تحولت "ورقة التوت" الخضراء التي تقع على بعد 100 كيلو جنوب غرب القاهرة إلى صحراء معظم السنة بسبب النقص الشديد في مياه الري، وكما كانت الفيوم قبلة الأسرة المالكة للاستجمام والصيد قبل ثورة 1952 كما تحولت الآن بحيرة "قارون" إلى بركة من المياه الملوثة، واحتلت المركز الثاني بعد "البحر الميت" في أعلى نسبة ملوحة لمسطح مائي، فانقرضت الكائنات البحرية وهجرها الصيادون إلى البرلس أو أسوان، بعد يناير 2011. "الفيوم" المحافظة الوحيدة التي تظاهر سكانها خلال الأحد عشر شهرا التي حكمها "مرسي" عشرات المرات، كان آخرها 27 من مايو الحالي عندما اقتحم أهالي قرية "قوتة" مديرية الري احتجاجا على نقص المياه. كان المسئولون قد أصدروا قرارا يمنع زراعة الأرز منذ خمس سنوات، وازدادت المشكلة تفاقما العامين الماضيين خاصة بعد الانفلات الأمني، وأصبح التعدي على مياه الري في بدايات الترع والمساقي جهرا وعلى مرأى ومسمع المسئولين، رغم شرطة متخصصة في الري.
ومن السلبيات التي تشهدها المحافظة سرقة المياه لري أراض يمتلكها عدد من المسئولين على طريق مصر أسيوط الغربي، وفي صحراء مركز "طامية" و"يوسف الصديق" و"مركز سنورس" تزيد المشكلة تعقيدا، لاسيما أن هذه المساحات تروي "عنوة" من بحر يوسف وحسن واصف وعبد الله وهبي، وهذه الأبحر هي المصدر الرئيسي للمياه في الفيوم.
"السياحة الداخلية" كانت الفيوم في الماضي منتجع الفقراء والأغنياء، على حد سواء، ومضرب المثل في الأفلام العربية القديمة، كما كانت استراحة للأسرة المالكة لما تتمتع به من جمال في الطبيعة، وطقس رائع طوال أشهر السنة بالإضافة إلى ما تحتويه المحافظة من آثار فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية من كل العصور كل هذه المميزات، أدت إلى أن تكون الفيوم المحافظة الأولى في السياحة الداخلية إلى وقت قريب حتى رفضت المحافظة تجديد عقود المستثمرين على شواطئ بحيرة "قارون" وترك الشاطئ الذي كان مصيفا للغلابة من أبناء الفيوم والمحافظات المجاورة تغرقه مياه البحيرة، بالإضافة إلى نضوب مياه عيون "السيليين" أدى إلى توقف الزوار. أيضًا إزالة النباتات من شلالات وادي الريان، أدى إلى هجر المواطنين لها كما ترك المسئولون في الفيوم الآثار للزمن وعوامل التعرية تفعل فيها ما تشاء حتى وصلت المياه الجوفية داخل هرم "هوارة" إلى أكثر من متر ونصف المتر، مما يهدد الهرم بالتصدع والانهيار، كذلك تم ترميم مأذنة وقبة "على الروبي" بشكل غير مناسب مما أفقدهما شكلهما الأثري.