لم تكن المرة الأولي التي تجتمع فيها قيادات إخوانية مع جهاز المخابرات الأمريكية, لكن الاجتماع هذه المرة جاء في شهر فبراير 2011 أي بعد الثورة بقليل، وهو ما يكشف ويفسر ما تلي ذلك من أحداث فى صالح الجماعة التى كانت منحلة! «فيتو» حصلت على نسخة من الوثيقة الخاصة بالاجتماع السرى، الذى حضره، نائب مديرالمخابرات الأمريكية ستيفن كابس، وهمام مسعود ممثل الإخوان فى الأردن، وقيادة إخوانية كبيرة، سرعان ما انشقت عن الجماعة بعد أشهر قليلة جدا من هذا الاجتماع الذى عقد فى تركيا, بهدف وضع تصورات للسيطرة علي أنظمة الحكم العربية. خلال الاجتماع، قدم مندوب إخوان مصر كل الضمانات الممكنة، مقابل تمكين جماعته من الوصول لسدة الحكم، وكان من بين هذه الضمانات الخضوع الكامل للإدارة الأمريكية والالتزام بالاتفاقات الدولية الموقعة واحترامها وضمان أمن إسرائيل . «ستيفن كابس»أبدى سعادته بمرونة مندوب إخوان مصر، خاصة فيما يتعلق بالملف الإسرائيلى، وقال لاحقا إنه غادر الاجتماع، وهويحمل أفكارا إيجابية عن الجماعة، التى كان يعتقد أنها متطرفة، أوأنها قد لا تقدم ضمانات، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل والحفاظ على كيانها. وخلال الاجتماع، قال مندوب إخوان مصر: إن جماعته حال وصولها للحكم، سوف تلتزم بكل الإملاءات والتعليمات الأمريكية، وشدد على أن أمن إسرائيل سوف يظل خطا أحمر، ولن تمسه حكومة الإخوان، بل إنها قد تقدم ضمانات أوفر من التى كان يقدمها النظام السابق، فى الوقت الذى طالب فيه بأن يكون هناك متنفس لأهل غزة, وتحسين أحوالهم. نفس الأمر تعهد به مسئول إخوان الأردن، الذى اكد أنهم لن ينفذوا أي ضمانات أمريكية قبل الإطاحة بنظام الملك عبد الله, وحينها سوف يضمنون أمن واستقرار إسرائيل . وبحسب الوثيقة، فإن مسئول المخابرات الأمريكية، نصح القيادى الإخوانى السابق بأنه ينبغى علي الجماعة إيجاد مكاسب سياسية وتاريخية حتي لا ينهار حكم الإخوان سريعا، وذلك من خلال تبنى برامج اقتصادية واعدة، وتبقي السيطرة عليه قائمة, ناصحاً أنهم يجب أن يعملوا في تطور وتقدم يبهر الرأى العام.