أكدت دار الإفتاء المصرية أن التعلق بأستار الكعبة من جانب زوار بيت الله الحرام" جائز" شرعا، وذلك ردا على طلب فتوى بمدى جواز ذلك فى الوقت الذى يقول البعض إنه بدعة. وقالت الدار فى الفتوى التى أعدها قسم الأبحاث الشرعية، وصدرت مساء الخميس، إن التعلق بأستار الكعبة أو مس البيت والدعاء، كل ذلك من الأمور العادية باعتبار ما تحمله من معانى التبرك والإجلال والتعظيم، ولا ينبغى أن يترتب على هذا الحكم التفصيلى فوضى فى التعامل مع الكعبة، مما يعد إساءة واستهانة بذلك البيت المقدس.. كما أنه يجوز للقائمين على أمر المسجد الحرام تنظيم ذلك الأمر، وإن وصل إلى منعه خشية على كسوة الكعبة من التمزيق، وحسمًا لتلك الفوضى، ولكن لا يكون منع ذلك بادِعاء حرمة نفس الفعل أو كونه شركًا. واستعانت الدار فى فتواها بما ذكره الإمام الغزالى فى قوله "التعلق بأستار الكعبة والالتصاق بالْمُلْتَزَمِ، فلتكن نيتك فى الالتزام طلب القرب حبًّا وشوقًا للبيت ولرب البيت، وتبركًا بالمماسة، ورجاء للتحَصُّن عن النار فى كل جزء من بدنك لا فى البيت، ولتكن نيتك فى التعلق بالستر الإلحاح فى طلب المغفرة وسؤال الأمان، كالمذنب المتعلق بثياب من أذنب إليه المتضرع إليه فى عفوه عنه، المظهر له أنه لا ملجأ له منه إلا إليه ولا مفزع له إلا كرمه وعفوه وأنه لا يفارق ذيله إلا بالعفو وبذل الأمن فى المستقبل" وأضافت الدار: العرب كانوا قبل الإسلام إذا أراد أحد منهم أن يُؤَمِّن نفسه دخل الكعبة وتعلَّق بأستارها، ومما يروى فى هذا: لما كان يوم فتح مكة أَمَّنَ النبى عليه السلام الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبى جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبى سرح"، مضيفة ان بعض الفقهاء قد ذكرو فى حكم التشبث بالكعبة، بأنه مندوب وهو من آداب الزيارة".