الفقه الإسلامى له فقهاؤه.. وعلماؤه.. والمتبحرون بين جنباته .. والمتصوفون فى محرابه.. وأنا لست منهم!! .. الفكر الإسلامى له مجاهدوه .. ورافعو شعلته.. وحاملو راياته.. وأنا أجتهد أن أكون تلميذا فى دهاليزه !! ولكن أن يطالعنا الكاتب الأستاذ حامد عبد الصمد بمقال "أنا مسلم.. إذن أنا زعلان".. مستخدما منهجا توارى وتكفن وقرأنا عليه الفاتحة من زمن.. منهج المنبهرين والمأخوذين بكل ما يمت للغرب من قريب أو بعيد .. فهذا لا يعقل فى زمن تحول فيه العالم لقرية صغيرة. ورغم ذلك.. تعظيم سلام وتحية لمن يحب.. ويكبر.. ويدمن من مثقفينا "يوتوبيا" الغرب.. بداية من تبجيل تجاربهم الديمقراطية.. مرورا بتقدمهم الاقتصادى.. وصولا لهيمنتهم التكنولوجية.. ولكن ما نرفضه ونمتعض منه.. اتباع عملية غسل العقول وتزييف الحقائق.. وإيهام المسلمين بأنهم قوم نكديين وأجلاف.. لا ينتقون الألفاظ إذا اعترضوا أو شجبوا.. فيؤثرون بصورة عكسية على مشاعر الغرب الرقيقة التى ترتوى ليل نهار بخيراتهم ودماء أبنائهم .. ومن باب أولى أن يعذروا الغرب على كرههم ومطاردة أقلياتهم المسلمة فى بلادهم ليل نهار. أدركت فى مقال كاتبنا تصوير وتجسيد.. أن هذا "الغرب" جنس راق يجب التبرك بهم وبأجنحتهم الملائكية.. جنس لا يفكر فى إيذاء المسلمين وزيادة فى التأكيد هم لا يتذكرون وجودهم فى الحياة من الأصل.. رغم أن التحليلات والدراسات الغربية وصلت إلى نتيجة.. أن شجب.. وإنكار.. وامتعاض المسلمين لاستشهاد مروة أو غيرها.. والرسومات الدنمركية المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، .. أو حتى التطاول المهين على السيد المسيح.. أو حتى قتلهم وإخوانهم المسحيين فى خندق فلسطين.. لا يقدم ولا يؤخر فى كره وتشويه صورتهم. فالغرب أعلنوها صراحة أن المسلمين أصبحوا عدوهم الأول.. أعلنوها وغنوها بجميع اللغات عقب سقوط المد الشيوعى.. بعد أن تأكدوا وعقدوا العزم على ضرورة التخلص من أصدقائهم من الفصائل الإسلامية العنيفة وتنظيمات أسامة بن لادن، التى أطعموها وحقنوها بمختلف أنواع الفيتامينات حتى " سمنت" و" ربربت".. وانقلب أصدقاء الأمس على بعضهم البعض.. وتحولت صداقاتهم الحميمة والأخوة المصطنعة إلى صواريخ مخبأة داخل الملابس وعداوات مستفحلة ومواجهات دامية وعنيفة. وللإنصاف ليس المقصود بالعداوة للإسلام كدين ورسالة سماوية سمحة.. وإنما الجماعات المتطرفة التى دربوها وأنفقوا عليها مليارات الدولارات، لترفع فى وجوه الدول الإسلامية المعتدلة شعار الدعوة للإطاحة بالأنظمة لصالح حليفها الغرب.. والآن يتقاتلون ويتذابحون بعد أن انتهت مهمتها فى مواجهة الخطر السوفيتى.. بعد انهيار التحالف وكشف المستور والعيوب والمثالب.. غدت هذه الحركات والفصائل فى عين الغرب قوى متطرفة وإرهابية.. أقاموا لها حفلات الزار فى الإعلام الغربى.. وسارعت قياداته الصهيونية بدق الأسافين ورسم الصورة الشيطانية لكل ما هو مسلم.. وحينما نضجت الثمار وحان جنيها.. طوروها ومدوها لتغطى كل ما هو شرقى منحوت على جباههم الملامح الشرقية وتتلوى ألسنتهم باللكنات الغريبة عنهم.. فتاهت الخطوط وانمحت الديانات بين المسلم والمسيحى وأصبح الفيصل "باسبورت" الدول الشيطانية كما يطلقون عليها. لا يمكن حرمان المسلمين من التألم والإحساس بالوجع.. حينما تراق دماؤهم أو تنتهك عقائدهم.. فى حين يحظر عليهم تعدى الخطوط الحمراء مع الساميين أو الغرب.. لأنه وقتها لن يشجبوا أو يستنكروا.. بل ستدق الرؤوس بالقنابل المحرمة وتراق الدماء عند عتباتهم .. وأخيرا لن تنتهى تلك الإشكالية بين الغرب والشرق إلا بعد بزوغ عدو أيدلوجى جديد.. يثير فيهم الخوف المتعمق بداخلهم.. فتعود الكرة مرة أخرى ويصبح أعداء اليوم أصدقاء الغد ..فرحمة بنا