حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من تكرار مصر لسيناريو "سنوات الرصاص" التي وقعت فيه الجزائر في تسعينيات القرن الماضى، وخلفت الآلاف القتلى، بعد البيان الذي ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وأمهل القوى السياسية 48 ساعة لحل خلافاتها، وإلا اتخذ إجراءات لحماية البلاد. وهو ما فسره البعض على أنه انقلاب ناعم على الشرعية، وهدد الإسلاميين وحلفاء الرئيس مرسي أنه لن يتم إلا على رقابهم. وقالت الصحيفة، إن موجة غضب عارمة اندلعت بين أنصار الرئيس مرسي وبدوا في الحشد بشكل مكثف في مختلف ميادين القاهرة، واندلعت اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس في عدة مدن وخلفت قتلى وجرحى. ونقلت الصحيفة عن مسئول داخل الرئاسة -رفض الكشف عن هويته- قوله: "بالتأكيد.. هذا البيان انقلاب"، نافيا في الوقت نفسه إمكانية أن يستقيل مرسي طوعا، محذرا من أن مصر قد تنزلق لحرب أهلية مماثلة للجزائر في 1990، عندما كان انتصار الإسلاميين في الانتخابات وشيكا إلا أن الجيش تدخل وبدلا من أن يصلوا إلى السلطة وضعهم في السجون. وأضاف: "كل شيء ممكن، وخاصة أن بعض الفصائل الإسلامية ألمحت إلى إمكانية أن يشنوا حربا إذا أزيح مرسي، وقال محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين: "إن أي انقلاب على الشرعية لن يمر إلا من خلال رقابنا". وأوضحت الصحيفة أن بيان الأمس ليس المرة الأولى لتدخل الجنرالات لحل الأزمة، فمنذ فترة طويلة عقدوا اجتماعا بين مختلف القوى السياسية، إلا أنه فشل في إنهاء الأزمة. وحذر بعض المحللين من أن أي نوع من التدخل العسكري سيرسل مصر إلى الهاوية، وقال "شادي حميد" الخبير في شئون الشرق الأوسط ومدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة: "بغض النظر عما يحدث في هذه المرحلة، فإن الجيش سوف يتدخل مباشرة في العملية السياسية وهذا خطير".