بعد سنوات طويلة من العشرة بينهما، تخللتها لحظات فرح وسعادة ولحظات ألم وحزن، عاشا معاً كما يقول المثل على "الحلوة والمرة"، إلا أن الخلافات التى دبت بينهما فى الأيام الأخيرة، نتيجة لقلة الدخل المادى للزوج، وعدم قدرته على الوفاء بحاجات زوجته وابنه الصغير، قضت على كل ما بينهما من ذكريات طيبة. أصبحت حياة "رباب.م" 37 عاماً، وزوجها "ع.ع" 42 عاماً مستحيلة، ورغم أنهما رفضا معاً اتخاذ طريق الطلاق، حرصاً على مستقبل ابنهما الصغير؛ إلا أن الشيطان جرهما إلى سبيل أكثر سوء منه انتهى بالزوجة معلقة فى حبل مشنقة أعده الزوج للتخلص منها، والزوج ينتظر حكم القضاء بعدما اتهم بقتلها عمداً.
بعد مشاجرة عنيفة نشبت بينه وبين زوجته قرر "ع" أن يضع حداً لتلك المشاكل التى لا تنتهى، وبعد أن سيطر الشيطان عليه هداه تفكيره إلى التخلص من زوجته بقتلها، ولكنه خشى على نفسه من العقاب، ففكر فى طريقة للخلاص منها دون أن تطوله يد المسألة، فقرر قتلها خنقاً وتعليقها فى حبل مشنقة لتظهر الجريمة على أنها واقعة انتحار.
نفذ "ع" جريمته بكل براعة، وبعد أن قتل زوجته خنقاً قام بتعليقها بحبل مشنقة أعده أعلى غرفة النوم، وحرر بلاغاً بالعثور على زوجته مقتولة داخل المنزل، ظنًا منه أنه بتلك الطريقة سيفلت من العقاب، فتوجهت أجهزة الأمن إلى مكان الواقعة، وتوجه فريق من النيابة لمناظرة جثمانها، وتبين أنها مصابة بحز فى منطقة الرقبة، نتيجة خنقها، ما أسفر عن وفاتها نتيجة "إسفكسيا الخنق".
صرحت نيابة جنوبالجيزة بتشريح ودفن جثة المجنى عليها، وطلبت تقرير الطب الشرعى حول وفاتها، لتحديد أسباب الوفاة، وعما إذا كان هناك شبهة جنائية حول الواقعة، أم أنها توفيت منتحرة كما ادعى زوجها، فضلاً عن تحريات المباحث، واستمع رجال الأمن لأقوال عدد من أفراد أسرتها والجيران الذين أكدوا وجود خلافات دائمة بينها وبين زوجها.
بدأت أجهزة الأمن فى التحرى حول الواقعة، واستمعت لأقوال زوجها الذى نفى وجود شبهة جنائية حول مقتلها، إلا أن أجهزة الأمن تشككت فى صحة روايته، وبدأت فى تتبع الأحداث، حتى تبين لها أنه ربما يكون الزوج خلف تلك الجريمة، وبالتضيق عليه ومواجهته بخلافاته الدائمة مع الضحية اعترف بقتلها، وشنقها لإخفاء الجريمة وإظهارها على أنها واقعة انتحار.
النيابة حققت مع المتهم وأصدرت قراراً بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ بعدما وجهت له اتهامات بالقتل العمد، وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة، واستعجلت تقرير الطب الشرعى، لإرفاقه بملف التحقيقات فى القضية، واستدعت ضابط الواقعة مجرى التحريات لسماع أقواله حول التحريات التى أجراها.