كلها أيام ويبدأ العام الدراسي الجديد، وينتظم الملايين من الأبناء في المدارس والجامعات، معظم الأبناء يحملون هم هذا اليوم، حيث ستنقلب حياتهم رأسًا على عقب. فبعد السهر وعدم الالتزام بأي مسئولية من أي نوع، والجلوس دون حساب أمام شاشة التليفزيون والكمبيوتر، سيصبح النوم بميعاد، والاستيقاظ بميعاد، ومبكرا جدا، إلى جانب الحرمان من الجلوس بلا حساب أمام التليفزيون والكمبيوتر، فكله سيكون بالساعة، وفي أضيق الحدود. ولكن الأمر يختلف تماما بالنسبة للأمهات، فكلما اقترب موعد العام الدراسي الجديد زادت فرحتهن، دعونا نعرف سر فرحتهن في السطور التالية: تؤكد ميرفت موظفة أن الدراسة هي أفضل أيام السنة بالنسبة لها، لأنها تستطيع تنظيم البيت بمواعيد ثابتة، خاصة أنها تعمل، وتستيقظ يوميا مبكرا، وأحيانا تذهب لعملها، وتعود وأبناؤها ما زالوا نائمين، ولم تكن تملك الحجة القوية لتنظيم يومهم بالاستيقاظ مبكرا خلال الإجازة الصيفية، وكانت دائمة الشجار معهم، لسهرهم للساعات الأولى من الصباح. وتقول سعاد – ربة منزل: أعشق الالتزام، والاستيقاظ مبكرا، حيث يكون اليوم ملكا لي أنجز فيه الكثير من المهام، وأجد الوقت للراحة، في حين أن أبنائي يرون العكس دائما، فهم يجدون متعتهم في الاستيقاظ طوال الليل، والنوم طوال النهار، الأمر الذي يؤثر على صحتهم، لذلك أنا أفرح بقدوم الدراسة لأنهم يكتسبون صحة وحيوية ونشاطا بالاستيقاظ مبكرا والنوم مبكرا، وأنا لا أحاول حرمانهم بشكل كلي من متعهم الشخصية خلال الدراسة، فأتركهم يشاهدون التليفزيون ويجلسون أمام الكمبيوتر، ولكن ساعات الترفيه تقل بالطبع لأداء الواجبات المدرسية والمذاكرة. أما علا – ربة منزل فتقول: أبنائي ما زالوا في المرحلة الابتدائية، لذلك فالإجازة بالنسبة لي تكون صداع رأس، فشجارهم سويا لا يتوقف، ويسهرون للساعات الأولى من الصباح يشاهدون التليفزيون ويلعبون أمام الكمبيوتر بالساعات، فالدراسة بالنسبة لي متعة، حيث ينامون مبكرا، ويظلون لساعات في المدرسة، يكون وقتها البيت هادئا، وأستطيع خلال هذه الساعات إنجاز الكثير من مهامي، كما أنهم يعودون من المدرسة متعبين فينامون، ويستيقظون لعمل الواجبات المدرسية والمذاكرة، ثم ينامون مجددا للاستيقاظ مبكرا. وتؤكد نرمين – موظفة أنها تستطيع إنجاز كل مهامها بدقة خلال العام الدراسي، لأن البيت كله يسير على نظام واحد، الكل يستيقظ مبكرا، وينام مبكرا، وحتى ساعات النهار بعد العودة من العمل والمدارس يخيم الهدوء على البيت نوعا ما، لأن الكل يكون مشغولا في إنجاز مهامه، لكن في الإجازة كان البيت يعمه الفوضى، وكان الإرهاق يلازمها، حيث إنها تعود من العمل مجهدة، لتجد الأولاد قد استيقظوا لتوهم، وطلباتهم تبدأ، وشجارهم، وضجيجهم الذي لا يهدأ إلا مع الساعات الأولى من الصباح.