أكد مصدر أمنى بالقاهرة أن وفدا أمنيا مصريا رفيع المستوى وصل إلى العاصمة السورية دمشق، فى زيارة تستغرق يومين للقاء المسئولين السوريين والفصائل الفلسطينية لبحث الحوار الفلسطينى والتهدئة. وفى هذا الإطار أوضحت مصادر فلسطينية أن الزيارة تهدف إلى بحث تذليل الصعوبات والعقبات التى يواجهها الحوار الوطنى الفلسطينى برعاية القاهرة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق فى الجولة المقبلة، والمقرر عقدها فى 25 من شهر يوليو الجارى، ويأتى هذا بعد انتهاء الجولة السادسة من الحوار الوطنى الفلسطينى دون التوصل لاتفاق فى 4 ملفات وهى: المعتقلون، والقوى الأمنية المشتركة فى قطاع غزة، والانتخابات الفلسطينية المقبلة، واللجنة الفصائلية المشتركة. وفى الوقت نفسه استمرت حركتا فتح وحماس فى تبادل الاتهامات باعتقال كوادرهم فى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث اتهمت حركة فتح كوادر حركة حماس فى قطاع غزة باعتقال 13 من كوادرها الميدانيين هناك أمس الثلاثاء، وجاء ذلك فى الوقت الذى أكد فيه نائب رئيس المكتب السياسى ل"حماس" موسى أبو مرزوق أن حماس لن تتراجع عن موقفها بشأن ملف الاعتقالات السياسية فى الضفة الغربية قبل الانتقال إلى الملفات الأخرى، وتوقيع الاتفاق دون حل مشكلة الاعتقالات السياسية. وأوضح أن الحركة على استعداد لإطلاق سراح المعتقلين، على أن تفرج فتح عن معتقليها وإذا تبقت بعض الأسماء التى ترفض الإفراج عنهم فإنه يمكن متابعة هؤلاء بعد توقيع اتفاق مصالحة، بشرط أن تقدم فتح الأسباب والحيثيات التى تمنع إطلاق سراحهم. ونفى أبو مرزوق ما تردد حول طلب الحركة من القيادة المصرية تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وانتخابات المجلس الوطنى الفلسطينى المقررة فى 25 يناير المقبل لمدة عامين. من جانب آخر، أكدت إذاعة صوت إسرائيل أن الإدارة المصرية تواصل بذل قصارى جهودها لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، هذا بجانب تبنيها لملف التهدئة بين إسرائيل وحماس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية تصريحات أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية فى دمشق، خالد عبد المجيد، الذى أكد فيها أن موفدى مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان بحثا اليوم مع قادة الفصائل الفلسطينية فى دمشق بهدف بحث صفقة تحرير الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الذى سيتم من خلال تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وهى الصفقة التى سيتم بمقتضاها تحرير حركة حماس للجندى شاليط مقابل إفراج إسرائيل عن للمئات من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين فى سجونها. كما أوضح عبد المجيد أن مصر ترعى عدة ملفات لتحقيق الهدوء بين حركة حماس وإسرائيل من جانب، وبين الفصال الفلسطينية من جانب آخر، مشيراً إلى تبنى مصر عقد اتفاق تهدئة طويل المدى بين إسرائيل وحماس، وذلك بهدف رفع الحصار عن قطاع غزة وتعزيز الهدوء فى القطاع الذى شهد عملية عسكرية ضارية نفذتها إسرائيل ضد حركة حماس فى أوائل العام الجارى، فى عملية خلفت ورائها مئات القتلى الفلسطينيين وآلاف الجرحى، هذا بجانب رعاية مصر لحوار الفصائل الفلسطينية الهادف إلى إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة. الجدير بالذكر أن مصر ترعى منذ شهور طويلة جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل لإتمام صفقة تبادل الأسرى التى ستساهم فى تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين، ويتوقع أن يكون بينهم المناضل مروان البرغوثى وبعض وزراء حركة حماس وأعضاء المجلس التشريعى الفلسطينى، وذلك مقابل إطلاق سراح شاليط، كما أفادت آخر التقارير الإعلامية أن الجندى شاليط سيكون فى مصر خلال أيام لتسليمه لإسرائيل مقابل الأسرى الفلسطينيين.