مخابرات ألمانيا تحذر من تصاعد العنف فى الاحتجاجات المناوئة للسلفيين

حذرت هيئة حماية الدستور فى ألمانيا (جهاز الاستخبارات الداخلية) من تصاعد العنف فى الاحتجاجات المناوئة للسلفيين، وذلك فى أعقاب أعمال الشغب التى شهدتها احتجاجات مثيرى الشغب فى الملاعب (هوليجانز) ويمينيين متطرفين فى كولونيا.
وقال رئيس الهيئة هانز-جيورج ماسن اليوم الثلاثاء فى برلين: "استمرار تصاعد الاشتباكات العنيفة بين متطرفين من مختلفى الأطياف فى شوارعنا يثير القلق... النزاع فى سورية والعراق ينعكس أيضا فى ألمانيا".
وذكر ماسن أن هناك حاليا تزايدا ملحوظا فى انضمام شيشان مقيمين فى ألمانيا ولديهم استعداد للعنف للتيار السلفي، موضحا أن تزايد أعداد السلفيين فى ألمانيا يزيد من إمكانيات تجنيد جهاديين.
يذكر أن مدينة كولونيا الواقعة غرب ألمانيا شهدت أول أمس الأحد مظاهرات ضمت حوالى 4800 شخص من مثيرى الشغب فى الملاعب (هوليجانز) والنازيين الجدد تحت شعار "الهوليجانز ضد السلفيين".
ووقعت أعمال شغب من المتظاهرين مع الشرطة أسفرت عن إصابة 49 شرطيا، ويجرى الادعاء العام الألمانى تحقيقات ضد نحو 60 شخصا مشتبه بهم بتهمة التسبب فى إصابات جسدية وخرق السلم العام.
وفى سياق متصل، ترى وكالة الاستخبارات الخارجية (بى إن دي) عواقب وخيمة للفراغ السياسى والأمنى المستمر فى العراق على المكافحة الدولية لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم "داعش"، وجاء فى تحليل للوكالة أنه بالرغم من الدعم الجوى الدولى فإن قوات الأمن العراقية غير قادرة على صد تنظيم داعش على نطاق واسع.
وأوضحت الاستخبارات الألمانية الخارجية فى تحليلها أن داعش نجحت من خلال تكتيك خاص فى "الحفاظ على قدر كاف من حرية التنقل لتنفيذ عمليات انتقائية بنجاح".
وأضافت (بى إن دي) أنه تبين من خلال المعارك الدائرة منذ أسابيع فى مدينة كوبانى السورية المحاصرة من داعش أن التنظيم لا يزال قادرا على تنفيذ عمليات هجومية، موضحة فى المقابل أنه رغم قدرة التنظيم على التنقل لتنفيذ تلك العمليات، فإن تلك العمليات محجمة حاليا عبر الغارات الجوية التى تشنها الولايات المتحدة وحلفائها.
وذكرت الاستخبارات الألمانية فى تحليلها أن القوات المسلحة وقوات الأمن التابعة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد تتركز حاليا بسبب الموارد المحدودة فى المراكز الحضرية على امتداد المحور الشمالي-الجنوبى لسورية، بما فى ذلك المنطقة الساحلية.
وأوضحت الاستخبارات أن إهمال المناطق السكنية الواقعة أقصى شرق سورية أدى إلى تمكين داعش من الانتشار هناك بدون مقاومة حاسمة.