احتل رمضان مكانة بارزة في مجموعة أعمال روائية لنجيب محفوظ ومنها روايات «خان الخليلى» وهو اسم أحد أحياء القاهرة يتمتع بميزة سياحية خاصة في رمضان وجاء بعدها روايات بين القصرين وقصر الشوق والسكرية. شهر رمضان يمثل لنجيب محفوظ عنصرًا تكوينيًا جوهريًا في حياته وعن أثر هذا الشهر يقول: «شهر رمضان يحرك في نفسى ذكريات كثيرة تجعلنى أشعر بالبهجة كلما أتذكرها، أذكر بأننى بدأت الصيام وعمرى سبع سنوات وكنت حريصًا جدًا على أن أصعد فوق سطح بيت القاضى بالأزهر لأرى مؤذن مسجد الحسين وهو يؤذن لصلاة المغرب، وكنت أخرج في هذا الشهر فقط مع أطفال الحى في العباسية ونتوجه سيرًا على الأقدام من العباسية إلى مقهى الفيشاوى في الحسين نسهر ونتسامر ونتحدث في كل شئ الأدب والتاريخ والسياسة إلى جانب الأحاديث النبوية. عرفت الشيخ زكريا أحمد وصحبته أثناء السهر وأحاديث السمر التي كانت تجمعنا في ليالى رمضان المليئة بالخير والذكريات التي لا تنسى تلك الجلسات التي كان يسودها ويعمها التآلف والصداقة والود وكان للشيخ زكريا صديق اسمه عبدالعزيز قطة وكان يسكن حى الحسين في دار أشبه بما نراه في قصص ألف ليلة وليلة جميع أبوابه وأثاثه من الآرابيسك وكنا نسهر في هذه الدار وكان الشيخ زكريا يغنى للصحبة المجتمعة بالدار. أما سيد درويش الذي كنت أحبه وأعشقه وعشقت سماع حكاياته مع أساطين الغناء والتلحين في عصره وفى بعض الأحيان كان يسمعنا ألحانه الجديدة قبل أن يسمعها المطربون وحدث في أحد السهرات الجميلة أن استمعت منه إلى أغنية «حبيي يسعد أوقاته» التي غنتها فيما بعد أم كلثوم ولم تكن وقتها تعلم عنها شيئًا وحينها قامت الدنيا حين علمت أن هناك من سمعها قبلها.