بعد نجاح حسن شحاتة مرتين مع المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية، وقيادة رابح سعدان للجزائر للتأهل لكأس العالم، جاء الدور على تونس لتطبيق سياسة "المدرب الوطني". ويأمل "نسور قرطاج" في ان يضيف فوزي البنزرتي لقبا قاريا ثانيا لهم، أو يقدم على الأقل أداء ونتائجا في كأس الأمم الإفريقية تعوض الإخفاق في الوصول لكأس العالم للمرة الخامسة. فعلى الرغم من ذخيرة اللاعبين القوية التي أمتلكها البرتغالي أومبرتو كويليو سلف البنزرتي إلا أن نتائج نسور قرطاج اتصفت بالتذبذب الشديد في مجموعة لم تكن الأصعب في التصفيات الإفريقية المؤهلة لأول كأس عالم تستضيفه القارة السمراء. وكان المنتخب صاحب القميص الأحمر يتمتع بتجانس وفره استمرار نجومه أمين الشرميطي، وكريم حقي وزهير الذوادي والذين ظهروا في القائمة المبدئية للبنزرتي ومع ذلك جاء إخفاقهم المفاجئ للتأهل لكأس العالم. وتضم قائمة البنزرتي مجموعة من اللاعبين الشباب تطبيقا لهدفه الأبعد من مجرد المشاركة في كأس الأمم بتكوين جيل جديد يعيد بلاده للتواجد بقوة دوليا وقاريا. وقال البنزرتي "لقد وجهت الدعوة للاعبين الأكثر جاهزية والذين يلعبون كأساسيين في فرقهم .. أفكر في مستقبل المنتخب وهو ما جعلني أمنح الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب الواعدين".
البنزرتي ويعد البنزرتي من أبرز المدربين التونسيين، حيث تولى تدريب أشهر أندية بلاده مثل النجم الساحلي والإفريقي والصفاقسي بالإضافة إلى منتخبي الإمارات وليبيا وأخيرا الترجي الذي سيستمر في تدريبه بجانب قيادة منتخب بلاده. ويعتبر نسور قرطاج أحد أكثر فرق القارة مشاركة في كأس الأمم، إذ تشارك في البطولة للمرة 14، وتوجت باللقب مرة واحدة عام 2004 على أرضها، بينما احتلت المركز الثاني مرتين، ولم تغب عن البطولة منذ 16 عاماً. رحلة التأهل خسر المنتخب التونسي التأهل لكأس العالم بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثانية بفارق نقطة عن نيجيريا المتصدرة برصيد 12 نقطة. بدأت تونس بفوز بهدفين لهدف على كينيا وتبعته بهدفين نظيفين على موزمبيق وتعادلت مع نيجيريا سلبيا وعادت للتعادل معها 2-2. وعادت للنتائج الإيجابية بفوز بهدف نظيف على كينيا ولكنها خسرت آخر مباراة لها والتي كانت كفيلة بإرسالها للمونديال أمام موزمبيق بهدف نظيف.
الشرميطي وهكذا حرم الفريق من الظهور الخامس في كأس العالم ودفعته للمنافسة على اللقب الإفريقي. المواجهات في أنجولا بالنظر إلى منافسي تونس في مجموعتها، لا يظهر تاريخ لقاءاتها مع الفرق الثلاث الأخرى خطورة حقيقية على نسور قرطاج إلا الكاميرون. فتونس قابلت الجابون أربع مرات، حققت فيها الفوز في مرتين وتعادلت في مرتين. ولعبت مع زامبيا 11 مباراة فازت الدولة العربية في ست منها وخسرت في ثلاث مرات وتعادلت مباراتين. أما الكاميرون فكان عدد لقاءاتهما 13 مباراة فازت الكاميرون في ثماني مرات وتونس في مرتين وتعادلتا 3 مرات.
النسور تراهن على "الوطني" في أنجولا 2010 كأس الأمم الإفريقية 2004 وصيف 1965 و1996 عدد مرات الظهور في كأس العالم 1978, 1998, 2002, 2006 نجم الفريق .. أمين الشرميطي "فعلها الشرميطي .. فعلها ابن الخضراء" هكذا ارتفع صوت عصام الشوالي في نوفمبر 2007 ليعلن رسميا ميلاد نجم أمين الشرميطي صاحب ال19 عاما حينها كأحد أهم أسماء الكرة التونسية فيما بعد. لم يكن هدف الشرميطي في شباك الأهلي المصري في نهائي دوري أبطال إفريقيا والتي انتهت بفوز فريقه النجم الساحلي 3-1 طفرة في مسيرة المهاجم الشاب، ولكنه يظل الأبرز خاصة في ذهن الجماهير المصرية والأهلاوية منها بعدما حرمهم ورفاقه من لقبهم الأغلى. ففي تلك البطولة قدم الشرميطي نفسه كهداف حقيقي بتسجيله ثمانية أهداف على مدار أدوار البطولة وهو ما جذب إليه العديد من الأنظار الأوروبية قبل استقراره على هيرتا برلين ليكون محطة احترافه الخارجية الأولى بعيدا عن بلاده. لم يحلق النسر التونسي في سماء برلين ولم يجد طريقه للملعب إلا في عشر مباريات فقط لينتقل للعب في اتحاد جدة السعودي على سبيل الإعارة أغسطس الماضي. ولكن مع العودة للأجواء العربية استعاد الشرميطي وميضه مسجلا ثمانية أهداف في تسع مباريات مع الاتحاد وتألق معه في دوري أبطال آسيا. وهكذا يتم استدعاء الشرميطي للمرة الأولى للمنتخب في 2008 بعدما كان اسما أساسيا في منتخب الشباب، وسجل اللاعب صاحب ال22 عاما هدفين في 14 مباراة ارتدى فيها قميص منتخب بلاده الأول.
