«مكانش قصدى أموّتها.. أنا عملت كدة بسبب سوء معاملتها المستمرة معى.. دايمًا معيّشانى فى نكد وغم»، هكذا أقرت ربة المنزل التى تجردت من معانى الإنسانية، وغلبت عليها شهوة الانتقام، وقامت بضرب وخنق حماتها حتى الموت، بعدما أقنعها شيطانها أنها بهذه الطريقة البشعة سوف تتخلص من نكدها وبؤس حماتها إلى الأبد، وتخلو لها الحياة من المشاكل، ولكن الله عز وجل يقول «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»، ليتم كشف الواقعة ويتم إلقاء القبض على المتهمة.. وتم إيداعها خلف القضبان لتنال جزاء جريمتها.. تاركة وراءها أطفالها ينالون حظهم العثر فى الدنيا من الحرمان وسوء السمعة وإرثاً لا يشرف من أمهم. حدثت الواقعة بإحدى قرى محافظة قنا.. حيث تزوجت سعاد من أحد أقاربها.. اعتادت الأسرة على استقبال زوجة ابنهم بالأفراح والزغاريد.. انتقلت إلى عش الزوجية فى منزل عائلة الزوج، لكن يا فرحة ما تمت، لم تمض الشهور الأولى حتى دبت الخلافات بينها وبين حماتها.. وتقول سعاد: «مر على زواجى 3 أعوام، أنجبت خلالها طفلين، عشت معظمها فى بؤس ونكد بسبب تصرفات حماتى وسوء معاملتها لى.. فهى تعاملنى كالجارية.. تنتقدنى فى كل شىء ولا يعجبها شىء مما أفعله.. على الرغم أننى لم أبخل بجهدى عليها.. ألبى لها كل مطالبها، ولكن حماتى لا كان بيعجبها العجب ولا الصيام فى رجب كما يقال.. أهم حاجة عندها أنها تنكد علىَّ دون مبرر.. وكانت بتهددنى وتستفزنى وتقولى أنتى متنفعيش زوجة لابنى.. هخليه يتجوز عليكى». وتستكمل الزوجة القاتلة: «كنت أتحمل تصرفاتها من أجل الحفاظ على بيتى وأربى طفلىَّ.. عندما كنت أشتكى منها لزوجى كان يتهمنى هو الآخر دائمًا بأننى مخطئة وأتسبب فى خلق المشاكل.. وكان دائما يدافع عن أمه مهما كانت أخطاؤها. فاض بى الكيل «يوم الواقعة كانت شقيقتى الصغرى تزورنى.. فى هذا اليوم حماتى عاملتها معاملة سيئة وأهانتنى أمامها.. ونشبت بينى وبينها مشادة.. ظلت تسبنى وتشتمنى، تطورت إلى التشابك بالأيدى.. لم أشعر بنفسى وطرحتها على الأرض.. وبعدها أتيت «بقالب طوب» وضربتها به، حتى سقطت مغشى عليها وواصلت تهشيم رأسها حتى انفجرت منها الدماء، لم تكتف المتهمة بذلك وتسرع فى إنقاذها، بل زين لها الشيطان فعلتها وأقنعها بلذة الانتقام.. لتنصب نفسها عشماوى، ونفذت فيها حكم الإعدام بعدما أحضرت حبل «المواشى» ولفته حول رقبة حماتها، وخنقتها حتى سقطت من بين يديها مفارقة الحياة إلى الأبد، وبعدما شعرت الجانية بأن المجنى عليها قد ماتت وضعتها على السرير وظلت تبكى وتندب حظها على ما فعلته خوفًا من العقاب الذى سوف يلاحقها. ظلت تفكر فى حيلة تمكنها من الإفلات من الجريمة، لم تجد أمامها سوى سرعة الهروب من المنزل.. ولكن الجهود الأمنية كانت أسرع فى كشف الواقعة، بعدما تلقوا بلاغًا من الجيران يفيد العثور على جثة جارتهم المسنة مشنوقة وملفوفة بحبل حول رقبتها داخل منزلها، ومهشمة الرأس انتقل الأمن إلى مسرح الجريمة، ونقلت الضحية إلى المشرحة، كما صرحت جهات التحقيق بدفنها.. وبتتبع كافة خيوط الواقعة توصلت التحريات أن زوجة ابنها هى القاتلة، بعدما دخلا فى شجار مع بعضهما بعضاً، فقامت المجنى عليها بجلب حبل يستخدم فى ربط المواشى، وشنقتها بعد أن خارت قوة الحماة بعد تهشيم رأسها بالحجر. تمكنت الفريق الأمنى من ضبط المتهمة، التى ظلت تبكى وتصرخ «أنا مش عارفة عملت كده إزاى أنا ندمانة على اللى حصل.. مين هيربى أولادى من بعد ما أتحبس.. هى اللى خلتنى أعمل كده». وجهت النيابة للجانية تهمة القتل العمد، وجار التحقيق تمهيدًا لإحالتها إلى المحاكمة لتنال جزاءها.. ماتت الحماة.. ووضعت زوجة ابنها داخل السجن.. لنرى فى النهاية أن جبروت الحماة وكيد الزوجة يؤديان إلى الهلاك والخراب.