أكد الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، أنه يقف للمرة الثالثة على المنصة، لكن للمرة الأولى بعد أن "تجاوزنا أصوات المدافع" التي حكمت المشهد لعامين كاملين. العدوان على غزة وقال البلشي، خلال كلمته في مؤتمر القاهرة السابع للإعلام الذي تنظمه الجامعة الأمريكيةبالقاهرة: إن العامين الماضيين كانا من "أكثر الفترات قسوة في التاريخ الإنساني الحديث"، حيث شهد العالم مذبحة هي الأبشع بحق مواطنين عزل وصحفيين، تابعها الجميع لحظة بلحظة بفعل التطور التكنولوجي، لكنها لم ترحم الصحفيين الذين نقلوا الحقيقة ودفعوا حياتهم ثمنًا لها. جرائم بحق الصحافة والصحفيين وقال البلشي: إن هذه الجريمة تمثل أكبر جريمة في التاريخ الإنساني بحق الصحافة والصحفيين، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني وبطولة الصحفيين الفلسطينيين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والمهنية رغم القصف والتدمير، مشيرًا إلى أن اتفاق وقف المذبحة الذي جرى في شرم الشيخ وما تبعه من طوفان العودة، منح الجميع أملًا في استعادة الحياة والإرادة رغم الجراح. 250 شهيدًا وتدمير 150 مؤسسة إعلامية وشدد نقيب الصحفيين على أن عدد شهداء الحقيقة تجاوز 250 صحفيًا وصحفية، فيما دُمّرت أكثر من 150 مؤسسة إعلامية في عملية ممنهجة تهدف إلى إسكات الصوت وطمس الحقيقة. وقال: "هذه ليست أرقامًا نرددها، بل هي أعمار وأحلام توقفت، وزملاء فقدناهم لأنهم اختاروا أن يكونوا شهودًا على الحقيقة ومدافعين عن الحرية". وأكد أن تجاوز هذه التجربة لن يتحقق إلا بمحاسبة الجناة وتفعيل آليات تمنع تكرار مثل هذه الجرائم، وأن دماء الشهداء تفرض على المهنة مسؤولية أخلاقية مضاعفة تجاه الحقيقة والعدالة. عصر الذكاء الاصطناعي قال البلشي إننا اليوم نحلم للمرة الأولى ليس فقط بتجاوز المقتلة، بل بالعودة إلى الحياة واستعادة إيقاع الأيام العادية التي افتقدناها وقت القتل، مشيرًا إلى أن "المعركة الحقيقية اليوم هي معركة الوجود في عصر الذكاء الاصطناعي". وأضاف: "سؤالنا لم يعد كيف ننجو؟ بل كيف ننتصر في معركة المهنة والحقيقة، ونواجه خوارزميات القمع والتزييف، مؤكدًا أن إعادة طرح موضوع الذكاء الاصطناعي عنوانًا لمؤتمر هذا العام بعد طرحه في المؤتمر الخامس، تعني أننا "نستعيد ما فاتنا ونتعلم من التجربة القاسية التي مررنا بها". الوجه المظلم للتكنولوجيا أوضح نقيب الصحفيين أن السنوات الأخيرة أظهرت الوجه المظلم للتكنولوجيا، وكيف تحولت أدوات الذكاء الاصطناعي إلى وسائل لتزييف الحقائق وتبرير الجرائم، مشيرًا إلى أن الاحتلال الصهيوني استخدم الذكاء الاصطناعي لتبرير حربه في غزة من خلال صور مفبركة وروايات مزيفة. وقال البلشي: "رأينا صورًا رقمية لأطفال محروقين ومدن خيام وهمية أنشئت رقميًا لخدمة الرواية الصهيونية، وأخبارًا مفبركة أصبحت جزءًا من التغطية الإعلامية الدولية، وهو ما يجعلنا أمام مفترق طرق تاريخي: إما أن نكون ضحايا لهذا التحول، أو أن نكون قادته". وأكد أن واجب الصحفيين أن يكونوا فرسان الذكاء الاصطناعي لا ضحاياه، مشددًا على ضرورة التعامل معه كأداة للتطوير إذا وُضعت له الضوابط الأخلاقية والمهنية. وطرح نقيب الصحفيين رؤية متكاملة لمستقبل المهنة في مواجهة تحديات التكنولوجيا، تقوم على مجموعة من المحاور، في مقدمتها التحول من موقع الدفاع إلى المبادرة، قائلًا: "آن الأوان لأن نتحول من متلقين سلبيين إلى فاعلين في تطوير وضبط أدوات الذكاء الاصطناعي". وأشار إلى أن مخرجات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين المصريين شددت على مجموعة من الأهداف، منها: إعداد دليل معايير وإرشادات للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار، وضع ميثاق شرف مهني يحدد ضوابط التعامل مع الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، تدريب الصحفيين على كشف المحتوى المزيف والتمييز بين الأدلة الحقيقية والمفبركة، الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الصحافة الاستقصائية وتحليل البيانات الضخمة بدلًا من استخدامها في التضليل. صحافة متجددة لا مستبدلة أكد البلشي أن الخوف من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الصحفيين خوف مشروع، لكن المواجهة تكون بتحويل هذا التحدي إلى فرصة، قائلًا: "لن نكون مجرد مستخدمين لهذه التقنيات، بل مشاركين في تطويرها وتطويعها لخدمة الحقيقة". ودعا إلى: "إعادة هيكلة المناهج التدريبية في كليات الإعلام لدمج التقنيات الرقمية مع القيم المهنية الراسخة، وتطوير دليل للتحقق من المحتوى في زمن الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التكامل بين الخبرة الإنسانية والآلية بحيث يظل التحقق والتحليل النقدي مسؤولية الصحفي المحترف". حرية الصحافة في العصر الرقمي وقال نقيب الصحفيين: إن معركة حرية الصحافة لم تنتهِ، وما زالت المهنة تناضل ضد الخوف والرقيب الذاتي الذي فُرض على الصحفيين، مطالبًا بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين ووضع تشريعات تضمن للمهنة استقلالها وتطورها. وأضاف أن الصحافة تواجه اليوم جبهة جديدة تتمثل في خطر خوارزميات المنصات الرقمية التي تمارس رقابة غير مرئية على المحتوى، مؤكدًا أن المواجهة تتطلب تعاونًا محليًا ودوليًا يضم نقابات الصحفيين والجامعات وشركات التكنولوجيا لوضع معايير تحمي الحقيقة في الفضاء الرقمي وتمنع تحوله إلى أداة قمع واستغلال. الإفراج عن الصحفيين المحبوسين وأكد «البلشي» على أنه لا حديث عن مستقبل للصحافة دون عدالة ومحاسبة، وأن استمرار إفلات قتلة الصحفيين من العقاب يمثل تهديدًا لجوهر المهنة، مشددًا على أن الإفراج عن الصحفيين المحتجزين يظل مطلبًا نقابيًا أساسيًا لا تنازل عنه، مضيفًا أن دماء الشهداء تذكّرنا بأن "الحقيقة ثمينة وتستحق الثمن". تحديات المستقبل وأكد أن التحدي الذي يواجه المهنة اليوم ليس تقنيًا فحسب، بل قيمي وأخلاقي أيضًا، قائلًا: "لن نسمح لأنفسنا أن نحاصر بين مطرقة الاستبداد وسندان التخلف التقني. فلنعمل معًا على بناء صحافة المستقبل التي تحترم الماضي ولكن لا تقع أسيرة له، وتواجه تحديات الواقع دون أن تفقد بوصلتها الإنسانية." وأضاف: "الدماء التي سالت في فلسطين لن تذهب هدرًا إذا استطعنا تحويلها إلى دافع للتغيير، فالتحدي الذي نواجهه اليوم هو اختبار لقيم المهنة ودورها كضمير للإنسانية." واختتم:"فلنكن معًا: من الاضطراب نصنع الأمل، ومن التحديات نصنع المستقبل.. ولتكن كلمتنا واحدة: صحافة تحمي الإنسان، وتغذي الآلة بإنسانيتها وقيمها". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا