دموع وأحزان تغمر أهالى منطقة "العلوة" التابعة لقرية سنديون بمدينة قليوب، بعد وصولهم إنذارات تطلب منهم بسرعة اخلاء منازلهم، بسب تهالكها وأنها على وشك الأنهيار التام، وبالرغم من ذلك إلا أن الأهالى يعيشون مأساة حقيقية فأصبحوا مشردين هم وذويهم بالشارع بلا مأوى. وتقول الدكتورة عزيزة السيد، رئيس مدينة قليوب، إن مشكلة أهالى منطقة "العلوة" بقليوب، مشكلة هامة، حيث أنها من أقدم المبانى الموجودة بالمحافظة وأغلبيتها مشيدة بالطوب اللبن.
وأشارت عيزة السيد إلى أن المحافظة لا تترك الأهالى دون حل، وسيتم حصر عدد السكان وتوفير سكن آمن لهم، مضيفة أن قرار إخلاء تلك المنطقة هدفه الخوف على الأهالى خشية سقوط تلك المنازل المتهالكة عليهم، والتى أصابها الهدم والتشققات بسب عمليات التنقيب عن الآثار، وأنه جارى حصر سكان المنطقة وتوفير اللازم لهم خوفا على أرواحهم وعدم سقوط ضحايا جراء سقوط تلك المنازل عليهم. وتقول الحاجة سعيدة محمد، مليش مأوى غير منزلى المتهالك ب"العلوه" منذ 50 عاما وأعيش هنا، وكل حياتى بتلك البلده، كيف يتم طردى من منزلى؟، عايزه أموت فيها وماهو الضمان لنا لنترك منازلنا.
"هنعيش فى الشارع وسط الحيوانات" بهذه الكلمات عبر سيد حنفى عن غضبه بسب صدور إخطارات بتحذير الأهالى بسرعة إخلاء منازلهم بسب تهالكها، مرددا: "هنروح فين ملناش غير تلك البيوت"، منهم لله حرامية وعصابات الآثار، هؤلاء تسببوا فى هدم وتهالك كثير من المنازل بحثا عن الآثار والوهم. وأضافت منى عبدالحليم، أن تلك المنطقة بها عدد كبير من الأسر الفقيرة، التى لا تملك أموال لتنفقه على إيجار شقة، فتلك الأسر تعيش مأساة حقيقية، متسائلة: من يضمن لهؤلاء الأسر توفير سكن آمن لهم هم وأطفالهم؟.
وتابع محمد على: "عايزين بيوت مساكن آدمية وليست مخيمات للاجئين"، مشيرا إلى أنه لابد من توفير سكن قبل إخلاء تلك المنازل، مضيفا أن الأجهزة التنفيذية تريد الحفاظ على أرواح الأهالى فقبل ذلك توفر لهم سكن يعيشون فيه، بدل القائهم بمخيمات وخيم، فهى بذلك تقتلهم أيضا. وأضافت الحاجة بثينة: أولادنا أشتكوا كثيرا للمسئولين عن وجود عصابات التنقيب عن الأثار والذين ساهموا فى هدم كثير من المنازل بحثا عن الأثار، ولكن كانت تلك الشكاوى بلا جدوى، مرددة قائلة "يأتوا الآن إلى هدم المنازل بين يوم وليلة.. كانوا فين من زمان".
هموت فى بيتى ويقع عليا أفضل من الشارع" بهذه الكلمات عبرت أم على عن رفضها لترك منزلها بسب تهالكه وأنه آيل للسقوط، مشيرة إلى أنها سيده فقيرة لا تملك سوى تلك المنزل الذى تعيش فيه بدل من العيش بالشارع.
وطالبت المسئولين بتوفير الضمانات الحقيقية بتوفير مسكن أدمى وأمن لهم نظير ترك منازلهم وإلا سيكون الموت تحت الأنقاض أفضل من العيش بخيم بالشارع.
وقال اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، إنه شكل لجنة هندسية وأثرية ولجنة من المنشآت الآيلة للسقوط لمعاينة المنطقة، وأوصت اللجنة بضرورة إزالة عدد كبير من المنازل نظراً لحالة الهدم والتشققات والتهالك الشديدة بها. وأشار محمود عشماوى إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإخلاء المنازل المتضررة وتوفير سكن آمن على نفقة المحافظة ورجال الأعمال لحين الانتهاء من إعادة بناء هذه المنازل مرة أخرى وإعادة تخطيط شوارع المنطقة، حرصا على حياة المواطنين، مؤكدا أنه لن يشرد أحدا وأن هدفه حفظهم وحرصه على حياتهم وأنه سيتم إعادة بناء منازل جديدة وآمنة لهم.
وأضاف المحافظ، أنه جارى تكثيف كل الجهود لتوفير أماكن سكنية للأهالى خارج القرية لحين الانتهاء من رفع كفاءة البيوت الخاصة بهم وإصلاح الشوارع غير المخططة لتسمح بدخول عربات الإسعاف والمطافىء وغيرها من الخدمات الضرورية أو الطارئة، وذلك حرصا من المحافظة على أرواح المواطنين وحياتهم فى هذه المنطقة.