فى اجتماع طارئ لخبراء الآثار، وجهت المديرة العامة لليونسكو، «إيرينا بوكوفا»، نداء إلى جميع شركاء المنظمة، لكى ينهضوا لصون التراث الثقافى فى تونس ومصر وليبيا. قالت بوكوفا: «تحركت مشاعرى عميقا، وأحسست بفخر عظيم ينتابنى عند مشاهدة تصرف المواطنين فى تونس ومصر وليبيا شبابا وكبارا حين هبوا لحماية التراث فى ظروف رهيبة، وتغيير فاض فيها العنف. ومع ذلك يعترينا الهلع عند قراءة تقارير تفيد بحجم التدمير والإضرار والسرقة فى المتاحف والمواقع الأثرية والمكتبات. ويُقلِقنا تصوُّر أن هذه الفترة من الغليان الاجتماعى ستترك التراث الثقافى عرضة لعبث عديمى الضمير، الراغبين فى انتهاز فرصة هذه الظروف لكسب غنائم». قررت بوكوفا إيفاد بعثات خبراء إلى مصر وتونس فى الأيام القادمة، مهمتها أن تتصل مع وزراء الثقافة الجدد، للمساعدة فى منع الاتجار غير المشروع، والعمل على وضع خطط عمل شاملة لحماية التراث الثقافى. قرار بوكوفا لقى تأييدا بالإجماع من جانب المشاركين فى الاجتماع، مثل المنظمة العالمية للجمارك، والإنتربول، والمركز الدولى لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها «إيكروم»، والمجلس الدولى للآثار والمواقع «إيكوموس»، والمجلس الدولى للمتاحف «إيكوم»، والصندوق العالمى للآثار، وعدد من الخبراء المستقلين. جاء اجتماع بوكوفا مع خبراء الآثار، ومنهم زاهى حواس وزير الدولة للآثار السابق، خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لاعتماد اتفاقية اليونسكو بشأن مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، التى صدقت عليها 120 دولة للتأكيد أن الممتلكات الثقافية ليست مجرد بضائع، أو سلع. بمناسبة الاحتفال بالاتفاقية، أصدرت اليونسكو بيانا أكدت فيه أن «الإنتربول» أفاد أن الإتجار بالممتلكات الثقافية يحتل المراتب الأولى فى العالم من حيث الإيرادات، شأنه شأن الاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات. وتعتبر بعض المصادر أن الإيرادات السنوية الناتجة عن الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية تبلغ 6 مليارات دولار. بيان اليونسكو أكد أن الدول الأفريقية فقدت ما يصل إلى 95% من ممتلكاتها الثقافية التى تشهدها اليوم سوق التحف الفنية فى العالم، وذكر البيان أنه منذ 1975، تم اقتلاع، أو تشويه، أو تحطيم المئات من تماثيل بوذا فى معبد أنكور بكمبوديا. وتعتبر اليونسكو أن أعمال التخريب هذه تُرتكب مرة واحدة على الأقل كل يوم. وخلال الحرب التى شهدها العراق، سُرق نحو 15 ألف قطعة من المتحف الوطنى ببغداد. وتم استرداد نحو ألفى قطعة منها فى الولاياتالمتحدة، و250 فى سويسرا و100 فى إيطاليا. وفى مصر تعرضت الكثير من المواقع الأثرية المهمة للتخريب خلال الأحداث الأخيرة، لاسيما مقبرتين فى سقارة وأبوصير. وسُرق نحو 9 قطع من المتحف المصرى بالقاهرة، والتى أثير الجدل حولها. بعد ذلك، اقترحت اليونسكو أن يكون الحل فى مكافحة هذه التجارة غير المشروعة بالتعاون مع مؤسسات مختصة بالمزادات العلنية مثل ساوثبى، أو مع متاحف مثل متحف كى برانلى فى باريس، والمتحف الوطنى فى مالى.