بعد انفراد "اليوم السابع".. اليونسكو تدعو لاجتماع طارئ لوضع خطة للحفاظ على تراث العراق من "داعش" وتوصى بتفعيل الاتفاقيات الدولية.. وإيرينا بوكوفا تقترح تغيير أماكن التراث المنقول

عقدت منظمة اليونسكو، أمس، اجتماعاً تشاورياً ضم خبراء عراقيين ودوليين فى مجال التراث الثقافى واعتمدت خطة عمل طارئة لحماية التراث الثقافى العراقى الذى يتميز بالثراء والتنوع، وخاصة فى ظل الأوضاع الخطيرة التى تشهدها المنطقة بعد إعلان "داعش" الخلافة الإسلامية.
يأتى ذلك فى إطار التأكيد على ما نشرته اليوم السابع يوم الاثنين الماضى بعدما تواصلت مع مكتب اليونسكو بالعراق وأكد أن المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا سوف تعقد اجتماعا مع خبراء الطوارئ ومسئولى مكتب اليونسكو بالعراق، بمقر المنظمة بباريس وذلك يوم الخميس المقبل 17 يوليو الجارى، لتقييم حالة التراث الثقافى العراقى ووضع الخطوط العريضة لخطة عمل.
وترمى خطة العمل التى وضعها الخبراء أمس فى اجتماعهم إلى ضمان التعاون بين كافة الأطراف المعنية، ولاسيما المنظمات الوطنية والدولية، والعاملون فى مجال المساعدة الإنسانية فى العراق، وتجار القطع الفنية، والمتاحف الدولية، فضلاً عن سلطات الشرطة، وذلك من أجل حماية التراث الثقافى العراقى.
تناول المشاركون فى هذا الاجتماع التهديدات التى يتعرض لها التراث الثقافى العراقي: سواء تعلق الأمر بالأضرار الناجمة عن النزاع المسلح، أو بممارسات التدمير المتعمدة، أو بالحفريات غير المشروعة فى المواقع الأثرية، أو بالاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية المنتمية إلى مجموعات المتاحف أو من أعمال الحفر والتنقيب التى لا ضابط لها. كما أنهم أعربوا عن قلقهم إزاء أوضاع المكتبات الثرية ومجموعات المخطوطات فى البلاد. غير أن الخبراء أشاروا إلى وجود ثغرات عديدة فى مجال المعلومات المتاحة والتى من شأنها الحؤول دون إعداد قوائم حصر شاملة لحالة صون التراث الثقافى العراقى.
وأوصت خطة العمل أيضاً إلى ضمان تنفيذ الاتفاقات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافى، ولاسيما "اتفاقية لاهاى الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية فى حالة نزاع مسلح لعام 1954" وبروتوكوليها، و"اتفاقية اليونسكو لعام 1970 الخاصة بالوسائل التى تستخدم لحظر ومنع استيراد تصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة"، و"اتفاقية حماية التراث العالمى لعام "1972. كما تهدف هذه الخطة إلى تنفيذ منع الاتجار بالممتلكات الثقافية وفقاً لما نص عليه القرار رقم 1483 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة فى عام 2003.
وتوصى خطة العمل أيضاً بإجراء عملية رصد عن كثب لحالة صون التراث وتدريب مهنيى مجالات الصون، فضلاً عن دعم الموظفين العاملين فى الميدان من أجل اتخاذ تدابير طارئة إن اقتضى الأمر تغيير أماكن التراث المنقول، ولاسيما المكتبات.
ودعت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، إلى عقد هذا الاجتماع الطارئ، وذلك فى سياق يشهد تزايداً فى أعمال العنف وعدم الاستقرار فى البلاد. وأوضحت بوكوفا أن "القضايا الإنسانية والأمنية لا تنفصل عن الثقافة. فحماية أرواح الناس ترتبط بحماية تراثهم الثقافى وهويتهم، مؤكدةً على أن "اليونسكو ستواصل حشد منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولى بأسره، وذلك من أجل صون التراث الثقافى العراقى مع التركيز على مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".
ضم هذا الاجتماع، الذى ترأسه كيشور راو، مدير مركز التراث العالمى ومساعد المديرة العامة للثقافة بالإنابة، خبراء عراقيين وممثلين عن المركز الدولى لدراسة صون الممتلكات الثقافية، والمجلس الدولى للمتاحف، والمجلس الدولى للآثار والمواقع، والاتحاد الدولى لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية، واللجنة الدولية للدرع الأزرق، إضافة إلى ممثلين عن اليونسكو.
وجّه السيد جرجى بوسزتين، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى العراق، كلمة عبر الهاتف من مقر عمله فى بغداد ليؤكد دعمه لخطة العمل المذكورة، مشيراً إلى أن "صون التراث الثقافى إنما يساعد على تحقيق مستقبل أفضل يسوده السلام للعراق".
الجدير بالذكر أن "مى شاعر" أحد المسئولين بمكتب اليونسكو بالعراق فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أنهم على تواصل دائما مع المسئولين عن صون التراث الثقافى والمتاحف بالعراق، معربة عن قلقها بشأن بعض المواقع الأثرية والمتاحف التى يمكن أن تكون تحت تهديدات خطيرة من التعرض للهدم، نهب، أو استخدامها كقواعد أو أهداف عسكرية من قبل المتمردين "داعش".
ولفتت مسئولة اليونسكو بالعراق، إلى أن هناك بعض التقارير التى وصلت إليهم وعلموا من خلالها أن هناك بعض المبانى الدينية وبعض التماثيل التى تمثل شخصيات تاريخية كبيرة فى مدينة الموصل، تعرضت للتشويه، مؤكدة أن المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أصدرت بالفعل بيانا يدعو العراقيين إلى الوقوف صفا واحدا وحماية تراثهم الثقافى.
موضوعات متعلقة:
مكتب اليونسكو بالعراق ل"اليوم السابع": بوكوفا ستعقد اجتماعًا طارئًا يوم الخميس بشأن اعتداءات "داعش".. وتلقينا تقارير حول تشويه مبانٍ دينية والمواقع الأثرية معرضة للهدم والنهب وتحويلها لقواعد عسكرية