الملك عبدالله الثانى لأول مرة تشهد ثلاث دول عربية «مصر، والأردن والبحرين» فى توقيت واحد انتخابات برلمانية، ويمثل الإسلاميون عاملا مشتركا فى هذه الانتخابات، مع شعور الجماهير بعدم جدوى الانتخابات ما دامت مطالبهم لم تتحقق، فالإخوان المسلمون فى الأردن اتخذوا القرار بمقاطعة الانتخابات المقبلة وعدم المشاركة فيها نظرا لفقدانهم الأمل فى جدوى هذه المشاركة، فى حين أن الإخوان المسلمين فى مصر مصرون على المشاركة رغم تشكيكهم المسبق فى نتائج الانتخابات. ففى خلال شهر واحد، ابتداءً من أواخر أكتوبر حتى أواخر نوفمبر، تشهد هذه الدول معارك انتخابية كما ترى الصحافة العالمية إذ لم يكن هذا رأى شعوبها، حملات انتخابية وملصقات دعائية ومشاركة من ناخبين ضعيفة كانت أم قوية، وصراع بين شتى الأطراف على شراء الأصوات بالأموال أو بالخدمات. ففى هذه الدول، ليست الانتخابات إلا مجرد «موسم» يستفيد منه البعض، فى حين يكتفى البعض الآخر بالمشاهدة. فى مصر، الجميع يعرف ما يدور بها، معركة جديدة بين الحزب الوطنى والإخوان لن تكون بالتأكيد كسابقتها فى عام 2005. لكن الإخوان يعرفون أن فى خسارتهم مكسباً لهم، ولذلك لم يستجيبوا لدعوة محمد البرادعى بالمقاطعة. فإذا خسروا مقاعدهم فى مجلس الشعب، فهم يتوقعون بالطبع أن يفوزوا بدعم الجماهير، ويعتمدون على أنها ستتعاطف مع الإخوان «المضطهدين المقموعين» كما يحلو لهم أن تكون صورتهم. أما عن أحزاب المعارضة، فستظل كعادتها تبحث عن بضعة مقاعد لها فى مجلس الشعب تثبت بهم لنفسها أنها أحزاب حقيقية ولها دور فعلى دون أن تشغل نفسها بالدخول فى معركة النظام والإخوان. الوضع فى الأردن والبحرين، مشابه ومختلف عن مصر فى الوقت نفسه. فساحة المعارضة فى هاتين الدولتين تكاد تكون خالية أمام الإسلاميين، دون وجود حزب أو جماعة تنافسها على لقب أقوى جماعات المعارضة. ففى البحرين، أجريت الأسبوع الماضى الانتخابات التشريعية التى سبقتها أسابيع من الشد والجذب والتوتر الطائفى فى تلك المملكة الخليجية الصغيرة، وشنت الحكومة حملة واسعة اعتقلت فيها ما يقرب من 250 شخصا بينهم 23 ناشطاً شيعياً ووجهت لهم اتهامات بالإرهاب والتآمر. وتمكنت المعارضة الإسلامية الشيعية من تحقيق الفوز بكل المقاعد التى خاضت السباق عليها، وبرزت مرة أخرى كأقوى جماعات المعارضة والوحيدة أيضا فى ظل نظام تهيمن عليه الملكية السنية. أما الإخوان المسلمون، وهم من الجماعات المحسوبة على النظام فى البحرين، فلم تتمكن من الفوز بأى مقعد وينتظر سبعة من مرشيحها الإعادة من إجمالى ثمانية ترشحوا فى الانتخابات. وما حدث فى البحرين ليس من المتوقع أن تشهده الأردن خلال انتخابات التاسع من نوفمبر المقبل، حيث تستعد جماعة الإخوان المسلمين، والتى تحظى بالشرعية هناك وتعمل تحت مسمى حزب جبهة العمل الإسلامى لحملة قوية ضد الحكومة بالمقاطعة التى من شأنها أن تفقد الانتخابات شرعيتها. والسبب وراء المقاطعة هو إقرار قانون الانتخابات الذى يجعل الولاء للعشيرة وليس للوطن، والاحتجاج على التزوير والتلاعب بالنتائج الذى شهدته انتخابات عام 2007. وأصر الإخوان الأردنيون على المضى قدماً فى طريق المقاطعة، لدرجة أن المحكمة المركزية للجماعة قررت فصل خمسة من أعضائها الذين خالفوا قرار الجماعة بإعلان ترشحهم للانتخابات.