قبل بدء دور الانعقاد الثالث.. الحكومة تجتاز اختبار البرلمان الثانى بدرجة جيد.. النواب: تسير بخطى ثابتة وملتزمة ببيانها.. وأعضاء اللجان النوعية: المجموعة الاقتصادية تعمل بجدية وتسير على خط الإصلاح الاقتصادى

كتب هشام عبد الجليل و محمد صبحى
إشادة بوزير التموين والإسكان والاستثمار
والنواب غاضبون من وزراء الصحة والرى والسياحة
ورضا عن آداء وزراء التعليم والنقل والتنمية المحلية

قبل ساعات من بدء دور الانعقاد الثالث لمجلس النواب، أعضاء البرلمان يقيمون أداء الحكومة فى الفترة الأخيرة وأبرز تعليقاتهم على الوزراء وهل التعديل الوزارى الأخير أثمر عن نتائج ملموسة على أرض الواقع؟، وكان هناك شبه اجماع من قبل النواب على أن الحكومة تسير بخطوات ثابتة وملتزمة بالجدول الزمنى والخطة التى تعهدت بها امام النواب.


وفى هذا الإطار رد اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان والنائب الأول لرئيس ائتلاف "دعم مصر" على سؤال حول تقييمه لأداء الحكومة قبل بداية دور الانعقاد الثالث وهل هناك إمكانية لإجراء تعديل وزارى خلال الفترة المقبلة قائلا: "أبدأ بتوجيه التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين يقدمون أنفسهم بنفس راضية فداء لأمن الوطن كون الأمن محور حياة الشعوب وبناء عليه ينمو اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا موضحا أن وزارات الدفاع والداخلية وأجهزة الأمن المصرية سواء الميدانية أو المعلومات لهم التحية الواجبة ونرى بين اليوم والآخر شهداء يقدموا أرواحهم فداء لاستقرار هذا الوطن لكى يعيش هذا الوطن فى حماية وأمان بعيدا عن محاولات اختراق الحدود ويوم بعد يوم نشاهد الجهود المضيئة التى تسفر عن نتائج مبهرة من أجهزة الأمن المصرية وهم لم يقدمون هذه الخدمة بسهولة ولكن تكلفهم أرواح شهداء الأبرار.

وأضاف الجمال فى تصريح ل"اليوم السابع" أنه لا شك أن وزراء المجموعة الاقتصادية تعمل بجدية وتسير فى خط الإصلاح الاقتصادى بطريقة جيدة ولكن مجهوده لم يصل للشارع ولابد أن يتحمل ويصبر المواطن حيث إن فاتورة الاصلاح تحتاج شيئا من الصبر إلى أن تستكمل عملية الإصلاح متابعا اللى عنده مرض ويتناول دواء لم يشف فى فترة وجيزة".
وتابع رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان تصريحه بالقول: "متفائل بالمرحلة القادمة حيث إن كل هذه المراحل من مراحل الإصلاح الاقتصادى ستؤتى ثمارها خاصة فى ظل التحرك المحورى للرئيس عبد الفتاح السيسي على مستوى العالم شرقه وغربه وجنوبه وشماله يجوب كل دول العالم وكل رحلاته المكوكية تهدف أن تنعكس إيجابيا على المصلحة السياسية والاقتصادية"، متابعا: "اليوم أفضل من أمس ونشعر بأن الدولار يتراجع ويشهد انخفاضا تدريجيا وهذا شئ مبشر والموسم القادم يظهر وجود حجوزات كاملة بالنسبة للموسم الشتوى على مستوى السياحة ونسير فى الاتجاه الصحيح".


واستطرد نائب رئيس ائتلاف "دعم مصر": "المشكلة فى المصانع الكبرى المتوقفة حيث إن عمليات الإصلاح لا تتم فيها بالشكل الكامل مثل الحديد والصلب والنسيج وهذه المصانع الاستراتيجية تضم عشرات الآلاف من العمال وفى نفس الوقت تمثل خسائر مستمرة تعتبر نزيف فى الموازنة العامة وتؤثر سلبا على ميزانية الدولة والعجز الذى تشهده الموازنة ونحتاج انتفاضة فى هذه المصانع"، لافتا إلى أنه لم يشعر أحد بنتاج للمشروعات الصغيرة حتى الآن.

وفيما يخص أداء مجموعة الوزراء الخدمية قال الجمال: "وزارة التعليم على الرغم من البرنامج الإصلاحى الذى تم وضعه أراه يعرج أثناء سيره وهناك مشاكل كثيرة فى التعليم لم يتم حلها والكثافات فى الفصول وصلت إلى ما يزيد عن 80 تلميذا فى الفصل الواحد وأولى درجات الإصلاح فى العملية التعليمية أن يجد التلميذ مكان يجلس فيه وبدأت بوادر تظهر فى ابعاد البعض عن العملية التعليمية حتى لا نعرض النشء لأفكار مسممة من جماعة الإخوان الذين يندسون فى القائمين على التعليم وهناك نسبة تحققت منها فى إبعاد بعض هذه العناصر فى التعامل مع الطلبة والجماهير.


وتابع النائب الأول لرئيس ائتلاف "دعم مصر" أن وزارة التضامن تؤدى دورها وحملها ثقيل ولكن تؤدى دور كبير فى الدولة سواء فى مظلة الحماية الاجتماعية، التى تتم على خير وجه، متابعا: "إن وزيرة الاستثمار نشيطة وتعقد الكثير من الاتفاقيات وما نسمعه عن الاتفاقيات لم نر حتى الآن انعكاسا لهذا فى المناطق الاستثمارية الخاصة ولم نجد شيئا فيها وانتقلت معى لمنطقة بالصف، التى صدر لها قرار من رئيس الوزراء الأسبق واعترفت بأن هناك فساد ولابد من رفعه لتوفير فرص عمل للشباب وتنشئ المشروعات عليها ولكن حتى الآن مثل هذا الموضوع لم ير النور".

وأردف النائب سعد الجمال أن وزارات التموين والكهرباء والإسكان يؤدون دورهم بصورة مشرفة ونحتاج إلى المزيد ولكن مازالت وزارة الصحة تعانى من استكمال منظومة إشعار المواطن بالريف والصعيد بالعدالة الاجتماعية بأنه يحصل على حصته من الرعاية الصحية شأنه شأن الموجود بالمدن والعواصم والحضر.

وأكد الجمال أن وزارة البترول تقوم بدور كبير حيث إن هناك اكتشافات للحقول ستؤتى ثمارها ولكن يجب نظرة إلى منظومة تنظيم عملية الإمداد مصانع الطوب بالمواد البترولية والغاز إذ أنها حتى الآن لم تتحقق على الوجه الأكمل وهناك تعقيدات مع أصحاب المصانع ودائرتى ومسقط رأسى الصف تضم معظم مصانع الطوب على مستوى الجمهورية وهناك أزمات فى حصول المصانع على المواد النفطية مثل المازوت ومن لديه إمكانية يحصل على الغاز، وما لم يملك ويقوم بتشغيل المصنع بالمازوت يعانى الأمرين فى الحصول على المازوت.

وعلى صعيد آخر قال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن أداء الحكومة بشكل عام مقبول، وأن هناك بعض الملفات التى استطاعت أن تحرز فيها تقدما ملموسا على أرض الواقع، وهناك ملفات أخرى ما زالت عالقة ويتم توارثها للوزراء.


وعلى الصعيد الخدمى انتقد وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وزارات، الصحة، السياحة، الثقافة، قطاع الأعمال، ووزارة الإسكان فى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، مؤكدا على أن هذه الوزارات شهدت ثبوتا فى أدائها ولم يحرز الوزراء أى تقدم فى قطاعاتهم ملموس على أرض الواقع ولهذا تستحق هذه الوزارات أن تحصل على درجة مقبول فى التقييم.

وأوضح سالم، أن وزارة الإسكان أحدثت تقدما فى مجال الإسكان الاجتماعى والجميع يشهد بذلك، ولكن على صعيد مياه الشرب والصرف الصحى ما زالت هذه الملفات عالقة منذ زمن طويل ولم تقدم الوزارة تقدما يحسب للقائمين عليها فى هذا الإطار، مهاجما بشدة تدنى أداء وزارة الصحة فى الأيام الأخيرة وتدهور منظومة الصحة فى مختلف أنحاء الجمهورية.

وفيما يخص وزارة قطاع الأعمال نوه عضو مجلس النواب، إلى أنها لم تقدم أى نتائج ملموسة ولم تحقق الهدف المنشود منها ولهذا لابد من إعادة النظر فى القائمين عليها، وإعادة ترتيب ملفات العمل، وكذلك وزارة السياحة التى لم تنجح حتى الآن فى تبنى خطة للنهوض بالسياحة المصرية، وتلحق بهم وزارة الثقافة، والأوقاف أيضا لم تقدم نتائج مرجوة على أرض الواقع.
وأشاد وكيل لجنة الخطة بمجلس النواب، بجهود وزارات الشباب، التخطيط، الاستثمار، مؤكدا على أن ما قدموه فى الفترة الأخيرة يجعلهم من الوزارات الأكثر عملا فى الحكومة، متمنيا مواصلتهم لعملهم فى الملفات المعنيون بها وتقديم نتائج أفضل.

وطالب عضو مجلس النواب، وزير التربية والتعليم ببذل مزيد من الجهد لتنفيذ الخطة التى تبناها لتحقيق نتائج على أرض الواقع للنهوض بالمنظومة التعليمية، وكذلك التعليم العالى، لافتا إلى عن اداء وزير التموين مقبول ومثله وزارة التجارة والصناعة، منتقدا تراجع وزير الزراعة فى أدائه، مهاجما وزير الرى، قائلا: "السبب الحقيقى فى تعطيل الكثير من المشروعات بسبب الروتين المعقد فى هذه الوزارة.

ومن الوزارات التى هاجمها أيضا وزارة النقل، مؤكدا على أن اللجنة طالبت فى نهاية دور الانعقاد الثانى لمجلس النواب بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق للوقوف على الخلل الموجود فى هيئة السكة الحديد، مؤكدا على أن اللجنة ستتقدم بطلب آخر لضرورة تشكيل اللجنة خلال دور الانعقاد المقبل.

بينما النائب محمد بدراوى، لديه وجهة نظر أخرى فى موضوع تقييم أداء الحكومة تعتمد على الشمول وعدم تقييم أداء وزير بعينه قائلا: "لابد من إعادة النظر فى سياسات الحكومة بشكل عام لمعرفة القصور المطلوب من الوزارات أن تقف عليه لتلبية مصالح المواطنين.

وشدد بدراوى، على ضرورة امتلاك الحكومة لرؤية واضحة المعالم بأهداف محددة وجدول زمنى عن أهم القضايا فى كل قطاع أو وزارة بعينها ومن ثم متابعة تنفيذ خطة الحكومة فى هذا المجال وبهذا نستطيع أن نقول أن هناك التزام بالخطة والجدول الزمنى أم أن هناك اخفاق فى قطاع بعينه ووزارة ما.

وطالب عضو مجلس النواب، باستدعاء الحكومة فى بداية دور الانعقاد للوقوف على سياساتها الخاصة وعرضها على النواب لمراجعتها والوقوف عليها بشكل كامل ومن ثم مراجعة تنفيذها وفقا للجدول الزمنى الموضوع لها.

وفى إشادة بأداء الحكومة بشكل عام، ترى النائبة مى محمود، امين سر لجنة الشئون الأفريقية، أن الحكومة تسير بخطوات ثابتة وفقا للخطة التى تم عرضها على مجلس النواب فى دور الانعقاد الثانى، وان هناك نتائج ملموسة على أرض الواقع.

وأشادت مى محمود، بجهود وزارات التموين والقرارات الأخيرة التى تهدف لضمان توصيل الدعم لمستحقيه، وكذلك وزارة التعليم التى يتبنى الوزير خطة بمعالم وأهداف صريحة للنهوض بالمنظومة، وظهر ذلك جليا من خلال عدد من القرارات الأخيرة، التى تصب جميعها فى مصلحة المنظومة، وتلحق بهم وزارة الإسكان التى اجادت كثيرا فى مجال الإسكان الاجتماعى، ويسعى الوزير جاهدا للقضاء على ازمة الصرف الصحى التركة والإرث الكبير الذى يتوارثه كل من يتولى هذه الوزارة.

وفيما يخص وزارة النقل، ترى النائب مى محمود، أن الوزير يسير بخطوات ثابتة نحو تطوير المنظومة والاعتماد على الأساليب العلمية الحديثة فى هذا الإطار، ولكن لابد أن تطال يد التغيير العاملين فى الوزارة وعليهم أن يسايروا التطور العلمى للنهوض بمنظومة النقل.

وانتقد أمين سر لجنة الشئون الأفريقية، أداء وزيرى الصحة والسياحة، وأن هاتين الوزارتين تعانيان من الإهمال والتهميش ولابد من تدخل سريع لإنقاذهما.