بين عشية وضحاها تحولت حياة العشرات من أهالي منطقة العلوة بقرية سنديون التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، إلى جحيم بعد أن وصلتهم منذ أيام قليلة إخطارات من قبل لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، بإخلاء منازلهم لإزالتها بعد أن أصبحت تمثل خطرًا على أرواحهم زمعرضة للانهيار فوق رؤوسهم في أي وقت. "يشوفولنا حل مش هنقعد في الشارع".. بهذه العبارة عبر أحمد رضوان أحد المتضررين، عن المأساة، مؤكدًا أن جهات الدولة تجاهلت شكواهم المتكررة من حدوث تصدع وتشققات في منازلهم وخطورتها بحجة أن بعض الأهالي يقومون بالتنقيب عن الآثار بالمنازل وهو ما تسبب في الكارثة. وتساءل رضوان: "يعني لو في واحد جاره بيبحث عن آثار هيسيبه ينقب لحد ما يهد البيت؟! أكيد هيبلغ عنه الوحدة المحلية أو الشرطة، وبعدين لو المنطقة آثرية فعلا ما ييجوا ياخدوها ويخلقلولنا بديل ونمشي من هنا أو ياخدوا إجراء ضد اللى بينقب عن الآثار". ووجه عبد العزيز سيد - أحد المتضررين، استغاثة لوزير التنمية المحلية اللواء أبو بكر الجندي ومحافظ القليوبية اللواء محمود عشماوي، قائلا: "عندي أسرة وأنا موظف على قد حالي هروح بيهم فين ومعنديش بيت تاني ولا مكان أسكن فيه ولو البيت اتهد هبقى أنا وهما في الشارع ومعنديش مقدرة أدفع إيجار أو أشتري شقة لولادي ياريت تلاقوا لنا حتة نسكن فيها قبل ما تزيلوا البيت". وأضاف محمد إبراهيم، أحد المتضررين: "في ناس هتقعد لحد ما تقع على دماغهم ومعندهمش حل تاني طالما محدش بيسأل فينا ولا حد فهمنا الوضع أيه ولا هيسكنونا في مخيمات زي اللاجئين بعد ما يزيلوا بيوتنا مطالبا المسئولين بسرعة التحرك والنظر إليهم بعين العطف والرأفة وإنقاذهم قبل فوات الآوان". من جانبها، قالت الدكتورة عزيزة السيد رئيس مدينة قليوب، إن اللجنة المشكلة كشفت عن وجود خطورة على حياة المواطنين ما يستوجب إزالة هذه المنازل. ولفتت السيد في تصريحات ل"التحرير"، أن المجلس سيدرس كافة الحالات التي تستحق وجود مكان آخر لنقلهم إليه قبل الإزالة: "هندور على بديل وإذا تعذر سنخطرهم بذلك لتدبير أمورهم وإخلاء مسئوليتنا حال سقوط المنازل".