سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الآثار فى مقال ب"واشنطن بوست": أدعو الولايات المتحدة لدعم جهود مصر فى مكافحة عمليات النهب المنظمة للآثار والمتاحف المصرية.. "إبراهيم": خسائرنا المحتملة لا تزال مذهلة
حث الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة للآثار، الولاياتالمتحدة لدعم الجهود المصرية فى مكافحة عمليات النهب المنظمة التى تستهدف الآثار والمتاحف المصرية، وقال إنه مع الكثير من تاريخنا الذى لا يزال ينتظر اكتشافه، فإن الخسائر المحتملة لا تزال مذهلة. وأشار "إبراهيم"، فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم السبت، إلى أن سرقة الآثار هى واحدة من أعلى الجرائم فى العالم، يسبقها الاتجار فى البشر والأسلحة والمخدرات، ومع ذلك فنادرا ما يتم الصدى لها، لافتا إلى أن الآثار المصرية تغرق الأسواق الدولية، وعلى سبيل المثال ضم مزاد "دار كريستيز" فى لندن ونيويورك عدة قطع من مصر. ولحسن الحظ استجاب القائمون على المزاد للاتصالات المصرية وسحبوا تلك القطع التى سرقت من مقبرة الملك أمنحتب الثالث، التى اكتشفت عام 2000 فى الأقصر، والتى كان من بينها تمثال من الحجر الصابونى يعود للفترة ما بين 1793 – 1976 قبل الميلاد. وعلى الرغم من محاولات ناجحة فى منع تكرار هذا الأمر، فلقد ألغى اثنان من بيوت المزادات فى القدس بيع 126 قطعة آثار مصرية بعد اتصال المسئولين المصريين بهم، يتابع الوزير، فإن المد يتدفق فى الاتجاه الآخر. فلقد رفضت بيوت مزادات أخرى التعاون مع طلبات إلغاء بيع آثار مصرية لديهم. وأكد وزير الآثار أن مصر ستواصل اتخاذ موقف قوى حيال عمليات نهب وسرقة الآثار المصرية، مشيرا إلى تلك الأيام التى وقف فيها المصريون، رجالا ونساء مسلمين وأقباط شبابا وكبارا، مشكلين درعا بشريا لحماية المتحف المصرى خلال ثورة يناير 2011. لكن على الرغم من الجهود الحكومية، فإن أكثر من 50 قطعة، بما فيها بعض القطع الخاصة بمقبرة الملك توت عنخ أمون، لا تزال مفقودة. وتحدث "إبراهيم" عن هجوم 14 أغسطس على المتحف الوطنى فى ملوى بالمنيا، حيث تمت سرقة أكثر من 1000 قطعة أثرية، وتماثيل تعود إلى أكثر من 3500 سنة، ومجوهرات من زمن الفراعنة القدماء، وعملات ذهبية تعود للعصر اليونانى الرومانى، وقال "عندما حاولت قوات الأمن منع عمليات النهب، أشعل المجرمون النيران فى بعض هذه الآثار التى لم يستطيعوا أخذها، بما فى ذلك المومياوات". وخلص "إبراهيم" إلى القول بأن المصريين يخاطرون كل يوم بحياتهم لمنع عصابات منظمة من سرقة تراثهم. كما أن مصر ليس البلد الوحيد الذى يتعرض لعمليات نهب الآثار، فالعراق وسوريا وليبيا وبيرو وجواتيمالا يعانون من اعتداءات مماثلة على تراثهم. ووقف هذه الجرائم على حضارات البشرية يتطلب جهدا عالميا منسقا. وقال "إبراهيم": "إنه واجب مشترك، فى مصر والعالم كله، أن ندافع عن تراثنا. يجب على المؤسسات الدولية والحكومات وأصحاب الأعمال وعلماء الآثار وغيرهم من الخبراء أن يسعوا لاستكشاف كيفية مساعدة البلدان لحماية كنوزهم"، معربًا عن تقديره لجهود جماعات مثل التحالف الدولى لحماية الآثار المصرية، ولكنه طالب بما هو أكثر بكثير، إذ ليس هناك المزيد من الوقت لتضييعه.