الهيئة القبطية الإنجيلية تحتفل باليوبيل الماسي    الاقتصاد فى ملعب بلا جمهور!    حملة تموينية بالقليوبية تضبط مصنعًا غير مرخص للمواد الغذائية بالخانكة يحوز زيوتً    توقيع اتفاقية مصرية - إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة    كتائب القسام تعلن تسليم جثمان أسير إسرائيلي في التاسعة من مساء اليوم    استمرار محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان لليوم الثالث في ظل توترات حدودية    فيديو متداول ل«افتتاح ملعب بالعراق من إهداء الملك سلمان».. ما حقيقته؟    البطل فى مأزق.. الأزمات تحاصر ليفربول قبل مواجهة ريال مدريد النارية    فيفا يطرح مليون تذكرة جديدة لكأس العالم 2026    شاهد بالبث المباشر الأهلي السعودي اليوم.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي × الباطن بث مباشر دون "تشفير" | كأس خادم الحرمين الشريفين 2025-26    مدراء ومعلمون.. رابط وظائف المدارس المصرية الألمانية 2026/2027    القليوبية: ضبط 2800 لتر من زيوت السيارات مجهولة المصدر داخل مخزن غير مرخص بالخانكة    خبير أثري: المتحف الكبير يجمع بين الحضارة والترميم والتكنولوجيا    إقبال جماهيري كبير على ليالي مهرجان الموسيقى العربية 33 في الإمارات    بعد إعلان عرضه.. تفاصيل مشاركة مهرة مدحت بمسلسل "كارثة طبيعة" بطولة محمد سلام    المخرج سعد هنداوى يطالب بتكريم عادل إمام ببناء دار عرض تحمل اسمه    هل يضاعف حساب الذنوب حال ارتكاب معاصي بعد العمرة أو الحج؟.. فيديو    طب المناطق الحارة والجهاز الهضمي بجامعة أسيوط ينظم مؤتمره الرابع والعشرون الاربعاء    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان روما الاعتراف بدولة فلسطين (صور)    رئيس المركزي للمحاسبات يفتتح أعمال المجلس التنفيذي ال79 للإنتوساي بشرم الشيخ    الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة بتروجيت وسط تركيز عالٍ وتظلم رسمي ضد الكاف    انتخابات مجلس النواب 2025| 7 سيدات يواجهن 122 مرشحًا في قنا    إيهاب فهمى ووفاء مكى يقدمان واجب العزاء فى شقيق فريدة سيف النصر    مكتبة مصر العامة تحتفي بالتراث الفلبيني في احتفالية ومعرض فني بعنوان باجكيلالا – الاعتراف    ملك الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة ومستعدون لدعم الشرطة الفلسطينية    هل على العقارات المؤجَّرة زكاة؟.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح    النيابة تصرح بدفن جثمان طفل شبرا الخيمة بعد انتشاله من بلاعة    وفاة طفل أردني بعد لدغة "ذبابة الرمل السوداء"    بدء صرف معاشات نوفمبر الأسبوع القادم.. «التأمينات» تعلن الجدول الرسمي للمستفيدين    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    تأجيل محاكمة 89 متهما بقضية "خلية داعش مدينة نصر" لجلسة 11 يناير المقبل    محمد صلاح ضمن قائمة المرشحين لأفضل 11 لاعباً فى العالم من فيفبرو    مدير تعليم سوهاج يشارك في الاجتماع التنسيقي لتنفيذ مبادرة الأنيميا والتقزم    متي يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025؟    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    «فنانون ومبدعون».. ما هي الأبراج التي تتمتع بخيال واسع؟    جدول مواقيت الصلاة غدًا الثلاثاء 28 أكتوبر بمحافظات الصعيد    بث مباشر.. الفتح في ضيافة الرياض الليلة الساعة 5.35 في دوري روشن السعودي 2025    مشهد صادم على الطريق.. سائق ميكروباص يدخن "شيشة" وهو يقود في الإسكندرية    عاجل- إنهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل لأول مرة منذ 7 أكتوبر    رسمياً.. يوفنتوس يقيل تودور بعد أسوأ سلسلة نتائج منذ 2009    حين تصير شجرة الزيتون شاهدة على الحرب.. كيف استهدفت إسرائيل ذاكرة فلسطين الخضراء؟    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    أول صورة لضحية حادث تصادم سيارتين ملاكي وتريلا في قنا    مراسل القاهرة الإخبارية: الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ما زالت بالغة الصعوبة    رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة    «تعليم أسيوط» يعلن تلقى طلبات الراغبين في العمل بالحصة لمدة عشرة أيام    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    وزير العمل: إصدار القانون الجديد محطة فارقة في تحديث التشريعات الوطنية    4 أساسيات للانش بوكس المثالي للمدرسة.. لفطار رايق وصحي    شيخ الأزهر في القمة العالمية للسلام بروما: لا سلام بالشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية    هل ستتعرض القاهرة الكبري لأمطار خلال الساعات المقبلة ؟ الأرصاد تجيب    «الرقابة الصحية» تعقد الاجتماع الأول لإعداد معايير اعتماد مكاتب الصحة والحجر الصحي    أسعار اللحوم اليوم الاثنين في شمال سيناء    بعد قليل.. محاكمة المتهمين ومصور فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة كشف الزيف
الخبراء : دور محورى للإعلام الوطنى فى تفكيك خطاب الكراهية والكذب للجماعة الإرهابية

فى معركة لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية، يقف الإعلام الوطنى فى طليعة الصفوف لمواجهة ماكينة الأكاذيب والتزييف التى تقودها جماعة الإخوان الإرهابية، عبر منصات مشبوهة وحسابات مدفوعة، تستهدف زعزعة الثقة، وتزييف الوعي، والتشكيك فى مؤسسات الدولة.
منذ ثورة 30 يونيو وحتى اليوم، أدركت الدولة المصرية أن المعركة مع هذه الجماعة ليست فقط على الأرض، بل فى الفضاء الإلكترونى وعبر وسائل الإعلام، حيث سعت الجماعة عبر أذرعها الإعلامية، مثل «مكملين» و»الشرق» و»وطن»، إلى بث الشائعات، وصناعة الأزمات الوهمية، واستخدام التضليل العاطفى والمعلوماتى كوسيلة لتأليب الرأى العام.
ولعل أهم أساليب الجماعة فى الحرب الإعلامية هو استخدام الفيديوهات المفبركة والمتجزئة، ترويج نظريات المؤامرة واللعب على مشاعر الغضب الشعبي، وتوظيف شخصيات وهمية وصور قديمة لإثارة البلبلة، تقديم مواد إعلامية فى قالب ساخر لجذب الشباب.
دور محورى
وفى المقابل، لعب الإعلام الوطنى دورًا محوريًا فى تفكيك خطاب الكراهية والكذب، من خلال كشف وتفنيد الشائعات بالمصادر والمستندات، وأصبح الإعلام يعتمد على الرصد اللحظى لما تبثه قنوات الجماعة، وتفنيد تلك المزاعم بالصوت والصورة، مستندًا إلى بيانات رسمية ووثائق، وإبراز التناقضات داخل سرديات الجماعة نفسها.
وتحليل الرسائل المغرضة حيث برزت البرامج الحوارية والتحقيقات التلفزيونية كمنصات لتحليل ما وراء الخطاب الإخواني، وشرح أهدافه الخفية، ما ساعد المواطن البسيط على فهم أساليب الغزو المعلوماتى الذى يتعرض له.. وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعى فى الرد الموازي، حيث أطلقت العديد من المؤسسات الإعلامية صفحات متخصصة على فيسبوك وتويتر أو منصة إكس وإنستجرام، لتكون ردًا سريعًا ومباشرًا على حملات التشويه، وتصل إلى الجمهور المستهدف بلغة مبسطة وسريعة الانتشار.. بالإضافة لدعم الوعى الجمعى من خلال المحتوى التثقيفى بجانب الردود، سعى الإعلام إلى رفع وعى الجمهور بخطورة الشائعات، وأهمية التحقق، عبر حملات توعوية ومسلسلات درامية ووثائقيات كشفت الوجه الحقيقى للجماعة.
الإعلام الوطنى
وفى هذا الإطار تقول الدكتورة إيمان نعمان أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة « إن الإعلام الوطنى هو الركيزة الأساسية فى مواجهة أكاذيب الإخوان وشائعاتهم، وخط الدفاع الأول أمام حملات التشويه والفبركة الإخوانية، حيث إن الدور الأساسى للإعلام الوطنى هو السعى الدائم للقنوات والصحف والمنصات الرسمية إلى دحض الشائعات بمصادر رسمية وتقديم الحقائق من مصادرها الحكومية والميدانية وخاصة مع كل موجة من الأكاذيب التى تروج لها قنوات الإخوان فى الخارج، مستعينًا بالمهنية وتحليلات الخبراء وشهادات المواطنين، موضحة أن الاهتمام بوجود خبراء على درجة عالية من الوعى والخبرة فى طرح القضايا أمر فى غاية الضرورة وخاصة فى أوقات الأزمات التى يكون فيها المواطنون فى أمس الحاجة إلى النقاش الجاد والتفسير المنطقى والتحليل الوطنى للأحداث المحيطة، وهو ما يخطئ فى طرحه العديد من الإعلاميين هذه الفترة، الأمر الذى قد يعود بالسلب على استقرار الأوضاع .
مضيفة « الإعلام الوطنى هو حلقة الوصل بين الحكومة والشعب وبالتالى فلابد أن يقوم بدور تثقيفى فى توعية الرأى العام بخطورة تداول المعلومات غير الموثقة، وضرورة التحقق من مصادر الأخبار، خاصة فى ظل ما تشهده منصات التواصل الاجتماعى من انتشار كبير للمحتوى المُضلل.
وأشارت أستاذ الإعلام أن تعزيز الثقة بين المواطنين والدولة أمر فى غاية الأهمية من خلال تغطية القضايا الحياتية للمواطنين، وتسليط الضوء على جهود الدولة فى التنمية والبناء، ساهم الإعلام الوطنى فى سد الفراغ المعلوماتى الذى طالما استغلته الجماعة الإرهابية، فتقوية العلاقة بين المواطن ومؤسساته الرسمية تُعد من أنجع الوسائل لمواجهة حملات التشكيك الإخوانية.
هجوم شرس
ومن جانبه يرى الدكتور حسام النحاس أستاذ الإعلام بجامعة بنها « أن هناك هجومًا شرسًا من الجماعة الإرهابية على الدولة المصرية ومؤسساتها عن طريق سيل من الفبركة الإعلامية والأكاذيب عبر قنواتهم الإعلامية، وصفحات السوشيال ميديا، والصفحات التى يتم تمويلها واستخدامها من أجل ترويج هذه والأكاذيب، والملاحظ فى الهجوم الأخير أن المقصود بالاستهداف هو الجيش المصرى وخاصة فى ظل النجاحات التى يحققها الجيش المصرى فى الدفاع عن الأراضى المصرية، كما أن هناك هجومًا على وزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة وخاصة قطاع الأمن الوطني، كما أن هناك استغلالاً لبعض التداعيات والإشكاليات فى المنطقة وأهمها القضية الفلسطينية وقطاع غزة لشن هجوم على الدولة المصرية، علما بأن الدور المصرى ثابت وراسخ وهو الأكثر مساعدة، ولكن يتم اللعب على موضوع معبر رفح، والكل يعلم أن المعبر مفتوح من الجهة المصرية وأن الكيان الصهيونى من يمنع دخول المساعدات ورغم ذلك لا تكف مصر عن المحاولة لنقل المساعدات برًا وجوًا، هذا الأمر يخلق حالة من الكراهية والتآمر من جانب جماعة الإخوان الإرهابية والاستغلال لترويج الشائعات والأكاذيب، مؤكدًا على ضرورة وضح إستراتيجية متكاملة لمواجهة هذه الحرب لأنها حرب حقيقية مرتبطة بأجندة دولية، ولذلك فيجب استغلال كل القنوات والمنصات الإعلامية لنشر المعلومات الرسمية الصحيحة لكل المصريين، وثانيًا تكذيب كل الشائعات التى تقوم الجماعة الإرهابية بنشرها بالأدلة والوثائق.
مواجهة الفتن
وأشارت الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق إلى «أن دور الإعلام فى مواجهة شائعات القوى المعادية دور محورى وحاسم، للوقوف ضد محاولات زعزعة الاستقرار وبث الفتن داخل المجتمع.
وهذا الدور للإعلام يقتضى التحقق من المعلومات وكشف الأكاذيب، وتفنيد الشائعات التى تنشرها الجماعة بالاستناد إلى الأدلة والحقائق مع اللجوء إلى الخبراء والمصادر الموثوقة لتفنيد الأكاذيب بطريقة علمية ومنهجية،
وتوعية الرأى العام بخطورة الشائعات وتأثيرها على الأمن القومى وعدم تصديق كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعى.
ومن جانب آخر لابد للإعلام أن يعمل بقوة على تعزيز الانتماء الوطنى مما يُضعف تأثير الخطاب التحريضى .
مع أهمية إبراز جهود الدولة فى محاربة الإرهاب وتحقيق التنمية مما يعكس صورة إيجابية ترد على الشائعات.
الإعلام الرقمي
وأضافت أستاذ الإعلام « إن الإعلام الرقمى يلعب دورًا حاسمًا فى مواجهة أكاذيب الإخوان عبر قدرته الفائقة على سرعة كشف الشائعات والرد عليها فى اللحظة نفسها التى تنتشر فيها، مستفيدًا من منصاته المتنوعة على مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية الإلكترونية، حيث يتمكن من نشر الحقائق مدعومة بالصور والفيديوهات والوثائق الموثوقة التى تفند الادعاءات المغلوطة، كما يستخدم أدوات تحليل ورصد متطورة لكشف المحتوى المضلل وتتبع الحسابات الوهمية الممولة التى تروج لهذه الأكاذيب، وإطلاق حملات توعية رقمية عبر الهاشتاجات والفيديوهات القصيرة لرفع وعى الجمهور بخطورة تداول المعلومات غير الموثوقة، إضافة إلى فتح قنوات حوار مباشرة مع المتابعين لتوضيح الحقائق وتعزيز الثقة، وهو ما يجعل الإعلام الرقمى خط الدفاع الأول فى معركة الوعى وحماية المجتمع من التضليل.
حبر بطعم الدم كتب ومرجعيات شكلت رحلة الإخوان من الورق إلى الرصاص
إشارات تكفيرية ودعوة للعنف فى «ظلال القرآن ومعالم فى الطريق» لسيد قطب
لم تولد أفكار التطرف من فراغ، ولم يخرج الإرهاب إلى النور فجأة، بل سبقته سنوات طويلة من التلقين الفكرى والتأصيل العقائدى فى الظلام، كانت فيها الكتب والمراجع الفكرية بمثابة «معسكر إعداد ذهني» ينتج عقولا بدون تفكير، ترى فى المجتمع كفرًا، وفى الدولة جاهلية، وفى السلاح وسيلة وحيدة لإقامة ما تراه «حكم الله».
جماعة الإخوان المسلمين، التى تأسست عام 1928، لم تكن يومًا مجرد جماعة دعوية أو تيار إصلاحي، بل حملت فى بنيتها التنظيمية خطابًا مزدوجًا: علنى معتدل، وسرى متشدد. فى هذا المسار، لعبت الكتب الأيديولوجية دورًا خطيرًا، فقد صاغت وعى الأعضاء، وغرست فيهم مفاهيم الحاكمية والتكفير والجهاد والخلافة، وجعلت العنف خيارًا شرعيًا.
فى هذا التحقيق، نرصد أبرز كتب الدم والتطرف التى شكّلت عقل الجماعة، وصنعت المبررات النظرية لمراحل من العنف السياسى والاجتماعي، وخرجت من تحت عباءتها تنظيمات أكثر تشددًا مثل «الجهاد» و»القاعدة» و»داعش»
البداية مع كتاب «فى ظلال القرآن» لسيد قطب ، وهو من أكثر الكتب تأثيرًا فى فكر جماعة الإخوان، خاصة جناحها المتشدد، وعلى الرغم من عنوانه الذى يوحى بالتأمل القرآنى الروحي، فإن النسخة التى كتبها قطب داخل السجن قبيل إعدامه عام 1966 كانت مليئة بإشارات تكفيرية، تتحدث عن «الجاهلية الحديثة» وتحكم على المجتمعات الإسلامية بأنها خرجت من الإسلام.
فى هذا العمل، لم يفسر قطب القرآن بقدر ما أعاد تأويله سياسيًا، ليبرر الصراع مع الدولة، ويشرعن فكرة «العزلة الشعورية» عن المجتمع، وقد كان هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا لجيل كامل من الجهاديين، من بينهم أيمن الظواهرى وأسامة بن لادن، الذين رأوا فيه بيانًا للعداء المطلق مع «الأنظمة الطاغوتية».
«معالم فى الطريق»
يعتبر كتاب «معالم فى الطريق» بمثابة البيان الرسمى لانطلاق الجهاد المسلح فى الفكر القطبي. فى هذا الكتاب، لخّص سيد قطب فكره الثورى بصورة حاسمة، مؤكدًا أن المجتمعات المعاصرة كافرة، وأن الحل ليس فى الإصلاح أو الدعوة، بل فى تحطيم الجاهلية وإقامة مجتمع إسلامى جديد بالقوة.
الكتاب يُقدّم مفهوما متكاملا عن «الطليعة المؤمنة» التى يجب أن تتصدى للجاهلية، وهو المفهوم الذى تبنته لاحقًا الحركات الجهادية، فصار هذا الكتاب بمثابة «مانيفستو» للعنف الثورى المسلح.
«الفريضة الغائبة»
ألف محمد عبد السلام فرج كتابه الشهير «الفريضة الغائبة» قبيل اغتيال الرئيس المصرى أنور السادات، واعتُبر هذا الكتاب المرجعية الفقهية للعملية التى هزّت مصر والعالم العربي، فى هذا النص القصير، يعيد فرج تعريف الجهاد باعتباره «الفريضة المنسية» التى يجب استعادتها بالدم، لا بالكلام.
الكتاب لا يرى فى الحكام المسلمين المعاصرين سوى مرتدين، ويؤكد أن قتلهم واجب، كما يرى أن الجهاد الداخلى أولى من الجهاد الخارجي، ما جعله مرجعًا خطيرًا فى مسار الشرعنة الكاملة للعنف ضد الدولة.
«الجامع فى طلب العلم الشريف»
رغم أنه لم يكن من الإخوان رسميًا، فإن الشيخ عمر عبد الرحمن كان أحد أهم المؤثرين فى الجناح الجهادى داخل الجماعة، كتابه «الجامع فى طلب العلم الشريف»، إلى جانب فتاواه الشفوية، شكّل غطاء شرعيًا لعمليات إرهابية كبرى، منها اغتيال السادات، وتفجيرات نيويورك فى التسعينيات.
الشيخ عمر عبد الرحمن لم يكتف بالتنظير، بل أصدر فتاوى صريحة تبيح قتل المدنيين، واستهداف السياح، وتكفير المجتمع، وقد تأثر به أيمن الظواهرى وغيره من قادة الجهاد العالمي، فيما روّجت أفكاره داخل السجون التى كان فيها الإخوان يتقاطعون مع الجهاديين فكريًا.
«حكم العمل فى الأنظمة الوضعية»
الدكتور سيد إمام الشريف، المعروف بلقبه «عبد القادر عبد العزيز»، كتب هذا الكتاب ليؤصل فيه تحريم الانخراط فى أى نظام سياسى أو قانونى لا يقوم على الشريعة، رأى أن كل من يشارك فى برلمان أو حزب أو مؤسسة حكومية مرتد يجب التبرؤ منه.
وقد لعب هذا الكتاب دورًا خطيرًا فى تفريخ جماعات صغيرة داخل السجون والمجتمع، تتبنى العزلة الكاملة، وترى فى المجتمع جاهلية لا يجوز الانخراط فيها، ورغم تراجع مؤلفه لاحقًا، إلا أن الكتاب ظل مرجعًا داخل التيارات الأكثر تطرفًا، وبعض أجنحة الإخوان السلفية.
«إدارة التوحش»
كتاب «إدارة التوحش» المنسوب لأبو بكر الناجي، يُعد وثيقة تأسيسية لتنظيم داعش، يرسم خطة استراتيجية لتفكيك الدول، وإدارة المناطق المنهارة عبر القوة والبطش. يدعو إلى نشر الرعب، واستغلال الفوضى، وتأسيس دولة الخلافة بالسيف.. ورغم أن الكتاب ظهر بعد صعود القاعدة وداعش، إلا أنه يمثل تطورًا مباشرًا لأفكار قطب وفرج، ويكشف كيف يمكن أن تتحول النصوص النظرية إلى أدوات حركية تؤسس للدمار، وقد وُجدت نسخ منه فى أماكن كانت تحت سيطرة مسلحين لهم صلات تنظيمية بالإخوان فى سيناء وليبيا.
«التكفير والهجرة»
شكرى مصطفى، مؤسس جماعة التكفير والهجرة، لم يترك تراثًا مكتوبًا كبيرًا، لكن أفكاره نُقلت شفويًا ودوّنت لاحقًا، وكان جوهرها أن المجتمع كله كافر، بما فيه الأهل والأقارب، وأن المسلم الحق يجب أن يعتزل هذا المجتمع الفاسد، وربما يقاتله.
هذه الأفكار التى تجسدت فى اغتيال الشيخ محمد حسين الذهبي، وجدت صدى داخل بعض الدوائر المغلقة من الإخوان، خاصة فى لحظات الانعزال بعد الملاحقات الأمنية، ما جعل بعض الخلايا التنظيمية تتبنى سلوكًا قريبًا من التكفير العملى دون إعلان.
«الولاء والبراء»
كتاب محمد بن سعيد القحطانى حول «الولاء والبراء» استخدمته التيارات التكفيرية كمفتاح لتكفير المجتمعات والحكومات والأفراد، استنادًا إلى مفهوم «المولاة للكفار»، ووجد هذا الفكر طريقه إلى أذهان بعض أبناء الإخوان، الذين تم تهيئتهم نفسيًا لرفض الآخر، وتكفير المخالف، تمهيدًا لمواجهته.
الشيخ السعودى ناصر الفهد كتب كتابه «الكواشف الجلية فى كفر الدولة السعودية» لتكفير الأنظمة السياسية المعاصرة، لم يقف عند السعودية فقط، بل وسّع دائرته لتشمل كل الدول التى لا تطبق الشريعة، وحرّم المشاركة السياسية بجميع صورها.
الكتاب روّج له كثير من أنصار الإخوان فى المهجر بعد سقوط الجماعة فى مصر، وتم استخدامه لإعادة تفسير مفهوم «الشرعية» باعتبارها فقط لله، لا للشعب أو الدستور، ما فتح الباب أمام موجة جديدة من التكفير السياسى المتطرف.
العمدة فى إعداد العدة
عبد الله عزام، الأب الروحى للقاعدة، ألّف كتاب «العمدة فى إعداد العدة» لتدريب الشباب على الجهاد العملي، لا النظرى فقط. الكتاب يُمهد للالتحاق بمعسكرات القتال، ويُشجع على ترك الدنيا والالتحاق بساحات «الرباط».
رغم أن الإخوان ينفون علاقتهم المباشرة بعزام، فإن الوثائق تشير إلى تعاون غير مباشر فى بدايات الجهاد الأفغاني، وكان الكتاب يُتداول فى بعض الأوساط الإخوانية، خاصة فى معسكرات الخارج.
«فقه الجهاد»
رغم الصورة المعتدلة التى يحاول بعض رموز الإخوان تصديرها، فإن كتاب «فقه الجهاد» ليوسف القرضاوى قدم تبريرات غير مباشرة لاستخدام القوة فى مواجهة الأنظمة، وميّز بين الجهاد «المشروع» و»الاضطراري»، ما جعل الباب مواربًا أمام الاستخدام السياسى للدين.
وقد استُخدم هذا الكتاب بعد 2013 من قبل بعض أتباع الإخوان فى الخارج لتبرير المواجهة المسلحة تحت شعار «رد الظلم»، مما أعاد تدوير مفاهيم قطب وفرج بصورة «فقهية معاصرة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.