الصلح خير،خاصة بين الزوجين، فلا يوجد منزل يخلو من المشاكل؛ ولكن ذكاء الأزواج ألا يجعلوا الأمر يستمر والخلافات تعكر عليهم صفو حياتهم، ولأن حل المشكلات وعلاج الخلافات الزوجية ليست مسئولية الزوجة وحدها، ففى الآونة الأخيرة شهد المجتمع المصرى ظاهرة جديدة عليه، تستدعى الاستغراب والتقدير فى ذات الوقت، حيث أقدم بعض الرجال على خطوة فى غاية الجمال وتعبر بصدق عن الود الذى يجب أن يكون بين الزوجين، فقد أقدم بعضهم على الاعتذار لشريكة حياته بطريقة مبتكرة وفيها شىء من الغرابة، حيث قام بكتابة لافتة قدمها على الملأ لزوجته كتب فيها كلمات رقيقة جميلة يعتذر فيها للزوجة عما أغضبها منه، وأنه لن يعود لذلك مستقبلا، ووجدت هذه الطريقة فى الاعتذار تجاوبا لدى الأزواج فى الأردن فقام أحدهم بتصرف مماثل يدل على أن الحياة الزوجية شركة لا بد أن يعمل الطرفان على إنجاحها. وتجويدا فى نمط الاعتذار قام أحد الأزواج بإحضار فرقة موسيقية لتعزف أشجى الأغانى الرومانسية، ودعا وسائل الإعلام لتكون شاهدة على الصلح، ولأن الأمر لافت وإن كان يستحق كل تقدير واحترام "فالرجوع إلى الحق فضيلة"، ولأن الأزواج يمثلون كيانا واحدا فيجب العمل على إزالة أى أسباب للخلاف بمنتهى السرعة وبأسلوب لطيف. ويشير الدكتور محمد المهدى رئيس قسم الطب النفسى بكلية الطب بدمياط جامعة الأزهر إلى أننا شعوب شرقية نفتقد إلى معنى ثقافة الاعتذار، فالرجل فى مجتمعنا تربى على أنه كائن لا يخطئ، وبالتالى فإنه فوق أى معنى للاعتذار، ولكن هذا المفهوم مخالف للأعراف والأديان، فالأزواج بشر، حق على كل منهما أن يخطىء ويرى الأمور على غير حقيقتها فى بعض الأوقات، والاعتذار ليس فيه أى تقليل من شأن المعتذر، بل على العكس فيه رفعة من شانه ما دام أنه التزم الطرف المعتذر بمهارات الاعتذار، فلابد أن يعلم المعتذر بداية أن هذا الأمر لا يفعله إلا الإنسان كريم الأخلاق ولديه رصيد من العزة والكرامة، ويعلم متى وكيف يكون الاعتذار، وأنسب الأوقات الذى يكون الطرف الآخر مؤهلا فيه لقبول الاعتذار والمعانى والألفاظ التى تذيب الخلاف القائم، وكما هو واجب الاستعانة بأحلى الكلمات المعبرة عن الحب واحترام شريك الحياة، فيمكن أيضا الاستعانة بصحبة وردة حلوة أو مراسل لطيف كأحد الأبناء يمكن استخدامه "لجس النبض" بأن الوقت مناسب للحديث. وينبه الدكتور المهدى إلى أن بيوتنا المصرية مفتقدة إلى إظهار الحب بين الزوجين وإلى أى تعبير يشير إلى ذلك، وكأن ذلك من المناطق المحرمة، وفى ظل الضغوط النفسية التى يمر بها الأزواج لابد من إحياء تلك الثقافة التى نحن فى غاية الاحتياج إليها "ثقافة الحب والود" بين الزوجين دون ثالث، مهما كانت قرابة وتأثير هذا الثالث مثل أم الزوجة أو أم الزوج؛ لأن قوة العلاقة بين الزوجين تعطى حقا مكتسبا لكلا الطرفين أن يعرف كل منهما عن الآخر كل شىء، ولكن عليهما أن يأخذا الأمور بعقلانية، وكذلك من الأهمية ألا يتركا أن يتدخل أحد فى شئون تلك الأسرة الصغيرة، أى أحد مهما كان يحبهما أو قريبا منهما.