في السادس من أكتوبر عام 1973، لم تُسجَّل صفحة جديدة في تاريخ مصر وحدها، بل فُتحت أمام الأمة العربية والإسلامية برمتها نافذة أمل، أثبتت أن هذه الأمة قادرة على صناعة المستقبل متى ما توافرت الإرادة ووُحدت الصفوف. لقد كان العبور العظيم لحظة فارقة كسرت اليأس، وأعادت للأمة ثقتها بنفسها، ورسخت في وجدانها أن الهزيمة ليست قدرًا، وأن الإرادة العربية حين تلتقي قادرة على كسر المستحيل. إن استدعاء ذكرى أكتوبر اليوم ليس مجرد احتفاء بذكرى عسكرية، وإنما هو دعوة للتأمل في جوهر اللحظة: الوحدة، والتكامل، والإرادة المشتركة. وهذه القيم، التي صنعت النصر بالأمس، لا تزال هي ذاتها مفاتيح النجاة في حاضرنا المملوء بالتحديات والمتغيرات. من هنا، تتجلى المسؤولية التاريخية لكلٍّ من مصر والمملكة العربية السعودية؛ فالعلاقة بين القاهرةوالرياض ليست مجرد علاقات ثنائية بين دولتين كبيرتين، وإنما هي محور ارتكاز للأمن القومي العربي، وركيزة لتوازنات الشرق الأوسط. إن ما يجمع السعودية ومصر يتجاوز السياسة الظرفية إلى معادلة وجودية: استقرار الأمة مرهون باستقرارهما، ومستقبل المنطقة مرتبط بقدرتهما على التنسيق والتكامل، بالتعاون مع كافة الدول الشقيقة. ولقد أثبتت التجارب، من حرب أكتوبر وما تلاها، أن كل انتصار عربي كان ثمرة تلاقي الإرادة المصرية مع الإرادة السعودية، قلبًا وقالبًا. فحين وضعت القاهرة إرادتها على خط النار، كانت الرياض على خط الدعم والقرار، وحين واجه العرب معارك الكرامة، كان التنسيق بين العاصمتين هو الضمانة الكبرى لاستمرار التوازن وحماية المصالح العليا. واليوم، في زمن التحولات الكبرى، حيث تعصف منطقتنا صراعات مفتوحة وتستشرف فرصًا هائلة، تبرز الحاجة الملحة لأن يُعاد إنتاج روح أكتوبر، ليس في ساحات القتال فحسب، بل في ساحات السياسة والدبلوماسية والاقتصاد. إن تحالف القاهرةوالرياض هو القادر على صياغة استجابات عربية موحدة للتحديات، بدءًا من أمن البحر الأحمر والممرات البحرية، إلى مواجهة الإرهاب والتطرف، إلى بناء شراكات اقتصادية واستثمارية كبرى تحفظ للدول العربية استقلال قرارها ومكانتها في النظام الدولي. إن العروبة والإسلام ليسا مجرد رابطين ثقافيين أو دينيين، بل هما هوية جامعة ومصدر قوة إستراتيجية ينبغي استثمارها في صياغة مشروع عربي يليق بتاريخنا وآمال شعوبنا. وما نصر أكتوبر إلا الدليل العملي على أن الأمة حين تتجاوز خلافاتها وتتوحد حول أهداف كبرى، فإنها قادرة على الانتصار، بل وعلى صناعة مستقبل مختلف. في هذه الذكرى المجيدة، أتوجه بالتهنئة الخالصة إلى الشعب المصري العظيم وجيشه الباسل، وقيادته الرشيدة وإلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء، مؤكدًا أن ذكرى أكتوبر ليست مجرد ماضٍ نفتخر به، بل هي بوصلة تشير إلى الطريق الذي يجب أن نسلكه معًا: طريق الوحدة، والتكامل، وصناعة المستقبل. رحم الله شهداء أكتوبر الأبطال، وحفظ الله مصر والمملكة العربية السعودية، وحفظ أمتنا العربية والإسلامية، لتبقى راياتها عالية في وجه التحديات، وقادرة على صناعة الغد الأفضل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا