هل يجوز إذاعة أحكام الإعدام على الهواء.. قانونى يجيب

أوصت محكمة جنايات المنصورة في حيثيات حكم إعدام محمد عادل المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف بإذاعةَ تنفيذ حكم الإعدام مُصَورا على الهواءِ، ولو في جُزءٍ يَسيرٍ من بَدءِ إجراءاتِ هذا التنفيذ، فقد يكونُ في ذلكَ، ما يُحَققُ الرَّدعَ العامَ المُبتَغَى الذي لم يَتحَقق - بَعد - بإذاعة مَنطوق الأحكام وَحدَه.
وعاقبت محكمة جنايات المنصورة، محمد عادل المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف أمام كلية الآداب بجامعة المنصورة، بالإعدام شنقًا.
وكانت محكمة جنايات المنصورة، أحالت في الجلسة السابقة أوراق المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف إلى مفتي الجمهورية للتصديق على الحكم بإعدامه شنقا، وحددت جلسة اليوم للنطق بالحكم.
وقال الخبير القانوني "ياسر سيد أحمد" والمحامي بالنقض، إن إذاعة وعلنية تنفيذ حكم الإعدام على الهواء مباشرة غير قانوني ولا يحق لأي جهة التدخل في كيفية التنفيذ، وآلية تنفيذ حكم الإعدام تكون خاصة بوزارة الداخلية فقط وهي التي تقرر كيفية وآلية التنفيذ وكما في العادة والمعروف للجميع أن يتم تنفيذ حُكم الإعدام بالمجرم فجرًا، بعد أن ثَبُت عليه جُرمه حيث يتم التنفيذ من الفجر حتى باكر فإذا عدى فجر يوم المتهم فيعرف ان بذلك تخطي صباح يوم جديد لعمره، ويتم تنفيذ الحكم فجرا لأسباب أمنية ولا يتم إخبار المتهم إلا قبل التنفيذ مباشرة بساعات مراعاة لحالته النفسية ولأسرته فيتم أخبارهم قبلها بساعات لاستلام الجثة للدفن.
وأضاف "ياسر" انه مُسبقا حدث تنفيذ حكم الإعدام علني لمذبحة وقعت أحداثها في 1997 بمدينة نصر.
ففى 13 أكتوبر 1997 قام 3 متهمين بينهم شقيقين بقتل "نانيس أحمد فؤاد" عمدًا مع سبق الإصرار واتفقوا فيما بينهم على سرقة اموالها ومصوغاتها الذهبية وتخلصوا منها، وإقترنت الجناية بقتلها وأطفالها الصغار " هديل هاني 5 سنوات وأنس هاني سنتين " وتم حبس المتهمين الثلاثة في انتظار حكم الإعدام وارتدوا البدلة الحمراء، وتقدموا بنقض للحكم على أمل ان يخفّف لكن النقض رفضته في مارس 1998 والمحكمة أمرت بتأييد حكم الإعدام.
فوالدا نانيس المجني عليها بالقضية، طلبوا من وزير العدل والنائب العام إنهم يحضروا تنفيذ الحكم على المتهمين وإن يكون التنفيذ علني ويُذاع على التليفزيون ليكون عِبرة لأي مجرم يحاول أو تسول له نفسه ارتكاب مثل هذا الفعل، وكانت قضية رأي عام فتمت الموافقة على طلبهم، وتم تنفيذ الحكم يوم 28 أبريل 1998.
وتابع أنه تم إذاعة القضية في التليفزيون الرسمي آنذاك فكانت قضية رأي العام وحدث استجابة إعلامية لها ولم نعرف ما حدث وقتها.
ونظرا لكثرة انتشار الجرائم في ذلك الوقت وللردع العام طُلب إذاعة حكم الإعدام علنا من قِبل والدا المجني عليها ليكونوا عبرة لغيرهم لينال نفس المصير ولتهدئة الشارع فتصدق عليها رئيس الجمهورية آنذاك "حسني مبارك" والذي وافق على علنية التنفيذ حيث تم اذاعة الحلقة في برنامج " مساء الخير" على القناة الأولى في تمام الساعة الرابعة عصرا وكانت الحلقة مسجلة من داخل السجن.
كما أوضح" ياسر" أنه تم إذاعة اللحظات الأخيرة للمتهمين قبل تنفيذ حكم الإعدام فحدث وقتها ان تم مشاهدة فقط المتهمين بالزي الأحمر والشيخ بجواره ورجل الشرطة ومحاميه وتم سؤال المتهمين وبعدها قالوا انهم سيدخلون غرفة الإعدام للتنفيذ وتم وقف البث على ذلك.
وأكد" ياسر" أن آلية التنفيذ تخص وزارة الداخلية فقط ولا يتدخل فيها قاضي ولا وزارة عدل أو أيا كان من الأشخاص، فوقت التنفيذ وقت متفق عليه عُرفا على حسب ما تم من وزارة الداخلية من تنفيذات ويتم التصديق عليه من رئاسة الجمهورية
كما أوضح ياسر أن قضية نيرة أشرف والمطالبة باذاعة وعلنية حكم الإعدام للمتهم لم تنتهي القضية بعد فهناك نقض للحكم الصادر..