مصر وأفريقيا

مما لا شك فيه أن قارة أفريقيا أصبحت فى بؤرة اهتمام القيادة المصرية الحالية، وهذا وبحق يحسب للقيادة الحالية هذا التوجه، فالنشاط الكبير الذى تشهده الإدارة المصرية هذه الأيام خصوصًا مع إثيوبيا ودول وسط وغرب أفريقيا، يعد وبحق من الأمور الجيدة التى بدأها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عند زيارته لعدة دول لتكون تمهيدًا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاتحاد الأفريقى فى زيارة تاريخية، ليعاتب الأشقاء الأفارقة، مذكرًا لهم أن مصر طالما كانت مساندة لأفريقيا فى كل قضاياها ولم تكن تتوقع هذا الموقف نتيجة الثورة الشعبية فى 30 من يونيو.
لا أحد ينكر أن القارة السمراء قد عانت من جفاء القيادة المصرية فى الآونة الأخيرة -قبل ثورة 25 يناير- ما إتاح الفرصة للبعض -فى ملء الكوب- فى استغلال هذا البعد المصرى عن الساحة الأفريقية ليحل هو محل الدولة المصرية، لكن المهم أن مصر عادت لترتيب أوضاعها إلاقليمية مرة أخرى بصورة أكثر جدية، وبقوة تتناسب مع هذه المرحلة المهمة والتاريخية، لكن يجب أن ننتقل من مرحلة المجاملات السياسية والدبلوماسية إلى مرحلة وضع إستراتيجية وخطة واضحة وقوية للنفاذ للداخل الأفريقى واستغلال العلاقات الطيبة مع دول القارة الأفريقية.
ويجب أن نعى جيدًا أن لغة المصالح هى اللغة السائدة الآن وبالتالى يجب تجهيز خطط وبرامج اقتصادية للتعاون مع هذه الدول وفورًا لضمان الاستفاده من محيطنا الإقليمى، مصر يجب أن تعود بخطة وبرنامج وليس بالاكتفاء باللقاءات الدبلوماسية وحدها.
بحق أنا متفاءل بنمو العلاقات المصرية الأفريقية فى ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى وكذلك وجود الرجل المحترم رئيس الوزراء إبراهيم محلب، لأن هذين الشخصين يقدران القارة الأفريقية وأبناءها، كما أن بعض الدول الأفريقية بدأت طريق الإصلاح والنمو ولا يمكن بحال أن نتصور أن تكون مصر بعيدة عن رعاية هذا النمو الاقتصادى وهذا الإصلاح وغير مؤثرة ومشاركة فيه، لأن التاريخ لن يغفر للمقصرين من القيادة المصرية بُعدهم عن أفريقيا وعدم احتضان أبنائها كما كن فى الماضى.. حمى الله مصر وشعبها.