فى ليبيا يموت الناس لأسباب متعددة: القوات الدولية، وقوات القذافى، وقوات المعارضة؟.. فمن منهم على حق؟. ومن على باطل؟.. ومن منهم مات شهيداً؟.. ومن مات كافراً؟ قوات التحالف تقصف مواقع الجيش الليبى، ومقار قيادة القوات المسلحة، والدفاعات الجوية، والقوات البرية على مشارف المدن التى تدور فيها المعارك؟.. وإلى جوارهم طبعا بعض المدنيين، خاصة وأن دقة الصواريخ الأمريكية والقذائف التى تلقيها الطائرات البريطانية والفرنسية ليست دقيقة مائة بالمائة.. فما هو الموقف الشرعى لضحايا القصف الأمريكى؟ وكتائب القذافى تحاول استعادة مصراته وأجدابيا من يد المعارضة المسلحة، وهى تقتل من تقتل من المسلحين والمدنيين على حد سواء، فهل من مات على يد كتائب القذافى وهو يدافع عن بلده شهيداً، علما بأن قوات القذافى ترى فى المعارضة متمردين يحملون السلاح ويهددون وحدة التراب الوطنى الليبى؟ وما الموقف الشرعى لمن يموت من قوات القذافى التى تحارب قوات مسلحة فى حالة ثورة مسلحة ترى أن البلد تم اختطافه على يد القذافى، لذا يجب الخروج عليه وقتاله.. فهل من مات وهو يحارب تلك الكتائب شهيداً؟ لا أميل كثيراً للحديث فى أمور شرعية لا أفهمهما، لكننا أمام وضع فى غاية الاختلاط والغرابة فى ليبيا، وقد رأيت على شاشة التليفزيون جنازات لقتلى الأحداث من جميع الجهات المتصارعة، وفى كافة الأوضاع، حيث يجرى تشييع ضحايا هذا الفريق وذاك باعتبارهم شهداء، يدفنون دون تغسيل أو كفن.. فهل يملك أحد رؤية شرعية أو اجتهاداً لهذا الوضع الملتبس فى الموت.. كما فى الحياة؟ أم أن كل رجل دين محسوب على معسكر سياسى يفتى بشهادة من ماتوا فى معسكره، ويفتى بكفر من ماتوا فى المعسكر الآخر؟ [email protected]