أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إسرائيل قامت بإجراءات استفزازية وباطلة في الحرم القدسي في منتصف شهر يوليو الماضي. وأضاف خلال كلمته اليوم أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى: "أرصد رد الفعل السريع والمتضافر من جانب مجلسكم هذا، فضلًا عن التدخل الناجز لعدد من القادة العرب باعتباره نقطة ضوء تستحق الإشارة إليها، والإشادة بها". وركز على إن إسرائيل ترمي إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، وهي تسعى لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، توطئة لفرض القانون الإسرائيلي عليه، وتكثيف ما تقوم به بالفعل من حفريات خطيرة أسفل المسجد وتحت أسواره وهي فوق ذلك كله، تباشر خطتها الاستيطانية في مدينة القدس عبر هدم البيوت وطرد السكان للحفاظ على أغلبية يهودية في المدينة إن هذه المخططات الإسرائيلية، المعروفة والمكشوفة للكافة، تهدف إلى القضاء فعليًا على أية إمكانية لتطبيق حل الدولتين في المستقبل. وأشار إلى أن هناك حالة من الإحباط واليأس –لا تخطئها عين- تسيطر على الشارع الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وقال: "للأسف فإن الإرادة الدولية مازالت واهنة في مواجهة دولة الاحتلال". وأضاف: "ومن الواضح لنا اليوم أن هدف نتنياهو منذ تولى السلطة في إسرائيل هو إحباط أية محاولة جادة للتوصل إلى تسوية على أساس حل الدولتين، وأنه صار مقتنعًا للأسف بغياب إرادة دولية حقيقية لكشفِ مناوراته ومماطلته وتفننه في إضاعة الوقت". واستطرد: "وأقول بعبارة واضحة إن على إدارة الرئيس ترامب أن تُدرك أن العقبة الرئيسية أمام أي جهد حقيقي تنوي القيام به من أجل إحياء عملية التسوية السلمية تتمثل في المفاهيم التي يتحدث بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي". وأكد أنه من عجبٍ أن تسعى إسرائيل، وهذه هي مواقفها وتلك هي سياستها، إلى العضوية غير الدائمة ها والأعجبُ أن تجبمجلس الأمن وهي الدولة الأكثر انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن وللشرعية الدولية بوجه عام بل هي دأبت على التشكيك في نزاهة المنظمة الدولية وحياددَ إسرائيل من يؤازرها في مسعاها هذا. وأوضح أن إسرائيل ما زالت تشعر بأن في إمكانها إستدامة احتلالها للأراضي العربية، وتطبيع علاقاتها مع العالم في نفس الوقت وهذه المعادلة للأسف سوف تقود في النهاية إلى تقويض حل الدولتين، وإلى انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن ثمَّ في المنطقة بأسرها.