يقف فتحى عبد الوهاب فى المسافة الفاصلة بين الإبداع والجنون، لكنه اكتفى بموقعه كنجم كبير يمثل شهادة نجاح لأى عمل يشارك فيه، لتكتشف من موقع المشاهد أنه يمنح شعورًا بالاطمئنان على جودة ما ستراه، فهو ممثل قدير وعميق الأثر يمتلك تلابيب الشخصيات التى يمكن (...)
الحب هو الشعور الأكثر مرواغة فى تاريخ البشر: يأتى ويذهب، يشتعل ويخبو دون سبب واضح، لكن سارة درويش لا تريد الاعتراف صراحة بذلك فى روايتها الأخيرة "باب أخضر للهاوية " قبل أن يعترف القارىء بهذه الخسائر الهائلة التى يسببها فى النفس البشرية أولًا، ولأننى (...)
في القرية هناك دائمًا فقرٌ حاضر وحزنٌ ينتظر، حيث يخفى الجميع ميراثًا ثقيلًا من المآسى وراء فخر زائف بالمواريث من الأرض والصراعات، وحدها الروايات استطاعت التعبير عن هذا المزيج المؤلم من الزغاريد والجنازات في قوالب أدبية تختلط بها الأساطير مع السير (...)
في مصر يوجد نوعان من الخدمة: مجانية ومميزة.. ولا أنصحك بالاطمئنان لكليهما لأنه في الغالب ستكون "الفهلوة" هي آخر من يترك هذه الأرض، فمنذ سنوات عرفنا فى مصر خدمات النقل التشاركي المميزة والفارهة، وهو استثمار حديث يعتمد بشكل أساسى على التكنولوجيا (...)
عشرون عامًا مرت على الغزو الأمريكى للعراق، ولا شىء يقال بعد سنوات من الحسرة والهدم ومحاولات العودة للحياة، فقد زرتها قبل شهور ووقفت على نهر دجلة بماءه المنحسر فتذكرت قول الجواهرى شاعرها الأكبر: "يا دجلةَ الخيرِ قد هانت مطامحُنا..حتى لأدنى طِماحِ (...)
ينصحنا السير مجدى يعقوب أن نقلل من التوتر ونتمسك بالسعادة لنحافظ على صحة قلوبنا، وهى نصيحة ذهبية قد لا يفهمها أولئك الذين يحاولون التمسك بالحياة أولًا بصرف النظر عن مكانها فى الجسد، لكن لا جدال أنه رجل نادر وإنسان فريد وطبيب عبقرى يعرف كيف يغلق (...)
بنظرة أخرى، قد لا تبدو نهاية العالم خبرًا سيئًا في حد ذاته، دعونا نحمد الله على نعمة الأمس واليوم وغدٍ، ولا ننشغل كثيرًا بوتيرة الكوارث في العالم التي أصبحت أسرع مما قد تستوعبه قريحة الشعراء وذاكرة المؤرخين، فهى قصة قديمة متسارعة لأجيال كاملة وجدت (...)
يتعاطف مع محمد الشناوي حارس مرمى النادى الأهلى، هؤلاء الذين يعرفون معنى أن تكون آخر من يعلم وأول من يُحاسب، والفوز لا يحترم الأمانى حتى لو كان الفريق يمتلك شخصية البطل، ليس فى الرياضة فقط، فكثير من المواقع تفرض على شخص واحد مسئولية فريق كامل ليجد (...)
يمتلك وائل السمرى روحًا متعلقة بكل ما هو مصرى من خربشات الجدران والنقوش العتيقة وقصاصات الورق وحتى فى رؤيته للخير والجمال، أعرفه منذ 15 عامًا جامحًا فى كل شىء، هائمًا فى شوارع المحروسة يفتش عن الكنوز فى كومة ورق أو محل عتيق أو حديث شيق مع أحد (...)
حكم الرفيق ماو الصين أكثر من 25 عامًا مزدحمة بأكثر مما تحتمله كتب التاريخ، وفى النهاية ترك إمبراطورية تزلزل الأرض وتغزو الفضاء وتترك القوى العظمى غارقة في غرورها بأن درس هيروشيما لم يترك أنيابًا تنمو مرة أخرى لنمور آسيا، ولم تكد أمريكا تستفق من دهشة (...)
مات حسين الحلاج، وأحرقت جثته بمنتهى القسوة فى مارس، رغم أن الأفلاك تقول أنه شهر الحالمين والمتسامحين والمانحين، لكننا نحب الرجل الذى علمنا أن "الناس موتى وأهل الحب أحياء"، ونحب مارس أيضًا لأنه يأتى بلمسة شاعرية من يوم المرأة وعيد الأم وبقية (...)
فى مصر، نحمل لأولياء الله الصالحين حبًا خاصًا وخالصًا، يتجاوز فكرة "الدروشة" بسطحيتها وعبثها، نحن فى الحقيقة نبحث بين ثنايا الروحانيات عن إجابة تخفف قليلًا قسوة الواقع المادى، ونطارد شجنًا نشعر به فى لطف الله عندما تنقطع بنا السبل، ونعتبر هذه الصلة (...)
لم نعرف بعد كيف يمكننا الحكم بدقة على النظام التعليمى الحالى، فى البداية رأيناه طموحًا وثوريًا يحطم كل العادات البالية والتيبس الذى أصاب شرايين التعليم بفعل الروتين والتضخم السكانى وأمور أخرى، لماذا إذن نحن قلقون بعدما انتصر صوت العقل فى معركة (...)
فى منتصف الطريق للمستقبل، تراودنا المخاوف من استمرار الأزمة الأوكرانية، بين شخص فى طرف العالم ينتظر سفينة الحبوب، ومتأنق فى وول ستريت يطارد التضخم ويتحسس هيبة بلاده فى شرق أوروبا، ومع الوقت سيتعودان صوت المدافع لكن تبقى الجروح التى لا تندمل عالقة فى (...)
على خريطة مصر تسجل المنيا خطًا أقرب للاستقامة كعمود فقرى لم ينحنى أمام ظروف الزمان وتقلب أحوال الجيولوجيا؛ نخلة سامقة أصلها فى أسيوط العنيدة وفرعها فى بنى سويف المتسامحة، وثلاثتهم بوابة لجنوب أسمر اللون وطيب القلب، هذا هو الصعيد الذى أصبحنا نرى (...)
لو دققت النظر ستدرك أن كل مجتمع فى مصر اخترع نوعًا يناسبه من الغناء بفطرة حادة الذكاء، عرفت أن خصوصية الشجن والحب والخيانة تختلف حسب ظروف الزمان والمكان وتقاليدهما، وفى مسافة متفردة يجلس "أحمد عطا الله" ليجعل للذكريات طعمًا وقيمة بعبقريته فى برنامج (...)
يحق للسادة المحترمين فى "أوبر" أن يغضبوا مما قد يعتبره البعض تقصيرًا فى الخدمة، لكن ما يستحقه المستخدمون من حماية وشفافية أهم من مشاعر مسئولى التسويق بالشركة، ومع اعترافنا بأنها استثمار جاد يفتح بيوت الكثير من الناس ودعمته الحكومة ببيئة تشريعية (...)
التاريخ يخشى أولئك الذين لا ينسون الهزائم الصغيرة فى قصص الانتصار الكبير، ويمكن اعتبار "سعيد الشحات" -متعه الله بالصحة- واحدا من القلائل الذين يطاردون تلك التفاصيل؛ يروى الأستاذ فى كتابه الممتع "مذكرات محمد رشدى" لحظات صعبة عايشها الفنان الراحل فى (...)
فى عام 1998 كنا منشغلين بألبوم "ولا دمعة" لخالد عجاج و"دار الزمان" لحمادة هلال وقنبلة "الحب الحقيقى" لمحمد فؤاد، ولم نعرف أن مولودًا جديدًا فى الإسكندرية اسمه "أحمد على" سيكون بعد عقدين من الزمن رمزًا لثورة جديدة فى الموسيقى، لندرك معه أننا تقدمنا (...)
من أجمل ما قيل في الغرام خلال القرن الماضى هو النداء الشعبى الشهير الذى غنته الجميلة شادية "قولوا لعين الشمس ما تحماشى، أحسن حبيب القلب صابح ماشى".. ولا نعرف لمصر رفيقين أكثر قربًا من الشمس والنيل، ومنهما أخذ أبناؤها الصبر وسمار اللون والطيبة، ولو (...)
قبل أن ينقضى العام، تمتد قائمة من يستحقون الشكر لأكثر مما تحتمله هذه المساحة، لكن لا بأس باختيار بعض الشخصيات الأكثر تأثيرًا – من وجهة نظرى المتواضعة – ولنبدأ بملحمة "رابعة ابتدائى"، وأتصور ان البطل الحقيقى فيها هن "أمهات" صابرات ومحتسبات يقضين (...)
كل ما يقترن باسم "القاهرة" جميل.. كنا صغارًا وكبرنا على نداء "هنا القاهرة"، بينما ننتظر كل أسبوع وعد صدور جريدة "القاهرة" لنقترب من اشتباكات المثقفين، وبالمرة نكسب كتابًا مجانيًا يتوزع مع الجريدة، وعلى نفس النهج جاءت قناة "القاهرة الإخبارية" التي (...)
عندما لا تأتمن أحدًا على أموالك فهذا يعنى أحد الاحتمالين: الأول أنك مفلس مثل العبد لله، والثانى أنك ذكى وتعرف جيدًا الفرق بين الطمع وأصول التجارة، ولخصت عبقرية المصريين العلاقة بين المفلسين ومحترفى النصب بأمثال شعبية بليغة عن "الطمعنجى اللى بنى له (...)
يخبرنا التاريخ أن الإمبراطوريات العاتية قامت على الدم والعرق وآلام الآخرين، هكذا اجتاح المغول نصف العالم، وهكذا فعلت قبائل الأوغوز فى تركيا، وحتى الآباء المؤسسين للحلم الأمريكى، والحكمة تقول أن الرجال المنعمون يصنعون أوقاتًا صعبة، والمكافحون يتركون (...)
كنت على وشك التصفيق إعجابًا لهذا الفريق الطبى الذى نجح استخراج هاتف محمول من بطن شاب دون جراحة، ثم تذكرت فجأة السؤال الأهم: كيف وصل الموبايل لبطن الشاب واستقر فيه أكثر من شهرين؟..لكن فى مصر كما فى العلم، نرى كل يوم ما يتجاوز حدود العقل والمعقول، مع (...)