المادة هى الكلمة التى إذا ذكرت طار لب الرجل وكيل الاتهامات لعروس المستقبل.. وتحاشت النساء كثيرا الكلام فيها بشكل مباشر، بل تؤثر إحداهن اللف والدوران حول ماديات الرجل وكأنها تقترب من منطقة ملغمة، قد تكون كفيلة بنسف العلاقة قبل بدئها. فيلزم الرجل الصمت عنها وأحيانا تتبعه المرأة بصمت أكثر عجبا أو تفرط المرأة فى الحديث عن المادة ومتطلباتها فيهلع الرجل ويؤثر الرحيل. أمر محير للغاية فرضته علينا البيئة والعادات العقيمة.. ربما يخشى الرجل من الحديث عن ماداته حتى لا تطمع به المرأة أو يخشى الحديث عنها حتى لا تستقل به زوجة المستقبل وكأنه متناس تماما أن عروس اليوم هى زوجة المستقبل، التى ستكتشف حتما مادياتك أيا كان وضعها وأن عروس اليوم التى أخفيت عنها ثراءك خوفا من طمعها ورضيت بك بعد أن أقنعتها بمحدودية دخلك، ربما تكون رضيت بك فقط، لكى تتزوج مثل رفيقاتها وستواجه طمعها حتما فى يوم ظهور مركزك المادى، وأن المرأة التى رفضتك لأنها تريد الحياة الكريمة، التى أقنعتها أنك لن تستطيع توفيرها لها ربما تكون إنسانة صادقة مع نفسها وتعرف أنها لا تتحمل مشقة الاحتياج فتؤثر الرفض ولو كنت صدقت معها لكنت حصلت على الزوجة العظيمة، التى تريدها. وإن كنت ممن يخشون بيان ضعف الحال المادى فلن تستطيع أن تخفيه كثيرا فغدا ستعلم عروسك حقيقة الوضع وربما فوجئت منها بما لا يحمد عقباه من تذمر ورفض.. وفى الحقيقة ليس عيبا أن تكون الزوجة تحب المادة وتريد الثراء أو الحياة الكريمة على أقل تقدير، ولكن العيب كل العيب هو أن تخفى تلك الرغبة أو تظهر عكسها، والعيب كل العيب أن تعلم الأم والأب ابنتهما حب المظاهر والمادة ثم ينساقان إلى زواجها من رجل محدود الدخل، وهما يعلمان قلة خبرة ابنتهما بمتطلبات البيت والأسرة وكيفية إدارة المنزل ماديا.. فيجعلانها فريسة سهلة للفشل الزوجى مع أول تصادم حقيقى على أرض الواقع، الذى لا يلبى طموحاتها. والأعجب أن يساهم الزوج فى إفشال حياته باختيار امرأة لا يستطيع أن يلبى طموحاتها، وعجب العجاب أن يضغط عليها بعد ذلك ويكيل لها الاتهامات فى أنها مادية. الأمر كله يصب فى ماعون الكذب .. فما يضيرك أن تذهب لبيت من تريد خطبتها فتسرد لهم حالتك المادية كاملة، دون أى مداراة ثم تنتظر الرد فإن ردوا بالقبول فاسأل الأب والأم هل عطاؤك هذا سيكون فى مستوى عطائكما لابنتكما أو قريب منه، على أقل تقدير. فقد تحسم أمرا مهما وتريح نفسك، فالمكاشفة والصراحة هما الحل السحرى لكل الأمور الحياتية.. فكيف نجد الطريق المستقيم ثم نؤثر اللف والدوران!!!!!!!