عند الاستعداد لاستقبال مولود جديد دائما يحلم الزوجان بالطريقة التي سيربيان بها أطفالهما، وتتسم أحلامهما بالنموذجية والمثالية، ولكن عندما تتواجد الأطفال، وكلما كبروا، نجد الوالدين وقد نفد صبرهما، وتعالت صرخات الأم، وتوالت عقابات الأب، وتذمر الأبناء. وتتلاشى معاني الصبر واللين والحكمة، ولكن ومع اقتراب الدراسة لابد أن يتحلى الوالدان بالصبر، حتى يهيئا الجو المناسب للأولاد لتحصيل واجباتهم المدرسية، وحتى يمكنهم التركيز والمذاكرة. وتؤكد دكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية وخبيرة العلاقات الأسرية أن هناك العديد من السبل التي تساعد الأباء على التحلي بالصبر، على الرغم من ضغوط الحياة، وعناد الأطفال - الاستيقاظ مبكرا: تضيف دكتورة عبلة أن معظم المسئولية في التعامل المباشر واليومي مع الأطفال تقع على الأم، فالوالد دائما يكون دوره إشرافيا، لذلك النصائح التالية ستخص الأم بالقدر الأغلب، وأهم خطوات التحلي بالصبر هو صفاء العقل وهدوء الأعصاب، وهذا لن يتحقق إلا مع نيل قسط وافر من النوم، والاستيقاظ مبكرا، وقبل موعد استيقاظ الأطفال على الأقل بساعة، وذلك لإنجاز بعض المهام الموكلة إليها، حتى تستطيع التعامل مع الأطفال، والتفرغ قدر المستطاع لطلباتهم والتعامل معها بهدوء. - قضاء وقت وحدك: تشير دكتورة عبلة إلى أن أخذ قسط من الراحة وحدك، وكذلك خروج الوالدين سويا دون الأبناء من الأمور التي تمنحهم مزيدا من الصبر في التعامل مع أبنائهم، حيث إن ذلك يشحن طاقتهم، ويخلصهم من المشاعر السلبية المحملة من كثرة الشجارات والصدامات مع الأبناء. - ممارسة هواية: وتوضح دكتورة عبلة أن قدرة الوالدين على الصبر في تربية الأبناء، وتأخير الصدامات والشجارات يتوقف على الحالة النفسية للوالدين، فكلما كانا يشعران بالسعادة والراحة، كلما انعكس ذلك على صبرهم على مشاكل أبنائهم، وما يحقق لهم ذلك الحرص على ممارسة هواية، فالهوايات تمنح الفرد مزيدا من القدرة على التركيز، مما سينعكس بالضرورة على القدرة على الصبر في التعامل مع الأبناء.