7 نصائح لنجاح ابنك فى الامتحانات! مع رعب الأنفلونزا، جلس كثير من الأمهات مع أطفالهن بالبيت طواعية، فيما أجبرت الظروف أخريات على «الإجازة» غصبا عنهن فى جميع الأحوال وجد الأطفال أنفسهم فى البيت خلال العام الدراسى مع أنهم ليسوا فى إجازة.. ومطالبتهم بالمذاكرة وكأننا فى المدرسة أمر صعب.. فى الوقت نفسه، كلما صغر سن الأطفال فإن هذا معناه بطريقة أو بأخرى إعلان فتح باب الانفلات خلال العام الدراسى، والسؤال هو: كيف تنقل الأمهات جو المدرسة للمنازل؟ سلوى أم لطفلين فى الصفين الرابع والسادس الابتدائى تقول : فضلت الجلوس فى البيت خاصة أنى علمت بأن زميلتى فى العمل وقريبة لى أصيب ولداها بالفيروس، لذا قررت استبدال المدرسة بالدروس المنزلية لأطفالى، وأحاول ألا أترك لأطفالى مجالاً للسهر أو تضييع الوقت أمام الكمبيوتر قدر ما أستطيع، ولكن أبذل بالطبع مجهودا مضاعفا عن أيام ذهابهما إلى المدرسة فطاقتهما فى البيت أكبر، ومشادتنا بسبب ذلك لا تنقطع. أما رندا عبد الخالق، فأولادها خارج السيطرة.. فتقول : أجد صعوبة كبيرة فى السيطرة على أولادى، وأضطر لتهديدهم بأنى سأخبر مدرساتهم إذا لم يستجيبوا لى فى المذاكرة، ولكن لا حياة لمن تنادى، لذلك، فأنا فى انتظار فتح مدارسهم من جديد. معاناة «مذاكرة البيت» ليست بسيطة، والإجازة مع العام الدراسى الإجبارية، مشكلة ليست هينة.. ولابد أن هناك حلولاً. الواجبات طوال الأسبوع د. دينا عبد الفتاح تقول إنها تجلس مع أولادها الثلاثة يومى الخميس والجمعة لتشرح لهم ما يصعب عليهم فهمه وتعطيهم دروسا فى مادة الرياضة واللغة الفرنسية وتحدد لهم ما يتم حله فى الكتب الخارجية بقية أيام الأسبوع، وتحرص أن يذهبوا للمدرسة يوماً كل أسبوع لأخذ الواجبات التى يتم حلها طوال الأسبوع. كان لابد من تحقيق النظام العسكرى فى البيت بعد جلوس الأولاد فى البيت وعدم الذهاب للمدرسة بعد غلق فصل فى مدرستهم، هكذا بدأت شادية محسن كلامها عن أولادها وتكمل حديثها قائلة : «جعلت أنا وزوجى الأولاد يستيقظون فى نفس موعد المدرسة وبنفس الجدول المدرسى يذاكرون المواد، ولكن المشكلة أنهم ملّوا، جو المدرسة مختلف والحياة الاجتماعية لهم هناك أصبحوا يفتقدونها، البيت بالنسبة لهم مرادف «الدلع»، يستيقظون بمزاجهم، ويفعلون ما يحلو لهم، لكن نظام زوجى العسكرى الذى غلف به جو المنزل جعلهم يحلمون بالعودة للمدرسة من جديد المدرسة مهمة.. لكن وقاية البيت أهم حالة البلبلة هذا العام، خاصة على العملية التعليمية انعكست على بعض أولياء الأمور، عادةً ظروف عملها الصباحية مع مكوث أولادها فى البيت، وهم فى المرحلة الابتدائية يسبب لها ضغطا وعصبية زائدة على حد قولها وتقول : «كلما أجدهم يلعبون فى البيت أستشيط غضبا ولا أعرف كيف أسيطر على قلقى من هذا العام الدراسى، أذاكر لهم مناهجهم ، ولكن إذا ذهبت لعملى وتركتهم مع والدتى لا يجلسون لحل أى واجبات أعطيها لهم؛ لذا أشعر بأنى فقدت السيطرة عليهم ولا أعرف كيف أتصرف ؟! الأستاذة فريدة محمد موجه عام سابق فى وزارة التربية والتعليم تؤكد أن المدرسة هى أفضل بيئة للطالب لتلقى المعلومة لا ينافسها شىء آخر فننصح الأمهات باتخاذ كل إجراءات الوقاية والإجراءات الصحية فى تعامل طفلها فى المدرسة. أما إذا اقتضت الظروف وجلس الطفل فى المنزل هنا يجب أن تقوم الأم بدور مضاعف فى السيطرة على أولادها كتثبيت موعد نومه واستيقاظه حتى لا يشعر بأنه قد أخذ الإجازة ويبدأ فى الاستهتار. وتضيف فريدة محمد : «إذا استطاعت الأم أن تشرح لابنها فى وجود جار أو قريب أو زميل له فى الفصل سيكون ذلك أفضل، حتى تكون هناك روح الزمالة والمنافسة، وعلى الأم متابعة حل الطفل للتدريبات فى نهاية كل درس فى كتاب الوزارة وتكون على اتصال بالمدرسين وذوى الخبرة للرجوع إليهم فى أى سؤال وتتابع البرامج التعليمية على التليفزيون ولتضمن أن أولادها يستفيدون من هذه البرامج فالمدرس فى التليفزيون يشرح ويغيب دور الرقيب والمتابع للطالب، وهذا هو دور الأم عند استقرار الأولاد فى البيت». لا تقربى هذه الأخطاء عمرو أحد المدرسين ذو خبرة فى سلوكيات الطلبة يطلب من الأم مراعاة بعض الأخطاء التى قد تقع فيها، أولاً: عدم ترك الطفل مع إخوته للمذاكرة فى مكان واحد حتى لا يشوشوا على بعضهم وثانيا: أن تراعى أن لكل مادة وقتا زمنياً ضمن جدول يمشى عليه الطالب فلا يترك اليوم بكامله لمادة واحدة فقط حتى لا يمل الطالب، وأخيرا أن تفصل الأم بين دورها كأم لها الحق فى تأديب الطفل أو ضربه مثلاً ودورها كمعلم فتسيطر على أعصابها عند المذاكرة لأولادها، وإذا عجزت عن ذلك فتلجأ للمختص بتنظيم وقت الطفل والمذاكرة له وليس بالضرورة عن طريق درس خصوصى وإنما للاستشارة والسؤال».. روشتة نجاح منزلية قلق الأمهات ليس فقط من عدوى أنفلونزا H1N1 وإنما أيضا من انفلات الأبناء وفشلهم، هذا العام الدراسى هو قلق يستحق اللجوء لخبير نفسى لمعرفة طريقة التعامل مع الطفل بصورة سليمة.. د. إيمان عبد الحكيم دكتوراه علم النفس الإكلينيكى واستشارى العلاج النفسى تضع روشتة للأم للتعامل الصحى مع الطفل ولتحقيق أفضل نتائج لجلوسه فى البيت وتبدأ حديثها قائلة : عندما تضطر الظروف لجلوس الطفل ومذاكرته فى البيت يقع على الوالدين مسئولية تعويض هذا الجزء، خاصة فى السن الصغيرة التى مازالت تشكل نفسيته وأسلوب تعامله وتقول : أهم مبدأ يجب أن يتفق الوالدان على زرعه فى نفوس أبنائهما هو الالتزام فى أيام الدراسة أو غيرها، فهو ما سيجعل الطفل ينشأ نشأة سليمة ويتحمل المسئولية فينجح ويدرك واجباته ويتصرف على هذا المبدأ من الالتزام والجدية تجاهها، فالوالدان هما القدوة للطفل فليس جلوس الطفل فى البيت مبررا لتخبره الأم أنه يستطيع النوم مثلا فى الوقت الذى يريده مثلا أو عدم حل الواجب، لأن غدا لا توجد مدرسة وهكذا.. ونفسيا يجب أن تربط الأم عند طفلها فصل الشتاء بالمذاكرة والالتزام بالمقارنة بفصل الصيف فإلى حد ما يوجد فارق فى مجهود المذاكرة والالتزام فيجب على الأم أن تتحدث مع ابنها وتفهمه أنه ليس معنى جلوسه فى البيت أننا فى إجازة الصيف، بل نحن فى الشتاء والشتاء به المذاكرة والامتحانات. وأنه يجب أن يتحمل مسئولية واجتياز هذا الامتحان وهو ما يجب أن يشغله ويعمل على تحقيقه، وأنه يجب انتهاء اليوم بانتهاء الواجب المقرر وطلبت من الدكتورة إيمان وضع روشتة لكل أم والنقاط الواجب مراعاتها، فقالت : أولا : يجب على الأم وضع جدول مشابه لجدول المدرسة وإشراك ابنها فيه ليعرف أن أمامه واجبات ومواد لها وقت زمنى ويعيش فى جو المدرسة وما يتبع ذلك من مبدأ الثواب والعقاب للالتزام بهذا الجدول.. ثانيا : مراعاة مواعيد النوم والاستيقاظ للطفل وتثبيتها على قدر المستطاع لعدم حدوث اضطراب فى الساعة البيولوجية للطفل وتنظيم يومه مثلا الاستيقاظ فى السابعة ثم الإفطار ثم بدء اليوم الدراسى إلى الساعة الثانية ظهرا مثلا، وفترة بعد الظهر بعد الغداء والراحة تكون للواجبات، ومن الممكن أن تقلب الصورة حسب الإمكانية فيكون الصباح للواجبات والمساء للمذاكرة أوالشرح لظروف عمل الوالدين أو حتى لمواعيد الدروس الخصوصية المهم تقسيم اليوم إلى نصفين ليكون مشابها لليوم الدراسى، ويكون منظما وغير مرهق للطفل ولا مانع من دخول فترات راحة كحصص الرسم أو الفسحة فى وقت الشرح بعد انتهاء المادة فى وقتها لتجديد النشاط للطفل. ثالثا : يجب مراعاة جلوس الأم مع الطفل فى وقت البرامج التعليمية على التليفزيون لأن المدرس فى التليفزيون يشرح فقط ويأتى دور الأم كمراقب لابنها وتعلمه بأنها ستسأله بعد انتهاء الدرس لتقيم تركيزه. رابعا : يمكن أن تقوم الأم ببعض عوامل الجذب لطفلها، خاصة السن الصغيرة وإشعاره أن هناك مدرسة صغيرة فى البيت مثلا وضع سبورة صغيرة تشرح له عليها وتجعله يكتب عليها، تصحيح الواجبات ووضع «ستيكرات» كما تفعل المدرسات وإعطاؤه مكافأة عند حله امتحاناً لما تم شرحه وحصوله على درجة عالية، إعطاؤه ساندوتشات أو حلويات فى حقيبة غذائه كما يفعل فى المدرسة يأكلها وقت الراحة. خامسا : الحرص على البعد عن عوامل التشويش كالتليفون والكمبيوتر والتليفزيون وقت الاستذكار لإشعاره أنه أثناء يوم دراسى حقيقى. سادسا : وهذه نقطة فى غاية الأهمية عدم نسيان الحياة الاجتماعية للطالب فقد انقطع عن مشاركة زملائه فى المدرسة لذا يجب الحرص على تواصله مع زملائه أو مضاعفة عدد تردده على النادى مثلا إذا كان يمارس لعبة رياضية، وأيضا لإخراج طاقته فى شىء مفيد وتشجيعه على ممارسة هواياته بعد إنهاء اليوم الدراسى المتفق عليه. سابعا: وهذه النصيحة تخص الوالدين فى السيطرة على أنفسهم وانفعالاتهم فمن خبرتى فكل مشاكل الأطفال النفسية والسلوكية ليست فقط فى مجال الدراسة، بل وفى الحياة العامة تعتبر انعكاسا وخللا فى شخصية أحد الوالدين أو كليهما، بالطبع لن تستطيع تغيير شخصية الكبير فى وقت قصير، ولكن ننصحه بأن يخفى قلقه واضطرابه فجلوس الأطفال فى البيت يصاحبه قلق الأهالى من الامتحانات وإحساس بالضغط والتوتر، فيجب ألا تصل هذه الرسالة للطفل أولا: حتى يشعر بالاطمئنان لأن الأمور تحت السيطرة فيركز فى دروسه ولا يتأثر استيعابه وثانيا: حتى لا يجد فى ذلك ذريعة للهروب من واجباته متعللا بأنه «متلخبط» أو يشتكى من وضع الدراسة فى المنزل، فأشعريه كأم بأن الأمور تحت السيطرة وأنك هادئة وعلى اتصال بمدرسيه حتى يعلم أن جهده مقيم ومراقب وأن دوره ينحصر فى تحمل مسئولية نفسه وأداء مهامه لاجتياز الامتحان كما يحدث أيام الدراسة. لاشك أن هذه الفترة قد تكون مصدر قلق واضطراب لمحاولة نجاح تعليم الطالب فى البيت، ولكن على الأم أن تحاول أن تجعلها فرصة للتقارب مع ابنها وتحقق معادلة التوازن بين الحزم فى إدارة حياة ابنها الدراسية ومراعاة حياته الاجتماعية والنفسية.