فى اليوم التالى وكان "مثل هذا اليوم 7 أغسطس 1945" لإلقاء أمريكا القنبلة النووية على "هيروشيما" اليابانية ، كان عدد القتلى لا يقل عما وقع بعد إلقاء القنبلة بدقائق، كان نحو 66 ألفا ويزيد يلقون حتفهم بالإشعاع النووى، واللافت أن اليابان تكتمت الأمر فى بدايته لأنها لم تكن تعلم أن ما حدث من دمار وخراب سببه استخدام أمريكا للسلاح النووى، فكيف عرف العالم بهذه المأساة؟ مر على إلقاء القنبلة 16 ساعة كاملة، حتى أعلن البيت الأبيض الخبر، ففى بدء يوم يوم 7 أغسطس، وجه الرئيس الأمريكى "ترومان" خطابا إلى الشعب الأمريكى عبر الإذاعة، قال فيه إن إعلان "بوتسدام " فى يوم 26 يوليو كان إنذارا نهائيا يهدف إلى تجنيب الشعب اليابانى الدمار، ولكن زعماءه رفضوا الإنذار، وإذا لم يقبلوا شروطنا فعليهم أن يتوقعوا أن تمطر السماء عليهم دمارا لم يشهدوا له مثيلا على وجه الأرض، ووراء هذا الهجوم الجوى ستأتى قوة بحرية وبرية بأعداد وقوة لم يروها وبمهارة قتالية قد خبروها، فليسألوا عما حدث فى هيروشيما. كان "إعلان بوتسدام" الذى أشار إليه " ترومان " فى خطابه الإذاعى هو عبارة عن إنذار نهائى موجه إلى اليابان فى الحرب العالمية الثانية بالاستسلام دون قيد أو شرط أو تأخير لأنها ستواجه بحرب ودمار عاجلين، وتم توجيه الإنذار بعد اجتماع فى " بوتسدام " بألمانيا، ضم "ترومان"، والجنرال الصينى "تشانج كاى تشك" والزعيم البريطانى "تشرشل" الذى خسر الانتخابات يوم 28 يوليو أى بعد توجيه الإنذار بيومين، وخرج من حكم بريطانيا. كانت "اليابان" على موعد جديد مع قنبلة نووية أخرى قررها "ترومان"، تنفيذا لتهديده الذى ألقاه فى خطابه إلى الشعب الأمريكى، وحفزه على ذلك أن اليابان لم تعلن استسلامها فور قنبلة "الولد الصغير" على هيروشيما، وفى الثامن من أغسطس ألقت القوات الأمريكية منشورات على المدن اليابانية تطالبهم بعدم التواجد فى العمل أو المصانع، وكان ذلك نوعا من الضغط على الجيش اليابانى لإجباره على الاستسلام قبل التفكير فى إلقاء قنبلة ثانية، لكن قائد الجيش الجنرال "أنامى" كان ضد إيقاف الحرب، وادعى أمام اجتماع لمجلس الحرب، أن أمريكا لديها قنبلة نووية واحدة، وألقتها على هيروشيما، وبالتالى لا داعى للتعجل والاستسلام. خلال اجتماع "مجلس الحرب اليابانى" كانت قاذفة قنابل " بى 29 " واسمها "الفنان الكبير "محملة بقنبلة ثانية وسميت ب"الولد السمين" متجهة إلى مدينة "كوكورا"، ودارت حولها ثلاث مرات لتلبد السماء بالغيوم، وقبل أن ينفذ الوقود غيرت الطائرة مسارها وتوجهت إلى مدينة "نجازاكى"، وكانت ميناء مهما، وبها منشآت عسكرية وصناعية لصناعة السفن والمعدات الحربية، وكان الجو فيها صحوا، فألقيت القنبلة فى الساعة الحادية عشر صباحا، وبعد ساعتين عرف العالم بضرب "ناجازاكى"، وذلك على العكس من قنبلة هيروشيما التى أعلن عنها "ترومان" بعد 16 ساعة من إلقائها.