مساء غد الجمعة.. قطع المياه لمدة 6 ساعات عن بعض مناطق الجيزة    انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا    أسعار اللحوم اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 في شمال سيناء    جوتيريش يدعو إسرائيل إلى وقف مشروع بناء وحدات استيطانية بالضفة الغربية    الزمالك يسعى لعودة الانتصارات أمام مودرن سبورت في الدوري    وزير السياحة والآثار يطلق فعاليات وأنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه في الإسكندرية    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    "بالعين المجردة".. أول تعليق من شوبير على هدف الإسماعيلي الملغى أمام الاتحاد    "كانت مظاهرة حب".. شوبير يعلق على مشهد جنازة والد محمد الشناوي    شوبير يكشف تفاصيل من طريقة تدريب ريبيرو في الأهلي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المساكن في الأميرية    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    رجل الدولة ورجل السياسة    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    «هاتوا الفلوس اللي عليكو».. تفاعل جمهور الأهلي مع صفحة كولومبوس كرو بعد ضم وسام أبو علي    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة الرئيس في عيد الشرطة.. منصور: الدستور الجديد يصون كرامة المصريين ويضع نهاية للدولة البوليسية.. 25 يناير بداية كسر جدار الخوف..ويطالب رجال الداخلية بتأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
نشر في فيتو يوم 23 - 01 - 2014

طالب رئيس الجمهورية، المستشار عدلي منصور، جهاز الشرطة بمواصلة دوره الوطني وتأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما وجه التحية لرجال الشرطة في سيناء.
وأشاد "منصور"، خلال الاحتفال بعيد الشرطة، بأكاديمية الشرطة وما توفره لطلابها، مشيرا إلى أنه آن الأوان لبلورة أهداف ثورة يناير.
وأضاف الرئيس "إن وطننا يمر بلحظة تاريخية من لحظات التفاف وطننا نحو هدف واحد، فكل ما ثار الشعب المصري عليه من ممارسات وأفعال لا مجال لها في المستقبل، كما أنه لا مكان لاحتكار دين أو وطن، فهذا الوطن لكل أبنائه.
وأوضح إن مصر ستنتصر على الإرهاب مثلما فعلت في التسعينيات من القرن الماضي؛ قائلا: "نحتفل اليوم بيوم ذكرى ثورة يناير وعيد الشرطة ونحن نواجه إرهابا أعمى يعكر صفو حياتنا".
قال إن يوم 25 يناير 2011، كان بداية كسر جدار الخوف لدى المصريين، الذين كتبوا صفحة جديدة في تاريخ الوطن المعاصر بثورة 25 يناير، في ثورة شعبية انطلقت دون قيادة لتفرض آمالها على الواقع.
وأكد الرئيس أن الدستور الجديد، يمثل النهاية الحتمية للدولة البوليسية التي ولَّت دون رجعة، وذهب معها الأنظمة السياسية التي اعتادت أن تستعمل مؤسسات الدولة كمؤسسات لتحقيق مصالحها.
وإلى نص الكلمة:
السيدات والسادة أعضاء هيئة الشرطة..
اليوم، يوم فريد في حياتي.. وأظنه أيضا فريدا في حياة أبناء هذا الوطن.. فسعادتي غامرة.. بعد ثورة 30 يونيو المجيدة.. بالوقوف أمامكم اليوم مخاطبا إياكم.. احتفالا بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير.. وعيد الشرطة سويًا.
وكما تعلمون.. شهد يوم الخامس والعشرين من يناير 2011.. بداية كسر جدار الخوف لدى المصريين.. الجدار الذي سرعان ما انهار خلال الثمانية عشر يوما التالية.. ليؤكد لشعبنا حقه في رفض الاستبداد والظلم.. وفي صياغة مستقبل واعد لمصرنا الغالية.
لقد كتب المصريون صفحة جديدة مضيئة في تاريخهم المعاصر.. من خلال تلك الثورة الشعبية الأبية.. التي انطلقت دون قيادة.. تفرض نفسها وأهدافها وآمالها وطموحاتها.. على أرض الواقع.. وحينما حاول البعض اختطافها.. جاءت ثورة الثلاثين من يونيو.. لتعيد الوطن لأبنائه.. ولتظل الطموحات والتطلعات مشروعة.. وقابلة للتحقيق.
وفي القلب من 30 يونيو.. وإلى جوار شعب مصر العظيم.. كان رجال الشرطة الأوفياء جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة البواسل.. يعيدون مصر الثورة إلى مسارها الصحيح.
الإخوة المواطنون..
فعلى التوازي مع احتفالنا بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة.. التي جاءت لتزيد من رصيد هذا اليوم في تاريخنا.. نحتفل اليوم بعيد آخر من أعياد مصر.. بيوم مجيد من أيامها.. نحتفي فيه معا برجال من أبنائها الأوفياء.. نؤكد تقديرنا لعطائهم من أجل الوطن.. نشد على أيديهم.. نتذكر تضحياتهم.. ونخلد ذكرى شهدائهم.
نحتفل اليوم بعيد الشرطة المصرية الباسلة.. ونستدعي من ذاكرة تاريخنا الوطني سجلا مشرفا.. حافلا بالإنجازات ومليئا بالبطولات.. يشهد بمسيرة نضال وطني.. وعطاء مخلص ومتواصل.. يقدمه رجال الشرطة الساهرون على أمن الوطن والمواطنين.
ولمن يعرف تاريخ هذا البلد ونضاله؛ فإن هذا اليوم لم يكن أبدًا يومَ عيدٍ للشرطة وحدها.. وإنما عيد لكل مصري.. لاِرتباطه بفصل مهم من كفاح الشعب ضد قوي الاحتلال.
تمر بنا اليوم الذكرى الثانية والستون لصمود رجال الشرطة المصرية في الذود عن مديرية الإسماعيلية ضد قوات الاحتلال.. يوم الشرف والبسالة الذي بذلوا فيه أرواحهم رخيصة.. دفاعا عن شرف هذا الوطن وكرامته.. ضربوا مثلا جسد أسمى معاني التضحية والوفاء.. سيظل شعب مصر يعتز بهذا اليوم على مر الأجيال متذكرًا لرجال الشرطة أيامًا تاريخية.. نحمل لها جميعا كل الفخر والتقدير عبر مسيرة عملنا الوطني بما شهدته من تحديات في تاريخنا المعاصر.
أبنائي الضباط والأفراد والعاملين المدنيين وجنود هيئة الشرطة..لقد حُملتم خلال تلك الثورة وما قبلها.. بمهام ومسئوليات..
ما كان لها أن توكل إليكم.. وما كان لقياداتكم أن يقبلوها.. كما حُملتم كمؤسسة.. بمسئوليةِ تجاوزاتٍ فردية.. يتحمل مسئوليتها من قاموا بها أمرًا وتنفيذًا.. وليس مؤسسة وطنية هي في الأصل من الشعب وملك الشعب وفي خدمة الشعب وأمنه.
وكما علمتنا جميعًا الأيام التالية لثورة 25 يناير الكثير.. تعلمتم أنتم أيضًا الكثير.. أدركتم حدود وأهمية دوركم في المجتمع.. كما أدرك الشعب أهمية ومتطلبات هذا الدور.. الذي لا غني عنه في حياة المصريين.. أدركنا جميعًا أهمية الأمن والأمان.. وضرورة الالتزام بالقانون.. أهمية اضطلاعكم بمسئوليتكم.. ومسئولية الدولة.. في توفير الأمن في كافة ربوع البلاد.. دون تجاوزات.. يتعرض من يقوم بها للمساءلة.. ولكن أيضًا مع احتفاظكم بحقوقكم.. التي كفلها لكم القانون.. ليتسنى لكم..الاضطلاع بهذه المسئولية الجسيمة.
الإخوة المواطنون..
لقد جاءت ثورة الثلاثين من يونيو.. لتعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى مسارها الصحيح.. الذي حاولت بعض القوى.. أن تحيد به لتحقيق مآرب شخصية لا تدرك مفهوم الوطن.. ولا تؤمن به.. تتاجر باِسم الدين.. وتتخذ منه ستارا لتحقيق أهدافٍ.. هي أبعدُ ما تكون عن مصلحة الوطن.
عاود رجال الشرطة الأوفياء خلال هذه الثورة المجيدة.. بمواقفهم الشجاعة.. وبانحيازهم لإرادة الشعب.. جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة.. التأكيد على وطنيتهم الصادقة.. وحبهم المقدس لهذا الوطن.. وتقديرهم لشعبه العظيم.. محافظين على طموحاته وتطلعاته التي ثار من أجلها في 25 يناير 2011.
رأبت هذه الثورة المجيدة صدعًا أحدثته بعض الممارسات الخاطئة.. من قيادات أو أفراد.. أخطأوا فهم حقيقة دورهم في حماية هذا الوطن والذود عن شعبه.. وأساءوا استغلال السلطة.. التي لم تُمنح لهم إلا لصالح هذا الشعب ولخدمته.
بيد أن حديثنا عمن تجاوزوا لن يثنينا أو ينسينا من استمروا في أداء واجباتهم.. وحافظوا على جوهر مهمتهم.. بالرغم من أن البعض منهم حُمِل اِتهامات واِدعاءات هم منها براء.
وكما أَرّخَت ثورة الثلاثين من يونيو لبدايات جديدة.. تأسست على أهداف وطموحات ثورة 25 يناير.. فقد بدأت أيضًا صفحات بيضاء.. سنملؤها معا بكل الخير.. والعمل والتقدم.. والازدهار والرخاء.. والأمن والاستقرار لمصرنا الغالية.. فإنها قد طوت صفحة مضت في سجل علاقة الشعب بالشرطة.. لتبدأ صفحة جديدة.. تعود بنا إلى سابق عهد مضى من تَحَمُل الشرطة لمسئوليتها الوطنية.. وتقدير المواطن المصري لدورها وأدائها الذي طالما كان وسيظل بإذن الله وطنيا مشرفا.. مخلصا وأمينا.
فبعد ثورة 30 يونيو.. نرحب اليوم معًا بدخول الوطن إلى عهد جديد.. يحمل آمال وطموحات وتطلعات المصريين في 25 يناير وما بعدها.. عهد دشنه دستور عصري.. يؤكد دعم الدولة الكامل لجهاز الشرطة.. ويحدد واجباته ومسئولياته إزاء الوطن والمواطنين.. يصون كرامة المواطن المصري.. يؤمنه على نفسه وعرضه وماله في وطنه.. ويضع نهاية حتمية لدولة بوليسية ولّت إلى غير رجعة.. ولأنظمة سياسية اتخذت من مؤسسات الدولة أدوات لتحقيق مصالحها.. عادت الشرطة المصرية لخدمة شعبها.. من منطلق مسئولية واجبة وفي ظل حقوق لأزمة.. وفي إطار دولة القانون؛ فكل متفانٍ في أداء دوره له شكرٌ وافٍ وتقدير واجب.. وكل متجاوز.. سيواجه مساءلة حازمة.
وكما أنّ للشرطة دورها في تحقيق الأمن والأمان.. فإن لها دورها في تحقيق العدل والعدالة.. فإذا كان القضاء هو مصدر الأحكام.. فالشرطة هي أداة تنفيذها.. وتحويلها إلى حريات مصانة.. وحقوق مستردة لأصحابها.. وهي مسئولية لا تقل جسامة عن حفظ الأمن والسلام بالبلاد.
وإنني لعلي ثقة في عدلكم وعدالتكم المستقبلية مؤسسة وأفرادًا.. إن ما تقدمونه لهذا الوطن وهذا الشعب هو رسالة قبل أن يكون مهمة أو مهنة.
الإخوة والأبناء..
نحتفل اليوم بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعيد الشرطة.. وفي خلفية وجداننا.. صورة مقيتة.. لإرهاب أعمى.. يطل برأسه الخبيث بين الحين والآخر.. ليعكر صفو حياتنا.. ويكدر أمن وطننا.. يستهدف النيل من استقراره ورخائه.. ومن أهداف ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
ولكن ذاكرتنا ستظل حاضرة قوية.. تستعيد معركة مؤسساتنا الأمنية المستمرة ضد قوى الإرهاب والتطرف.. معركة خاضها رجالها الشرفاء خلال عقد التسعينيات ولا يزالون.. معركة تحاصر محاولات دخيلة للإخلال بسماحة مجتمعنا وقيمه.. وتستهدف الوقيعة بين مسلميه ومسيحييه.
أؤكد لكم أنه كما انتصرنا في تسعينيات القرن الماضي على قوى الإرهاب.. فإننا سنكرر انتصارا حاسما.. ونجاحا أكيدا في معركتنا الدائرة ضده بإذن من الله تعالى.. بتلاحم كافة أبناء الشعب.. وبإدراكهم لمسئوليتهم المشتركة جنبًا إلى جنب مع جهاز الشرطة لدحر هذا الخطر عن وطننا الحبيب.
إننا اليوم نحيي الشعب على ثورته المجيدة.. وعلى استعادته لها.. نحيي ما قدمه من شهداء ومصابين.. لترى ثورته النور.. نحيي ما قدمه من تضحيات اجتماعية واقتصادية.. حتى استعاد ثورته.
كما نحيي اليوم دور رجال الشرطة.. في الحفاظ على أمن الوطن.. وجهودهم لضمان سلامة المواطنين.
وتحية إعزاز وإكبار لشهداء الشرطة الأبرار من ضباط وجنود.. منهم آباء يعولون أسرهم وشباب في عمر الزهور.. فضلوا للوطن أن يحيا على حياتهم.
تحية لشهداء الشرطة في سيناء.. وفي كرداسة.. وفي كل بقعة من أرض مصر.
تحية لجهود وطنية أمنت المصريين سواء في احتفالهم بعيد الميلاد المجيد.. أو أثناء إدلائهم بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور..
وما زلنا نطالب الشرطة المصرية بالمزيد.. في تأمين انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة.. تستكمل مسيرة البناء التشريعي والديمقراطي لهذا الوطن.. وتعيد له أمنا يتوق إليه وطننا.. وطالما اعتادته نفوس جميع المصريين.
إن مصر لن تنسى في هذا اليوم أيضًا أبناءَها من رجال الشرطة الذين يرفعون اسمها عاليًا في الخارج.. يضربون مثلا رائعًا.. ونموذجًا يُحتذى في الاِلتزام والاِنضباط.. أولئك المشاركون في عمليات حفظ السلام.. رجال من أبناء مصر يرابطون في مواقع عديدة بعيدًا عن أرض الوطن.. يشاركون إخوتهم من القوات المسلحة في بسط السلام والذود عن أرواح الأبرياء الذين يسقطون في النزاعات.. إسهامًا من مصر في الدفاع عن الشرعية الدولية.. وحفظ السلام.. تحت راية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
كما أرجو أن تسمحوا لي.. بأن أتوجه بالتحية لأكاديمية الشرطة التي تحتضن احتفالنا هذا.. والتي تُعد منذ نشأتها الأولى كمدرسة للبوليس عام 1896.. أقدم وأعرق أكاديمية شرطة في الشرق الأوسط.. وإحدى أكبر وأهم الأكاديميات الشرطية في العالم كله.
ولأبنائي طلبة هذا الصرح العظيم.. قلعة الرجال الذين يذودون عن أمن الوطن.. أقول.. إن وزارة الداخلية قد اتخذت من
العلم أساسًا لكم.. ولعملكم المستقبلي في خدمة هذا الوطن.. فاحرصوا على هذا العلم وتحصيله.. لتساهموا من خلال حقوقكم وواجباتكم في تنمية وطنكم السياسية والاقتصادية.. والاجتماعية والثقافية.
فبالعلم يموت الجهل.. وتتبدد الظلمة.. وبالعلم ينمو الوعي وتتفتح العقول.. لنحقق التقدم والتنمية الوطنية الشاملة.. في إطار من الإدراك والتسامح.
فيا شباب هيئة الشرطة.. وحماة المستقبل.. لكم أن تفخروا بوطنكم.. وما يوفره لكم من إمكانيات هائلة.. في هذا الصرح العظيم.. عرفانا منه بدورِ وتضحياتِ من سبقوكم من رجال الشرطة الأوفياء.. وإدراكًا منه لأهمية دوركم المستقبلي.. في حياة الوطن والمواطنين.
إنّ هذه الأكاديمية.. التي دخلت عقدها الثاني.. توفر لكم كل ما يلزم من اِحتياجات تعليمية.. لإعدادكم أفضل إعداد سواء من خلال كلية الشرطة أو كلية الدراسات العليا.. أو كلية التدريب والتنمية ومعاهدها المتخصصة.. فضلا عن مركز بحوث الشرطة والإدارة العامة للأمن والحراسة.. وذلك ضمن منظومة تعليمية تدريبية متكاملة.. فهي بحق مدينة علمية تعليمية.. يمتد إشعاعها العلمي إلى خارج حدودنا.. كأحد عناصر القوة الناعمة المصرية.. آلاف الضباط مما يناهز ستين دولة عربية وأفريقية.. بل ومن دول الكومنولث الروسي.. حَصَّلوا العلم وتخرجوا في هذا الصرح المشرف.. واعلموا أن ما تقدمه الدولة لكم من دعم ومساندة هو من الشعب ولخدمة الشعب.. فلتكن إرادته دائما ماثلة في أذهانكم.. وما نحن جميعًا إلا منفذين لها.
ومن هذا الصرح الوطني أقول إلى شباب الوطن جميعًا.. إن شعبنا يتطلع إليكم.. وإلى دوركم في بناء المستقبل.. الذي سيكون بكم ولكم.. لأبنائكم ولأحفادكم.
لقد كانت لديكم طموحات مستحقة.. وآمال مشروعة.. سرعان ما استجابت لها كافة فئات الشعب.. التفت حولها.. ومنحت الثورة زخمها اللازم.. لتصوغ أروع ملحمة نضال وطني في تاريخ الثورات المعاصرة.. فاستكملوا دوركم.. ساهموا بفاعلية في حياة ومستقبل هذا الوطن السياسي والاقتصادي.. والاجتماعي والثقافي.
لقد آن الأوان لبلورة أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير على أرض الواقع.
إن وطننا يمر اليوم بلحظة تاريخية من لحظات التفاف شعبنا على هدف قومي واحد.. فلنتحد معًا في مواجهة أية محاولات لتعطيل مسيرة الوطن.. أو تخريب مقدراته.. أو إفقاده مكاسب ثورته النبيلة.. وتبديد آمال وطموحات بسطاء شعبه.. أو منعهم من السعي لكسب أرزاقهم.. بعد أن مرت عليهم سنوات ثلاث صعبة ثقيلة.
فساندوا جهاز شرطتنا المصري الواعي.. المدرك لحدود مسئولياته وواجباته في إطار دولة القانون.
لقد أصبح لدينا دستور واعد.. وإنني لعلى ثقة من أن نجاحنا في استكمال استحقاقات خارطة مستقبلنا الأخرى.. سيمهد لوطننا الطريق نحو تقدمه ورخائه.. نحو مستقبل مشرق ننشده جميعا.
فكونوا كما عهدناكم.. قوة دافعة.. وطاقة متجددة.. تدير عجلة إنتاج اقتصادنا الوطني.. وتحقق نهضة علمية وفكرية واعية وشاملة.. لكم وللأجيال القادمة.
وأقول لكم.. لن يكون لمن استنزفوا مقدرات هذا الشعب.. وبددوا وعيه لصالح مشروعاتهم الخاصة وطموحات السلطة أو البقاء حولها.. أن يقودوا المستقبل.
وأقول وبكل قوة.. أن كل ما ثار عليه هذا الشعب الأبي من ملامح وممارسات ماض.. لا مكان لها في مستقبلنا.. فلا مكان بيننا لاحتكار دين أو لاحتكار وطن.. فهذا وطن لكل أبنائه وبكل أبنائه.
يا شباب هذا الوطن.. ممن كانوا طليعة تلك الثورة ورمز قوتها.. لا يخيفكم أحد من المستقبل فأنتم من سيصنعه.. ولا ينازعكم أحد ملكيتكم لوطن استعدتموه مع قوى وطنكم الحية رجالًا ونساءً.. بالعرق والدم.. فأنتم من سيبنيه.
أنتم أيها الشباب.. أنتم المستقبل القادم.. وكل ما كان من ماض ثرتم عليه إلى زوال.. لا تسمعوا للمثبطين والمرجفين.. ولكن اسمعوا لوقع الوطنية في قلوبكم.. واهتدوا بفطرة أبناء هذا الوطن البسطاء.. ولا تهنوا ولا تحزنوا.. مصركم لكم.. وطن يرعاكم لتنهضوا به.
بني وطني.. إننا مقبلون على مرحلة جديدة.. تؤسس لمصر الحديثة.. مصر الثورة.. يناير ويونيو.. مصر الحقوق والحريات.. العمل والإنتاج.. القانون والانضباط.. المساواة وتكافؤ الفرص.
إننا ماضون بخطى ثابتة واثقة.. على طريق الإصلاح والبناء بهمة لا تنقطع.. وبعزيمة لن تفتر.
نواصل مسيرة البناء الديمقراطي والتقدم الاقتصادي.. والرفاهية الاجتماعية.. والنهضة الثقافية.. نخطو خطوات جديدة في مسيرة التنمية الشاملة والمتكاملة.. نحقق معا المجتمع العصري الذي نسعى إليه.. ونبنى سويا المستقبل الأفضل الذي نتمناه لمصر ولأبنائها.
إن هذه المرحلة الجديدة.. بمتطلباتها وتحدياتها.. بطموحاتها وآمالها.. تقتضى جهدا فاعلا من كل أبناء الوطن.. وتتطلب تضافر قوى المجتمع وأجهزته ومؤسساته.
إن بلدنا يحتاج لكل جهد وطني.. لكل فكر واع.. لكل ساعد يعمل وينتج.. لكل يد لا تكتب إلا حقا.. لكل لسان لا ينطق إلا صدقا.. لكل عين تحرس في سبيل الله.
إن جهاز الشرطة ورجاله البواسل ليسوا بمعزل عن كل ذلك.. بل هم في القلب منه.. مصرنا تحتاج إلى مناخ آمن.. إلى واقع مستقر.. إلى انتصار على قوى الإرهاب والتطرف.. ولسوف يظل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها أولوية لا نحيد عنها.. ومطلبا رئيسيا لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري العظيم.
أبناء مصر..
إننا بحاجة إلى الانطلاق بمسيرة هذا الوطن التنموية.. تحقيقًا لأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير.. نستهدف المزيد من فرص العمل لشبابنا.. والمزيد من الأسواق أمام صادراتنا.. والمزيد من حركة السياحة الوافدة.
نسعى للارتفاع بمعدلات الاستثمار والنمو والتشغيل.. والارتقاء بمستوى الدخول ومستوى المعيشة لكل أسرة مصرية.
نبذل كل الجهد لتوفير ما يقدم للمواطن من خدمات ولتحسين جودتها.. نرتقي بجودة خدمات التعليم والرعاية الصحية.. ولكن قبل هذا وذاك.. نحتاج إلى تحقيق الأمن والاستقرار لتفعيل برامجنا.. وتطبيق سياساتنا.
إن هذه الجهود والسياسات.. لا يمكن أن تؤتى ثمارها المرجوة.. أو نتائجها المأمولة.. دون أن نحفظ لمجتمعنا مناخه المستقر الآمن.
مناخ يشجع على اجتذاب المزيد من الاستثمارات والسياحة.. يوفر فرص العمل ويحاصر البطالة.. يعطى دفعة جديدة ومتواصلة لحركة السوق.. ولشتى قطاعات الإنتاج والخدمات.
بني وطني..
لقد وفيتم وعدكم لوطنكم ومستقبلكم.. وأنجزتم أول استحقاقات خارطة المستقبل.. أتممتم دستوركم.. وكان لكم القول الفصل بأن أسستم بدعمكم وخروجكم.. أولى قواعد دولتكم الديمقراطية الحديثة.. التي طال انتظارها.. في حماية شرطتكم وجيشكم.. وتحت أعين قضائكم.
يدكم في يد مؤسسات دولتكم.. فالحكومات تتغير ولكن يبقى الشعب.. وتبقى الدولة بمؤسساتها.. يبقى لكم قضاؤكم وإعلامكم وجيشكم وشرطتكم ومرافقكم.. فلنضع أيدينا سويا شعبا ودولة.. لنتجاوز تحديات واقع فرضت علينا.. ولكنا بتكاتفنا قد تخطينا من الأزمات ما هو أصعب منها.. فلنتكاتف من أجل بناء دولتنا على القيم.. التي توافقنا عليها.. ولكن ذلك لن يكون إلا بالعمل والمثابرة والإيثار.. وتحمل المسئولية الوطنية.
الإخوة المواطنون..
آن لنا أن نواجه دعاة الفوضى والجريمة والإرهاب.. بمزيد من الإصرار على دولة القانون والانتصار له.. وأن نواجه دعاة الموت والخراب.. بمزيد من الإصرار على الحياة.. وسنمضى على طريقنا نحو المستقبل.. نواجه تحدياته.. ونحقق آماله وطموحاته.. نصنع غدا جديدا لمصر.. نبنيه بسواعد وعزم المصريين.. المسلمين والمسيحيين.. العلماء والمفكرين.. المثقفين والمبدعين والفنانين.. الفلاحين والعمال.. الشُبان والشابات.. المستثمرين ورجال الأعمال.. المجتمع المدني.. بدعم ومساندة رجال قواتنا المسلحة ورجال شرطتها الأوفياء.
غدٌ نبنيه بكل جهد وطني مخلص.. يؤمن بعراقة هذا الوطن وبأصالة أبنائه.. وبالمستقبل الأفضل الذي يستحقونه ويسعون إليه.
تحية لشهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير.. الذين بذلوا أرواحهم قربانا ليحيا هذا الوطن.. عزيزا أبيا.
تحية لمصابيها.. وكل الرعاية المستحقة لهم.. من كافة أجهزة الدولة.. تقديرا لما قدموه لوطنهم.
وتحية لرجال الشرطة في عيدهم.. لهم منا كل الإعزاز والتقدير.. تحية لشهدائهم الأبرار.. لن ننساهم أو نتخلى عن أسرهم.. تحية لمن تقاعد منهم.. ولمن يواصل عطاءه.. وتحية لشعب عظيم.. يساند حماة أمنه.
كل عام وشعبنا العظيم يحيا في أمن وينعم بالسلام.. ومصرنا الغالية في رفعة وإباء وازدهار.
حفظ الله مصر وشعبها.. وصانها مستقرةً آمنة.. مصداقا لقوله تعالى:
"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"
إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.