لماذا يجب على واشنطن أن تهتم بالانتخابات في كل من إسرائيل والأردن؟ إنهما من أقرب حلفائنا في الشرق الأوسط، ففي منطقة قديمة الزمن، هما بلدان يانعان قائمان على أنظمة سياسية ما زالت تنمو وتتطور. وفي الظاهر، قد يبدوان أكثر اختلافاً، حيث لهما ثقافات سياسية شديدة الاختلاف ولديهما توجهات سياسية بعيدة التباين. أحدهما يعتبر إحدى ديمقراطيات التمثيل النسبي والآخر لا هو ملكية خالصة وليس هو ملكية دستورية. وقد خاض كلا البلدين حروباً ضد بعضهما البعض في عام 1948، عندما اكتسب كل منهما سكان وأراضي، وفي عام 1967 عندما اكتسب كل منهما سكان، وأحدهما فقط اكتسب أراضي. وفي النهاية، وقعا على اتفاقية سلام عام 1994. كما أنهما متشابهان على نحو لافت للنظر في نقاط هامة. أولاً، كلاهما شديد الحذر من التهديد الذي يمثله الاضطراب الإقليمي الذي يربكهما. وجزء من الجواب بالنسبة لهما هو الخروج بصورة أفضل من المواقف السيئة. وهذا هو الناتج من صراع غزة الأخير بالنسبة لإسرائيل -- مجهود عسكري فعال (لأغراض هجومية ودفاعية على حد سواء) انتهى باتفاق سيء الصياغة لوقف إطلاق النار، لم يحتفظ سوى بالقليل من الأهداف التي تم خوض المعركة من أجلها. وبالنسبة للأردن، الشيء المماثل لما سبق هو قرار السماح للأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين بدخول البلاد مما أنهك نظامها ولكن ذلك عهد قديم اعتاد الأردنيون النظر له باعتباره وسيلة لامتصاص الصدمات الإقليمية. ولكن كلا النهجين له حدوده. فبالنسبة لإسرائيل، تنعكس أوجه القصور في تعاملها مع الاضطراب الإقليمي في بناء الأسوار مثل الحاجز الأمني داخل الضفة الغربية، ثم بناء جدار على طول الحدود مع مصر، والآن على طول الجبهة السورية، وفي أغلب الاحتمالات كذلك على الحدود الأردنية في النهاية. وبالنسبة للأردنيين، انعكست أوجه القصور فيما ينبغي أن يتحلوا به من مرونة في إحجامهم عن الانخراط إلى حد بعيد في الجهد القطري- السعودي لتسليح المعارضة السورية، فهم يعلمون أنه إذا كان هناك رد فعل سلبي فلن يكون ضد الدوحة أو الرياض، بل سيكون ضد الجار على الحدود السورية، أي "الأردن". ثانياً، إسرائيل والأردن لهما أيضاً قادة غير متسقين مع مركز الجاذبية السياسي في بلديهما. والأمر الغريب على ما يبدو أن بنيامين نتنياهو هو أكثر الليبراليين ودعاة السلام اليساريين في حزب الليكود؛ ويقال إنه واحد من اثنين فقط من نواب الليكود في الكنيست الجديدة اللذين يدعمان حل الدولتين. وبالمثل، إن الملك عبد الله هو أكثر شخص مؤيد للسلام وموالي للولايات المتحدة من بين النخبة السياسية الأردنية التي هي في حد ذاتها أكثر انعزالية وانغلاقاً بكثير مما يوحي به سجل السياسة الخارجية الأردنية. ولا يعكس أي قائد منهما إجماع نخبته الحاكمة، بل يضع كل منهما الهوامش لتلك النخبة. ثالثاً، يشعر كلا البلدين بالقلق أيضاً من التفات أمريكا نحو أماكن أخرى وإدارة ظهرها لهما. ونتيجة لذلك، يحتاجان دائماً ما يذكرهما بولاء الولاياتالمتحدة والتزامها. وهذه حقيقة معروفة عن إسرائيل، ولكنها صحيحة أيضاً بالنسبة الأردن. وهناك احتمالات كبيرة بأن تظل الأوضاع السياسية في الأردن وإسرائيل مشابهة إلى حد كبير لما كانت عليه قبل الانتخابات، رغم أن كل حكومة ستبقى تواجه قرارات داخلية وخارجية صعبة، لها تداعيات كبيرة على الرخاء والأمن الوطني والاستقرار السياسي في كلا البلدين. وفي هذا السياق، يبدو أن الأردن وإسرائيل تماثلان الولاياتالمتحدة إلى حد كبير. نقلاً عن معهد واشنطن