جميع الأعمال الإرهابية التى تستهدف الشعب العراقى ومؤسساته وبناه التحتية وتهدد استقراره وأمنه ودعم جهود الحكومة العراقية الرامية إلى استتباب الأمن. وعبر الجانبان عن دعمهما للتدابير والإجراءات التى تتخذها دول مجلس التعاون لحماية أمنها واستقرارها. ونوها بأهمية الدعم الثابت لعملية السلام بين شمال السودان وجنوبه والترحيب بحسن سير استفتاء الجنوب واحترام إرادة وخيار شعب السودان وتقدير الجهود المبذولة من قبل الجانبين فى الشمال والجنوب ودعوة شريكى الحكم فى البلاد إلى حسم القضايا العالقة عن طريق الحوار والتفاوض خلال الفترة الانتقالية والتطبيق الكامل لاتفاق السلام الشامل للحفاظ على السلام والاستقرار فى السودان وتعزيز التعاون بين شماله وجنوبه. وأكد الجانبان العربى والصينى ضرورة دعم حل قضية دارفور سياسيا، وعلى ضرورة التفعيل الكامل لدول الآلية الثلاثية المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى والحكومة السودانية كقناة رئيسية للتشاور. وحثا المجتمع الدولى على تقديم المزيد من الدعم للحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية وبعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال من اجل تحقيق السلام والاستقرار والقضاء على ظاهرة القرصنة فى المنطقة وتعزيز الاتصالات والتنسيق بين الجانبين فى قضية الصومال، والعمل على تحقيق السلام والاستقرار فى الصومال والمشاركة فى عملية إعادة إعماره. وأكد المشاركون فى الدورة الثامنة لاجتماع كبار المسئولين لمنتدى التعاون العربى الصينى أهمية الإسراع فى تنفيذ ما ورد فى البرنامج التنفيذى للمنتدى 2010 - 2012 لمواكبة تطورات العصر واستجابة للتغيرات والتطورات الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين ويحقق الأهداف والأولويات التى تندرج فى إطار الألفية التنموية. وأكد الطرفان العربى والصينى فى ختام أعمال الاجتماع بالدوحة اليوم الحاجة الملحة إلى التكاتف والتعاون بين أعضاء المجتمع الدولى مما يحتم التأكيد مجددا على ضرورة التزام الدول بمقاصد ومبادىء ميثاق الأممالمتحدة واحترام ودعم حق الدول فى اختيار الطرق التنموية وفقا لإرادتها المستقلة وبما يحترم خصوصيتها الوطنية . وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز مصداقية الأممالمتحدة ودورها الريادى فى الشئون الدولية ودعم إجراء إصلاحات ضرورية ومناسبة للمنظمة الدولية على نحو يعزز مصداقيتها وفعاليتها ويرفع قدرتها على مواجهة التهديدات والتحديات العالمية المختلفة ويمكنها من القيام بالدور المنوط بها بموجب ميثاقها بصورة أفضل. كما شددوا على أن تتم عملية الإصلاح وفق توافق آراء الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة ودعم الدور الذى يقوم به مجلس الأمن فى حفظ السلم والأمن الدوليين وضرورة إعطاء الأولوية لزيادة تمثيل الدول النامية بما فيها الدول العربية فى المجلس وإيجاد حزمة من الحلول لكافة القضايا عبر التشاور الواسع النطاق والديمقراطى وصولا إلى توافق الآراء ورفض محاولة اى دولة فى دفع مشروع قرار بشأن الإصلاح قسرا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفض اللجوء إلى الحلول الجزئية . وأكدت الدول العربية حسبما تضمنته التوصيات الصادرة عن الدورة الثامنة لاجتماع كبار المسئولين لمنتدى التعاون العربى الصينى دعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها وعلى الالتزام الثابت بسياسة الصين الواحدة ومعارضة استقلال تايوان بكافة أشكاله وعدم إقامة علاقات دبلوماسية أو رسمية مع تايوان ودعم قضية إعادة التوحيد السلمى للصين..كما عبرت الدول العربية عن رفضها قيام قوى التطرف الدينى وقوى الانفصال القومى وقوى العنف والإرهاب بالنشاطات الانفصالية والتخريبية والمعادية للصين.