سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على جمعة: لن يستطيع أحد النيل من الأزهر وسيظل قامة كبيرة.. المفتى السابق: لجوء المواطنين إلى المتخصصين فى الفتاوى والعلماء سيقضى على فوضى الخطاب الدينى.. ولم أصدر فتوى لصالح شخص
نقلا عن اليومى.. أكد مفتى الجمهورية السابق، الدكتور على جمعة، أن الأزهر سيظل قامة كبيرة، ولن يستطيع أحد النيل منه، ولم يحدث قط أن أصدرتُ أى فتوى لصالح شخص أو سياسى، ولم أصدر فتوى إلا بالقواعد، موضحا أن الأزهر بمرجعيته الدينية الوسطية يحاول الحفاظ على الوسطية البعيدة كل البعد عن التشدد والمغالاة. وقال «جمعة» فى حوار ل«اليوم السابع» على هامش مشاركته فى ندوة «تطور العلوم الفقهية» بسلطنة عمان إنه لا أحد يعلم أين ستذهب مصر، مؤكدا أنه ليس لديه تصور واضح للأزمة التى تعيشها مصر، لكنه دائما يدعو إلى الاطمئنان وعدم القلق. وشدد المفتى السابق على أهمية ضبط مسألة الفتاوى، وعدم أخذ الفتاوى من أى شخص، لأن هناك بعض العلماء - للأسف- دون المستوى علمًا ودعوة ومثابرة، كما قال، مؤكدا فى الوقت ذاته تمسك المصريين بالأزهر الشريف، وأنه سيظل قامة كبيرة ولن يستطيع أحد النيل منه.. وفيما يلى نص الحوار ¿ كيف ترى الوضع الراهن فى مصر وما نشاهده ونسمعه من شائعات وصراعات ومشاكل؟ - أتمنى أن أعرف منك أنت كإعلامى كيف ترى الوضع فى مصر.. أتعرف إلى أين نحن ذاهبون؟! هل تستطيع أن تقيم الوضع فى مصر حالياً؟! لا أحد يعلم الوضع إلا الله سبحانه وتعالى. ¿ حديثك لا يدعو للاطمئنان على وضع مصر؟ - اطمئن.. لماذا تتعب نفسك.. إن الله رحيم، ولعل مفتاح القضاء على الصراع هو الرحمة التى خلق الله الكون على أساسها، وأقصد هنا الرحمة فيما بيننا، والرحمة بين أفراد الأسرة الواحدة، والرحمة بين الشعوب. ¿ جزء كبير من أزمة مصر حاليا مرتبط بتعدد الفتاوى الدينية، وما يسمى بفوضى الخطاب الدينى.. ما دور المؤسسات الدينية الرسمية فى مصر لضبط هذه الفوضى؟ - بداية.. أدعو الجميع إلى الرحمة والوحدة، وعدم أخذ الفتاوى من أى شخص، لأن هناك بعض العلماء -للأسف- دون المستوى علمًا ودعوة ومثابرة، ولذلك نحن نفرّق دائمًا بين الحرية، والفوضى.. هذا الأمر يندرج تحت الفوضى فى الخطاب الدينى، ولكن هذه الفوضى ستنتهى بلجوء المواطنين إلى المتخصصين والعلماء عند الحصول على الفتاوى، ومن ثم عدم الانسياق وراء هذه العشوائية التى تصيب الناس بالبلبلة والتشويش، لأن هذه الفوضى تحدث عندما نسمى الإجابة عن أى سؤال بأنها فتوى، أو نصور الرأى على أنه فتوى، لذا فنحن نؤكد أن الفتوى أمر يتعلق بالعمل والتفريق بين المسائل والقضايا، وبين الرأى والفتوى وإجابة السؤال أمر مهم جدًا، وهذا سيكون من خلال المؤسسة الرسمية المسؤولة عن الفتوى. لذلك تجد آراءنا وفتاوانا تأتى بما يتفق مع الشرع الحنيف، وتحقق المصالح والمقاصد، ولم ولن ننحاز يومًا لأحد على حساب الشرع، ومن يصفون الأزهر وعلماءه بالاستحواذ أو النفاق، هم المتشددون الذين يريدون أن يقضوا على وسطية الأزهر الشريف التى تضرب جذورها فى التاريخ.. والأزهر سيظل قامة كبيرة، ولن يستطيع أحد النيل منه، ولم يحدث قط أن أصدرتُ أى فتوى لصالح شخصى أو سياسى، ولم أصدر فتوى إلا بالقواعد.. والأزهر الشريف بمرجعيته الدينية الوسطية يحاول الحفاظ على الوسطية البعيدة كل البعد عن التشدد والمغالاة، ويحاول تقديم روح الدين البعيدة عن هذه العصبية المقيتة، انطلاقًا من رسالته الوسطية لما له من ثقل فى الداخل والخارج، ولما له من مكانة فى قلوب مسلمى العالم كافة، والمصريين على وجه الخصوص. وأعلم جيدًا أن الشعب لم يفقد ثقته بالمؤسسة الأزهرية، بدليل أنه يعود إليها فى النهاية، ولكنها تحتاج إلى تجديد وتطوير يتماشى والمرحلة الجديدة فى مسيرة الوطن. ¿ ما نصيحتك للمصريين فى الوقت الحالى؟ - يجب على الجميع التكاتف والتوحد وتنحية الخلاف جانبًا فى المرحلة المقبلة، من أجل أن نصل بالمجتمع إلى بر الأمان، وعليهم أيضًا لمّ الشمل، والاجتماع على المشتركات الوطنية، وذلك من خلال الوفاق الذى يعنى الوصول إلى مشترك بين أبناء الوطن الواحد، ونبذ الفرقة وتبادل الاتهامات فيما بينهم، وأيضًا من خلال التصافى، بمعنى أن نتفق على البعد عن لغة التخوين، وأن نتوحد من أجل هذا الوطن، ونتسامح فيما بيننا، ويبدأ كل منا بنفسه بالتخلى عن أى خصومة من أجل التصدى للفوضى والفتنة وبناء دولة حديثة.. ونسأل الله تعالى أن ينعم على مصر بالأمن والأمان والاستقرار فى عهدها الجديد. ¿ شاركتم فى ندوة تطور العلوم الفقهية بسلطنة عمان التى حملت عنوان «فقه رؤية العالم والعيش فى المذاهب الفقهية والتجارب المعاصرة»، ما تقييمكم لهذه الندوة؟ - هذه الندوة متميزة، وتريد أن تخطو بالفقه الإسلامى عن طريق النظريات الفقهية وصياغتها والقواعد والتأصيل وأصول الفقه، واستعمال كل ما وصل إليه العلم الإسلامى والانطلاق من قمته للأمام، لأننا لو وقفنا فى القمة يكون الزمان قد تجاوزنا، لذا فلابد أن نعلو لقمة أعلى لأن الزمان ملىء بالجديد، وحافل بكل المشكلات التى ينبغى أن نتصدى لها، وأن نتطور إزاءها، والندوات المتتالية تأخذ من كل الجوانب نوعًا من أنواع الفكر الجديد، والاهتمام أيضا بالجانب التطبيقى، ومتابعة ما كان، ومحاولة ما يسمونه بتوليد العلوم، وهو الذى يبين حياة الأمة، وأنها تتفاعل مع الواقع، كل هذه المعانى موجودة فى الندوة تحت عنوان تطوير العلوم الفقهية. ¿ تطور العلوم الفقهية هل يتوافق مع الدعوات الحالية بتطبيق الديمقراطية؟ - الديمقراطية الحالية فى العالم عبارة عن عجوز شمطاء، ونحن ننظر إلى ما بعد الديمقراطية وهى تحقيق العدل والمساواة والتعايش ورفع الظلم عن الأقليات، فتلك المفاهيم هى مفاهيم الشورى وعمارة الأرض، ويجب الاهتمام بقضايا المرأة والطفولة، وهذا ما يجب أن تسعى إليه الأمم حتى تحافظ على توازنها. لذلك فإن ندوة العلوم الفقهية هى رؤية جديدة لكى تجعلنا قادرين على فهم العالم والتعايش معا، وسلطنة عمان بتلك الندوة تسعى إلى بناء جسور بيننا وبين الآخر مع الاحتفاظ باحترام الغير لخصوصيتنا.