خرج اجتماع مجموعة الاتصال بشان ليبيا أمس بعدد من القرارات، أهمها الموافقة على إنشاء صندوق خاص لدعم ثوار ليبيا، كما دعت إيطاليا خلال الاجتماع إلى الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى، بينما صعدت الولاياتالمتحدة ضغوطها على نظام العقيد معمر القذافى، وجمدت ثلاث شركات مملوكة للنظام. وجاء قرار مجموعة الاتصال، وفقا لموقع "الجزيرة نت"، أثناء اجتماع عقدته فى العاصمة الإيطالية روما، بحضور أكثر من عشرين دولة، وقال وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى إن الصندوق الذى يحمل اسم الآلية المالية المؤقتة سيسمح بنقل الأموال إلى المجلس الوطنى الانتقالى بطريقة فعالة وشفافة. فيما أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى حمد بن جاسم أن المجموعة اتفقت على آلية عمل تحكم صندوق مساعدة الليبيين، معلنا عن أن بلاده تعهدت بالمساهمة بما بين 400 و500 مليون دولار، وهى مستعدة للإسهام بما يساوى هذا المبلغ فى المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الكويت ساهمت بمبلغ 180 مليون دولار. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إن الإدارة الأمريكية التى تعمل بشكل وثيق مع الكونجرس، قررت إصدار قانون يسمح باستغلال جزء من الأموال الخاصة بالقذافى ونظامه فى الولاياتالمتحدة، لمساعدة الشعب الليبى. وكرد فعل على هذه القرارات أعلنت الحكومة الليبية رفضها خطط الولاياتالمتحدة لفك تجميد أموال لها، وإعطائها للمعارضين الذين يقاتلون معمر القذافى، قائلة أن هذا التحرك هو قرصنة وسيقوض النظام المالى العالمى. وكانت واشنطن قد جمدت نحو 30 مليار دولار من الأموال المملوكة لحكومة القذافى، لكن ثمة عقبات قانونية تعترض الوصول إليها. وفى تصريحات صحفية نقلتها وكالة "رويترز" للأنباء، قال خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبى أن أى استخدام للأموال المجمدة هو مثل قرصنة فى أعالى البحار. وأضاف أن المعارضين ليسوا كيانا قانونيا وليسوا دولة، والبلد ليس مقسما وفق استفتاء أو قرار للأمم المتحدة. وفيما يبدو كنوع من تخويف الدول الغربية من الإقبال على هذه الخطوة، قال كعيم أن تسليم أموال ليبية للمعارضين سيثنى البلدان الثرية عن الاستثمار فى الخارج، خوفا من مصادرة أموالهم، أو تسليمها إلى جماعات معارضة عند أول علامة على اضطرابات داخلية. وعلى الجانب الميدانى، أعلن ثوار ليبيا استرجاعهم لبلدة الكفرة جنوب شرق البلاد، وهم يحاصرون داخلها كتائبَ القذافى. ووفقا "للجزيرة نت" فان الكفرة شهدت وصول أكثر من 800 نازح ومصاب مدنى، أجلوا من مصراتة غربا أول أمس، وفق منظمة الهجرة العالمية. كما أكد الثوار سيطرتهم على قرية بوروية غربى مصراتة، التى تعتبر أكبر معاقلهم غربى البلاد. وعلى صعيد آخر استمرت المعارك بين قوات القذافى والثوار على الحدود التونسية، حيث واصلت القوات فى قصف الأراضى التونسية بالمدفعية الثقيلة والصواريخ. وسقطت مساء أمس الخميس، نحو 14 قذيفة هاون داخل الأراضى التونسية بعد تجدد القصف العشوائى لكتائب القذافى على الثوار المتمركزين بالمعبر الحدودى وازن - الذهيبة لدحرهم من هذا الشريان الحيوى. بينما نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن مصدر أمنى رفيع قوله: "إن إحدى القذائف كادت أن تصيب خزان يزود مدينة الذهيبة بالماء الصالح للشرب".