سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملامح خريطة الأحزاب داخل الجامعة فى العام الجديد.. الحركات الطلابية تعتزم تجاهل قرارات حظر العمل السياسى.. و«التيار الشعبى» ينظم ورش عمل لتوعية الطلاب بالمفاهيم السياسية
حفرت الحركة الطلابية بالجامعات والمدارس المصرية، مكانتها بين قريناتها من كل دول العالم، فكانت الذراع الطولى فى كل الثورات والانتفاضات التى شهدتها الجامعات والقطر المصرى كله، حيث إنها أسهمت فى تشكيل مجموعات عمل لجمع التوقيعات للزعيم المصرى سعد زغلول إبان ثورة 1919م، وما بعدها من الثورات المصرية مرورا بالنضال ضد الاحتلال الإنجليزى وحتى ثورة 30 يونيو التى أنهت حكم جماعة الإخوان الذى لم يستمر غير سنة واحدة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير. ويسجل تاريخ الحركة الطلابية خروج أكبر حشود طلابية عقب انعقاد المؤتمر العام الأول فى يوم 9 فبراير 1946 فى جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة حاليًا»، وهو المؤتمر الذى شارك فيه عدد كبير من طلبة المعاهد والمدارس، حيث يصف المؤرخون هذه المظاهرات بأنها أكبر مظاهرات منذ قيام الحرب العالمية الثانية فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبرى عباس، وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبرى عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة فسقط البعض فى النيل وقتل وجرح أكثر من مائتى فرد، ويرى المؤرخون أن هذه الواقعة التى لم تمح من ذهن طلاب مصر كان لها أثر بالغ فى تهيئة الحركة الطلابية لاستقبال ثورة يوليو 1952، وعليها تم اختيار «يوم الطالب العالمى» تخليدًا لذكرى هذه الأحداث. واستمر طلاب الحركات السياسية، فى نشاطها بالجامعات المصرية منذ عشرينيات القرن الماضى وحتى الآن، غير أنها تواجه فى هذه الفترة قرارات بحظر العمل الحزبى داخل الجامعات، الذى ازدهر إبان عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وذلك من خلال إلغاء الأسر ذات الظهير السياسى بالجامعات، الذى بدأت فعليا جامعة القاهرة بتطبيقة وألغت الأسر التابعة لحزب النور وحزب مصر القوية وحزب الدستور. ومن جانبه، قال محمود صفوت، عضو حركة طلاب التيار الشعبى السابق، إن الحركة تستعد للعام الدراسى الجديد بفعاليات، منها تنظيم ورش عمل لتوعية الطلاب بالمفاهيم السياسية المختلفة عن انتخابات مجلس النواب، وستناقش رفض لائحة المجلس الأعلى للجامعات، مؤكدا احترام أى قرارات لصالح الجامعات والطلاب خاصة المتعلقة بإلغاء العمل الحزبى. وأوضح صفوت، أن الحركة تأسست لدعم المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية عام 2012، وتوجد فى معظم الجامعات الحكومية والخاصة، حيث تتبنى الحركة الدفاع عن قضايا الطلاب ورفض عودة الحرس الجامعى، والمطالبة بلائحة طلابية جديدة، وتطوير التعليم وتحسين أوضاع المدن الجامعية، وكان للحملة دورها فى تنظيم المظاهرات الرافضة للإخوان وجمع توقيعات الطلاب لتأييد حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. وتعد «أسرة النور» من أشهر الأسر الطلابية التابعة لحزب النور السلفى، حيث انتشر الطلاب السلفيين فى معظم الجامعات، بالإضافة إلى أسرة «بنات محمد» للطالبات، وقال أحد الطلاب السلفيين، رفض ذكر اسمه، إنهم سيبدأون العام الدراسى الجديد بحملات توعية للطلاب عن الثقافة الدينية، والابتعاد عن الأفكار المتطرفة، خاصة بعد ظهور الجماعات التكفيرية والمتطرفة التى شوهت اسم الدين. وتتكون حركة «طلاب مصر القوية» من مجموعة من الطلاب اجتمعوا على دعم مشروع مصر القوية داخل الجامعات وتطلعوا إلى بناء وطن قوى وبيئة طلابية فاعلة تحفز الطلاب على ممارسة الأنشطة الطلابية بنفس القدر من الاهتمام بالعملية التعليمية ذاتها، وامتد نشاطهم ليغطى كل الجامعات من خلال التشبيك والتعاون مع الكيانات الطلابية الداعمة للفكرة، عابرين الإشكاليات والاستقطابات الأيديولوجية، حسب الأهداف التى أعلنتها الحركة. وأكد طلاب الحركة، أنها جزء من مشروع مصر القوية كمشروع متكامل ولكن منفصلة تماما ماديا وإداريا عن حزب مصر القوية، وكذلك عن مؤسسة مصر المحروسة وهما فرعا المشروع القائمان حتى الآن. وقال سعيد عبدالغنى، أمين حركة طلاب مصر القوية، تعليقا على قرار جامعة القاهرة بحظر الأسر الطلابية ذات الطابع السياسيى، إن الحركة والطلاب ترفض تماما مثل هذه القرارات المخالفة للقواعد، ودعا القائمين على رئاسة الجامعة بمراجعة اللوائح الداخلية للاتحادات الطلابية، حيث تنص المادة 322 فى الجزء الخاص بعمل اللجنة السياسية فى الاتحاد على: «العمل على إطلاق حرية الطلاب فى ممارسة التوعية السياسية والمشاركة الإيجابية فى الحياة السياسية والتواصل مع مختلف التيارات السياسية لتكوين رؤى بشأن القضايا العامة». وأضاف عبدالغنى ل«اليوم السابع»، أن الحركة ستطعن على القرار قانونيا، لأن العمل السياسى حق مكتسب لكل الطلاب وللحركات الطلابية، وأن الغرض من هذا القرار هو تفريغ جامعة القاهرة والجامعات المصرية من الكوادر الطلابية، والطلاب ذوى الفكر السياسيى الراقى، حتى تتحول الجامعة إلى مكان تقليدى نمطى. وأشار عبدالغنى إلى أن حركة طلاب مصر القوية ستظل تعمل داخل جامعة القاهرة وباقى جامعات الجمهورية، من أجل إيصال رسالتها وأداء دورها، و من جهته قال أحمد شعبان، نائب مسؤول طلاب «6إبربل» بالجامعات، إن حركة طلاب 6 إبريل تتعرض للعديد من المشكلات من عدد من موظفى وعمداء الكليات فى منعهم من تأسيس أسر طلابية بدون أسباب لمجرد معرفتهم اسم الحركة، مشيرا إلى أن قرار رئيس جامعة القاهرة بحظر الأسر ذات الظهير السياسى مخالف للوائح الطلابية ومتناقض مع ما نص عليه فى اللجنة السياسية فى اللائحة. وأضاف شعبان، أنهم يرفضون القرار وسيدعمون كل الأسر للاستمرار فى ممارسة أنشتطها داخل الجامعات، مؤكدا أن العام المقبل ستستمر فعاليات الحركة فى تحقيق رؤيتها للجامعات وملف استقلال الجامعات واستكمال حملة «اعرف حقك» بجانب الحملات والفعاليات الخاصة بالطلاب المحبوسين والمفصولين، والحق فى التعليم. ومن جانبها، أكدت مصادر طلابية من داخل حركة «طلاب ضد الانقلاب» المنبثقة عن طلاب الإخوان بالجامعات المصرية، أن الحركة مستمرة فى تنفيذ مخططاتها الخاصة بالتظاهر بالجامعات حتى إسقاط النظام، وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى. وأضافت المصادر، أنه مخطط للحركة استغلال القرارات غير الرشيدة التى تتخذها إدارات الجامعات فى إثارة الطلاب وجذبهم للتظاهر ورفض الوضع القائم، مؤكدة أن الطلاب لن يتنازلوا عن التظاهر حتى الإفراج عن جميع الطلاب المحبوسين وعودة الطلاب المفصولين من الجامعات. «طلاب الميدان» هى مجموعة من الطلاب الليبراليين المدافعون عن الحريات العامة والقيم المصرية، والكيان التنظيمى الجامع لهم هى أسرة الميدان فى الجامعات والمدارس المصرية، حيث توجد أسر الميدان فى عشرين جامعة حكومية وخاصة، إلى جانب وجود أسر الميدان فى مدارس القاهرة والفيوم، ويؤكد طلاب الميدان أن هدفهم ترسيخ مبادئ «مجانية–حرية– إبداع» للعمل داخل الجامعات. وقال سامح أحمد، المتحدث باسم طلاب الميدان بجامعة القاهرة، إن أسرة «الميدان» منبثقة عن حزب الدستور بالجامعات المصرية، معتبرا أن فكرة حظر عمل الأسر ذات الظهير السياسى، التى اتخذ بها الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، قرارا فى الآونة الأخيرة، تستهدف الأنشطة التى يقوم بها طلاب الميدان بالجامعات من توعية وتثقيف للطلاب الجدد والقدامى، وتعريفهم بالحق فى التثقيف السياسى، حسب قوله. وأضاف أحمد، فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع»، أن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، كرر لفظ «طلاب الدستور» أكثر من الإخوان، فى التصريحات الإعلامية الأخيرة التى برر بها قرار حظر الأسر ذات الظهير السياسى، معتبرا أن هذا يشير إلى أن العمل الذى يقوم به طلاب الميدان من توعية وتثقيف للطلاب يشكل مصدر إزعاج للسلطة وإدارة الجامعات، قائلا: «يريدون جامعة الرأى الواحد». وتابع سامح، أن قرار إلغاء الأسر ذات الطابع السياسى، مخالف لمكتسبات الثورة التى كان أولها العمل السياسى بالجامعات والحرية كمطلب أساسى، قائلا: «يريدون تقييد حرية الطلاب فى اختيار الأنشطة الخاصة بهم، ويريدون خريج معلوماتى فقط، وهذا يضر العملية التعليمية»، معتبرا أن تصريحات الدكتور جابر نصار الخاصة بأن العمل السياسى يضر بالعملية التعليمية خاطئة تماما، متسائلا عما إذا كان العمل السياسى يضر بالعملية التعليمية بينما حبس الطلاب وتعريضهم للقتل فى الاشتباكات مع الشرطة وتأجيل الدراسة والامتحانات والتبرع بالأموال للسلطة لا يضر بها! واستنكر المتحدث باسم طلاب الميدان بجامعة القاهرة، تدخل الشرطة بالأوضاع داخل الجامعة قائلا: «هناك جهاز الأمن الإدارى الذى يسيطر على الجامعة ومعنى بحماية الجامعة ومنشآتها، وهل 450 فرد أمن غير قادرين على فض الشغب»، مشددا على أن الدكتور جابر نصار، أعلن فى الفترة الأخيرة أن هناك تنسيقا كاملا مع وزارة الداخلية لتأمين الجامعة وفى بداية العام الماضى بأحد الاجتماعات مع القوى السياسية قال: «على جثتى تدخل الشرطة الجامعة»، وأن هناك تناقضا كبيرا بين موقفه الحالى وموقفه من عام ماض.