يمني "نسر قرطاج" مهاجم اتحاد جدة السعودي ومنتخب تونس محمد امين الشرميطي النفس بفك النحس الذي لازمه في المبارتين الاوليين امام زامبيا (1-1) والجابون (صفر-صفر) وهز شباك الكاميرون لقيادة منتخب بلاده الى التأهل الى الدور ربع النهائي للنسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في انغولا وتستمر حتى 31 يناير الحالي. ويعقد المنتخب التونسي وتحديدا مدربه فوزي البنزرتي امالا كبيرة على هذا النجم الواعد البالغ من العمر 22 عاما والذي ابلى البلاء الحسن في مسابقة دوري ابطال اسيا وقاد فريقه اتحاد جدة الى المباراة النهائية التي خسرها امام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، علما بانه قاد فريقه السابق النجم الساحلي عام 2007 الى تحقيق انجاز تاريخي باحراز اللقب الذي تخلو خزائنه منه على حساب الاهلي المصري، معوضا بالتالي فشل النجم الساحلي في بلوغ قمة المسابقة مرتين متتاليتين عامي 2004 امام انييمبا النيجيري و2005 امام الاهلي بالذات. ويتميز الشرميطي بمراوغاته السريعة والمتنوعة وبقتاليته في اللعب ما جعل التونسيين يلقبونه ب"مارادونا تونس". وقال الشرميطي: "لم يحالفني الحظ امام زامبيا والجابون، اتمنى فك النحس وهز شباك الكاميرون لانقاذ منتخب بلادي من الخروج خالي الوفاض"، مضيفا: "لست راضيا عن ادائي وخصوصا سجلي من الاهداف مع المنتخب". في اشارة الى تسجيله 4 اهداف فقط في 19 مباراة دولية حتى الان. وتابع: "ادرك جيدا بان المنتخب التونسي في حاجة ماسة الى اهدافي وخصوصا في مباراة الغد، لن أتوانى في هز الشباك كلما سنحت في الفرصة لذلك". واردف قائلا: "فريقنا شاب ويحتاج الى مزيد من الخبرة واتضح ذلك جيدا في المباراتين الاوليين حيث سنحت امامنا العديد من الفرص لكن التسرع وغياب التركيز والفعالية امام المرمى حال دون ذلك وهي امور يتقنها اللاعبون المخضرمون واصحاب الخبرة". مشيرا الى: "اننا لازلنا ننهل من الملاعب سواء القارية او الاوروبية ونصحح اكثر قدر ممكن من اخطائنا. نتمنى ان نحقق نتيجة ايجابية الخميس لنتأهل الى الدور المقبل ونرضي انصارنا وشعبنا ونرفع معنوياتنا لاننا فريق شاب سيكون كلمته في المستقبل".
لفت الشرميطي الانظار مع فريقه شبيبة القيروان حيث تعلم مبادىء الكرة المستديرة في مدرسته، قبل ان يوقع اول عقد احترافي في مسيرته النجم الساحلي وعمره 18 عاما. لم تكن بداية الشرميطي مع النجم الساحلي سهلة في ظل المنافسة القوية التي واجهها من زميله في المنتخب حاليا ياسين الشيخاوي المحترف في صفوف اف سي زيوريخ السويسري بالاضافة الى شك جماهير النادي في مؤهلاته.
وكان لمدرب النجم الساحلي سابقا ومدرب المنتخب التونسي حاليا فوزي البنزرتي اليد الاولى في تألق الشرميطي عندما نقله من قلب مهاجم الى جناح ايمن فلم يتأخر في التألق وابهار المتتبعين بمن فيهم مدرب المنتخب التونسي الفرنسي روجيه لومير الذي لم يتوان في استدعائه الى التشكيلة فكان خير خلف لاحسن سلف زياد الجزيري. ويقول عنه البنزرتي: "يملك الشرميطي موهبة رائعة، وكل ما كان بحاجة اليه هي الثقة وقد منحته اياها فلم يتأخر في التألق ولم يخيب ظني فيه". وسار مدرب النجم الساحلي السابق الفرنسي برنار لومارشان على خطى سلفه البنزرتي ومنح بدوره الثقة للشرميطي فرد له الاخير الدين بتسجيل اهدافا حاسمة سواء في الدوري المحلي او مسابقة دوري ابطال افريقيا. ويقول الشرميطي عن تجربته مع لومارشان: "علمني لومارشان كيف أركز امام المرمى. كما علمني بان الكلمة الاخيرة في المباريات الكبيرة تعود الى الفوارق الصغيرة".
وعلى غرار تألقه مع ناديه، لم يحتج الشرميطي لاكثر من مباراة مع منتخب بلاده للاعلان عن نفسه، فضرب بقوة في اول مباراة له مع المنتخب التونسي عندما استدعاه لومير لمواجهة جزر سيشل في تصفيات امم افريقيا في الثاني من يونيو 2007 وساهم بشكل كبير في الفوز الساحق 4-صفر وسجل هدفا. بيد ان الهدف الذي اسال مداد العديد من الاقلام في المنابر الاعلامية، كان الهدف الثاني في مرمى الاهلي في الدقيقة الاخيرة من اياب الدور النهائي في التاسع من نوفمبر 2007 في القاهرة والذي وجه به ضربة قاضية لاصحاب الارض في محاولتهم قلب النتيجة والاحتفاظ بلقب بطل دوري ابطال افريقيا. واكد المدافع سيف غزال ان: "المدافعين يستهينون كثيرا بالشرميطي لنحافة جسمه (66 كلج و1,76 م) ولا يراقبونه بجدية في الوقت الذي يستغل هو اهمالهم وينسل بسرعة ليهز الشباك". انتقل الشرميطي الى هيرتا برلين الالماني صيف عام 2008 بيد انه فشل في فرض نفسه اساسيا في تشكيلته واكتفى ب10 مباريات لم يسجل خلالها اي هدف، فأعاره الفريق الالماني الى اتحاد جدة السعودي ولعب معه حتى الان 15 مباراة سجل خلالها 10 اهداف.